خبر الدنونية- هآرتس

الساعة 10:50 ص|26 يونيو 2013

بقلم: يوسي فيرتر

        (المضمون: يتصرف نتنياهو مع حزبه بعدم مبالاة فيترك للمحافل المتطرفة السيطرة عليه. فإما أنه فقد الروح القتالية ويئس، او أنه في قلبه يعرف انه في الانتخابات القادمة لن يتنافس على رئاسة هذا الحزب  - المصدر).

        قبل نحو اسبوعين توجهت الوزيرة تسيبي لفني الى رئيس الوزراء وناشدته عدم السماح لـ "الدنونية" بالسيطرة على الائتلاف. إذن فلعل الروح السياسية – اليمينية – المتطرفة للنائب داني دنون لم تسيطر بعد على الائتلاف، ولكنها تحتل حزب السلطة  بالتأكيد، شبرا إثر شبرٍ. امس، بعد اغلاق العدد، كان يفترض بدنون أن ينتخب بسهولة لرئاسة مؤتمر الليكود، ويوم الاحد القريب القادم سينتخب حسب كل التقديرات لرئاسة المركز. وبالفعل، امتلأت البلاد بداني دنون. ومن ليس في الساحة؟ من يهرب من المواجهة؟ من نسي الوصول الى العمل؟ زعيم الحزب ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.

        نتنياهو يجد نفسه في الوضع الاسوأ لرئيس حزب: فهو ليس لاعبا. لا يأبهون به.

        عندما شعر سلفه، ارئيل شارون، في بداية العقد الماضي بان حزبه يصبح معاديا له، قرر ان يعد عصير الليمون من حبات الليمون وجعل الفضل نقيصة؛ فقد ناكف حزبه، المتفرغين فيه، الصارخين، الزعران.

        قاتل واحيانا خسر، ولكن كل خسارة في الساحة الحزبية الكريهة عظمت وشددت فقط مكانته بين الجمهور، حتى الانشقاق المحتم في خريف 2005.

        أول أمس، سرا، سحب نتنياهو ترشيحه من السباق لرئاسة المؤتمر. وقد عرف بان هزيمته مضمونة أمام نائب وزير الدفاع. هذا وضع غير مفهوم: رئيس وزراء، في ولاية ثانية، هي الثالثة تراكميا، والاكثر شعبية بعد دافيد بن غوريون الاسطوري، يخاف ان يضع نفسه أمام الانتخاب حيال نائب عادي.

        وبدلا من أن يضرب نتنياهو الطاولة ويقول لدنون: انا رئيس هذا الحزب، أنا رئيس الوزراء، أنا أريد أن أدير المؤتمر وأنا سأستخلص النتائج من كل تمرد ضدي – يحني الرأس أمام المحتم، وكأن هذا قضاء وقدر.

        فضلا عن ذلك، فان مكتب رئيس الوزراء لا يتدخل في اي من الاجراءات لانتخاب باقي مؤسسات الليكود، أمس أو في الاسبوع القادم: نتنياهو لم يعرض مرشحين عنه لتشكيل رئاسة المؤتمر ولا لرئاسة المكتب (الجسم الايديولوجي الذي يوشك على الوقوع كثمرة ناضجة في يد النائب زئيف الكين، من ذات قماشة دنون)، او لرئاسة السكرتاريا التي هي الجهاز الاداري في الليكود.

        ليس لزعيم الحزب، فما بالك الحزب الذي يشكل الحكومة ويوجد في مركزها ويحتل المناصب الاساس فيها، الامتياز، الترف، للوقوف جانبا والسماح للمحافل المتطرفة بالسيطرة على المناصب الاساس في الجسم الديمقراطي. هكذا بالضبط يتصرف نتنياهو. لا يمكن لنا أن نعرف ماذا يمر على عقله. إما أنه فقد الروح القتالية ويئس، او أنه في قلبه يعرف انه في الانتخابات القادمة لن يتنافس على رئاسة هذا الحزب.