خبر قطاع غزة على وشك الانفجار ..رأي القدس العربي

الساعة 09:26 ص|25 يونيو 2013

قطاع غزة بات يقبع فوق صندوق بارود على وشك الانفجار بقوة، بعد احتدام الخلاف بين حركتي ‘حماس′ وحليفتها ‘السابقة’ الجهاد الاسلامي على خلفية مقتل رائد جندية احد القيادات الميدانية لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد.

عندما تختلف الفصائل فيما بينها فان الرد لا يكون بالاقتتال والاحتكام الى السلاح لتسوية هذا الخلاف، وانما باطلاق الصواريخ على عدو الطرفين اي اسرائيل، وهذه خصلة حميدة في نظر الكثيرين داخل القطاع.

الخلاف بين الجانبين ليس وليد الساعة، فنحن امام حركتين مختلفتين عقائديا وسياسيا، لكل منهما تحالفات مختلفة بل متصادمة في معظم الاحيان.

نشرح اكثر ونقول ان حركة الجهاد الاسلامي لا تتطلع الى اي دور في الحكم، وترفض الاعتراف رسميا بالسلطة، سواء في غزة او رام الله، وقاطعت جميع الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقة، وباتت تعتمد المقاومة المسلحة الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، وحافظت على تحالفات قوية مع ايران وحزب الله، مصدري تسليحها ودعمها الاساسيين بل والوحيدين، واتخذت موقفا محايدا من الصراع في سورية.

حركة ‘حماس′ في المقابل التي تحكم حكومتها حاليا قطاع غزة، خاضت جميع الانتخابات الفلسطينية البلدية والتشريعية، وحصلت على اغلبية مقاعد المجلس التشريعي مما اهلها لتشكيل حكومة بزعامة السيد اسماعيل هنية لم تعمر طويلا بسبب الضغوط الامريكية والاسرائيلية على الرئيس عباس وفرض شروط قوية للاعتراف بها مثل نبذ ‘الارهاب’ والاعتراف باسرائيل.

والاهم من ذلك ان الحركة تميل الى التهدئة التكتيكية مع اسرائيل، وعقدت اتفاقات بوقف اطلاق النار معها عبر الوسيط المصري وتعهدت بمنع اطلاق الصواريخ، وقطعت علاقاتها مع سورية وانحازت الى المعارضة المسلحة، والشيء نفسه مع ايران وحزب الله حليفيها السابقين ومصدر تمويلها ودعمها العسكري.

حركة الجهاد الاسلامي عبرت عن استيائها من حركة ‘حماس′ باعلان القطيعة ووقف كل الاتصالات معها، واطلقت رشقات صاروخية على المستوطنات الاسرائيلية شمال قطاع غزة فجر يوم امس ردت عليها الطائرات الاسرائيلية بغارات جوية على القطاع استهدفت قواعدها.

حركة حماس في المقابل تبذل جهودا حثيثة مع نظيرتها الجهاد لتطويق اثار جريمة اغتيال الشاب جندية، وكذلك مع اسرته، وتعهدت بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ظروف اغتياله ومعاقبة الشخص المسؤول.

المرجح ان تعود فصائل المقاومة الى اطلاق الصواريخ مجددا على المستوطنات الاسرائيلية لخلط الاوراق من جديد خاصة ان هناك فصائل مقاومة اسلامية باتت تشعر بالحرج نتيجة التزامها بالتهدئة المفروضة من قبل حركة ‘حماس′ وتواجه في الوقت نفسه ضغوطا من كوادرها واذرعتها العسكرية.

هدم الانفاق، وتصاعد حالة الغليان في مصر، وزيادة الضغوط على الرئيس محمد مرسي وحركة الاخوان من المعارضة المصرية، كلها عوامل قد تؤدي الى اشتعال القطاع بالمقاومة مجددا، فمن غير المعقول في نظر البعض ان تسود حالة التوتر وعدم الاستقرار لبنان وسورية بينما قطاع غزة في ذروة الهدوء!