خبر مواجهة الواقع.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:12 ص|25 يونيو 2013

بقلم: إيزي لبلار

(المضمون: تحريض للدول الغربية والمجتمع الدولي على ايران والاصولية الاسلامية وعدم مهادنتهما - المصدر).

إن الرد الاعلامي الحماسي على انتخاب روحاني "المعتدل" و"الاصلاحي" يُذكر كثيرا بالكلام الداحض الذي استقبل "الربيع العربي". ربما كان هناك تسويغ أكبر للتفاؤل الزائد بسقوط زعماء عرب مستبدين أكثر من ذاك الذي جاء بعد انتخاب واحد من مرشحين ثمانية وافق عليهم آية الله خامنئي.

إن روحاني أكثر حنكة من سلفه منكر المحرقة احمدي نجاد لكنه بعيد عن ان يكون معتدلا. أراد في الماضي ان يغطي على تطوير المشروع الذري الايراني، وعاد في اثناء الحملة الانتخابية فأعلن التزامه بالمشروع الذري. وقد كان باعتباره عضوا في المجلس الايراني للامن القومي مطلعا على سر الهجمات الارهابية الايرانية في العالم ومنها العملية في المركز الثقافي اليهودي في بوينس آيريس في 1994 التي قُتل فيها 85 شخصا. وما زال روحاني ينظر الى اسرائيل باستخفاف باعتبارها "الشيطان الأصغر".

يوجد في واقع الامر أساس لاعتقاد ان روحاني كان المرشح الذي يفضله آية الله وذلك لأن الايهام بالاعتدال قد يخفف العقوبات الغربية ويقلل تهديد العملية العسكرية. وأصبح زعماء الغرب يسقطون في الفخ: فقد تطرق رئيس فريق عمل البيت الابيض دنيس مكدانا الى "اعتدال" روحاني في ظاهر الامر باعتباره "علامة على احتمال ايجابي". واقترحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون تعيين مفاوضين جدد. ويتوقع ان يستعمل الرئيس اوباما وزعماء غربيون آخرون اعتداله التجميلي ذريعة لتسويغ "تفاوض مستمر" لا نهاية له.

حذر نتنياهو المجتمع الدولي من "الانخداع لأهواء القلب والاغترار واضعاف الضغط على ايران كي توقف هذه برنامجها الذري". لكن وكما رأينا في اثناء "الربيع العربي" يوجد خط دقيق يفصل بين التفاؤل الساذج والهذيان، وذلك حينما يقنع الغرب نفسه بأنه يمكن علاج التطرف الاسلامي بوسائل دبلوماسية.

في حين يتلقى الاسرائيليون الآن الطبيعة الحقيقية للتطرف الاسلامي، بقي العالم الغربي كله أو أكثره يُنكر ذلك. يؤمن مسلمون كثيرون في الحقيقة بالسلام، لكن الاسلاميين هم الذين يتصدرون اليوم مواقع القوة وهم الذين يفرضون التطرف.

من المؤسف جدا ان العالم الغربي بعامة والادارة الامريكية بخاصة مستمران في رسم سياسة مدمرة لارضاء الاسلاميين. منذ كانت خطبة اوباما في القاهرة وتنحي مبارك ومده يده الى ايران ودول معادية اخرى – أخذ كل شيء يتدهور. وما زال باري روبين، وهو مختص بشؤون الشرق الاوسط، يتهم الولايات المتحدة بأنها عقدت حلفا مع حركة الاخوان المسلمين. لكن الليبراليين الامريكيين يدفنون رؤوسهم في الرمل ويصفون الزعماء الاسلاميين المتطرفين بأنهم "معتدلون"، ويتجاهلون الأسس المعادية للغرب والمعادية للمسيحية والمعادية للسامية الآثمة التي تقوم عليها نظم الحكم الاسلامية.

إن منظمة حماس هي ابن مباشر لهذه الشبكة الآثمة، ويقوي الرئيس مرسي سيطرة الاخوان المسلمين على مصر، وأفضى الربيع العربي في تونس الى قمع أكبر، وفي ليبيا ايضا لُذعت الولايات المتحدة بشدة، واليمن وكر خصب للقاعدة والولايات المتحدة في افغانستان في تفاوض مباشر مع حركة طالبان القاتلة. إن قصة الحب التي تعلو فوق الاحزاب الطويلة العمر بين الولايات المتحدة والسعودية أفضت الى تصدير عالمي للعقيدة الوهابية التي أفضت الى نشوء أوكار أصولية اسلامية وارهابيين محليين في أنحاء العالم، وسوريا هي الشيء البغيض الذي لا ثاني له: فالبرابرة الاسلاميون ينفذون هناك اعمالا فظيعة رهيبة قُتل في نطاقها 100 ألف مواطن.

وفي هذه الحال اذا أصبحت ايران قوة ذرية فستسيطر على المنطقة أو ستهيج سباقا مجنونا بين دول اسلامية غير مستقرة بغرض الحصول على منزلة ذرية. يجب على اسرائيل ان تستمر في الانذار بأن مواجهة ايران والاصولية الاسلامية تحدٍ دولي لا يقل أهمية عن حروب الغرب لمنع سيطرة النازية والشيوعية على العالم. ليس هذا زمن "الأمل بالخير" بل هو زمن مواجهة الواقع.