خبر تفاصيل اللقاء الاخير والعاصف بين « عباس والحمدلله »

الساعة 09:36 م|24 يونيو 2013

الغد

 عصف خلاف عميق حول الصلاحيات بآخر اجتماع جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس وزرائه المستقيل رامي الحمدالله، الذي غادر الاجتماع غاضبا، حسبما روى مصدر فلسطيني رفيع المستوى.
ونقل المصدر المطلع مجريات اللقاء الأخير بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء المستقيل رامي الحمدالله يوم الجمعة الماضي برام الله، وعمق الخلافات بين الرجلين، وتمسك كل منهما برؤاه في تشكيلة الحكومة وصلاحيات الشخصيات الفاعلة فيها.
وتحدث المصدر، الذي لم يشأ ذكر اسمه، في تصريح خاص لـ"الغد"، عن الأسباب الحقيقية التي دفعت برئيس الوزراء رامي الحمدالله إلى تقديم استقالته، واصفا اللقاء بمحاولة أخيرة لثني الحمدالله عن الاستقالة، إلا أن حدة الخلافات بين عباس والحمدالله تفاقمت خلال اللقاء بمجرد أن مازح الرئيس عباس الحمدالله  بقوله "مبكرا بدأت تختلف مع نوابك". فرد عليه الحمدالله: "أنت وضعت محمد مصطفى نائبا لرئيس الوزراء كي يغير في وزارة المالية كما يشاء"، فرد عليه عباس "أنا كلفت مصطفى بمتابعة كل كبيرة وصغيرة في الملف المالي".
وقال المصدر إن لقاء عباس والحمدالله جرى بحضور نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، ووزير الأوقاف محمود الهباش، وأمين عام الرئاسة الطيب عبدالرحيم. 
وأكد المصدر في سياق نقله شفهياً لما جاء في محضر الاجتماع بين عباس والحمدالله، أن الحمدالله اعترض على تدخل مصطفى في الملف المالي من دون الرجوع اليه، حيث رد على عباس بقوله "إذا أراد مصطفى أن يتابع الملف المالي فلا بد أن يكون من خلال مجلس الوزراء". 
بيد أن الرئيس عباس سأل الحمدالله عن تعيينه الناطق باسم الحكومة ايهاب بسيسو وقال له حرفياً بحسب المصدر ذاته "هذا الذي عينته من بقايا.. " في إشارة إلى أن بسيسو من أتباع قيادي سابق مفصول من حركة فتح.  فرد عليه الحمدالله: بقوله "بسيسو كفاءة ويجيد اللغة الانجليزية وأنا صاحب القرار والحق في تعيين الناطق باسم الحكومة التي أرأسها"، موجها سؤالا للرئيس عباس: "أنت عينت محمد مصطفى نائبا لرئيس الوزراء أم ناطقاً باسم الحكومة؟ في إشارة الى اعتراضه على مواصلة مصطفى التحدث باسم حكومته.
ومع احتدام النقاش بين الرجلين حاول أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم تهدئة النقاش، لكن الحمدالله لم يستجب لهذا التدخل فغادر الاجتماع.
وتنحصر الأسماء البديلة لتشكيل حكومة في اسمي عضوي اللجنة المركزية لحركة فتح محمد إشتية أو زياد أبو عمرو، الذي عينه عباس نائباً للحمدالله.
وكان الحمدالله قدم استقالته بعد 18 يوماً من توليه رئاسة الحكومة، اثر خلافات حادة حول الصلاحيات التي منحها الرئيس عباس لنائب رئيس الوزراء محمد مصطفى. وقال الحمدالله  في تغريدة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "إن الوضع في هذه البلاد أرغمني على الاستقالة، صراعات، واضطرابات، وفساد. فلسطين بحاجة إلى إصلاح سياسي حقيقي".