خبر القدس المفتوحة تفتتح المؤتمر العلمي « الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية »

الساعة 09:01 م|24 يونيو 2013

غزة

افتتحت جامعة القدس المفتوحة في قطاع غزة، وعبر تقنية الفيديو كونفرنس مع الضفة، اليوم الاثنين، فعاليات المؤتمر العلمي "الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية"، الذي يقام على مدار يومين متتاليين، تحت رعاية رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، وبالتعاون مع مؤسسة دعم فلسطين الدولية- المغرب،

وحضر حفل الافتتاح رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، ونواب الرئيس، وأعضاء مجلس أمناء الجامعة، ومديرو الفروع، وحشد كبير من الشخصيات الاعتبارية، وقيادات العمل الوطني، ومؤسسات المجتمع المدني، وعائلات الأسرى.

وافتتحت فعاليات المؤتمر، الذي تولى عرافته مساعد عميد شؤون الطلبة أ. نادر حلس، بقراءة آيات عطرة من القرآن الكريم تلاه السلام الوطني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.

من جانبه، أكد رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو في كلمته، أن جامعة القدس المفتوحة تحتفي هذا اليوم بأشرف الخلق وأعز الإخوة والأبناء، وهم الأسرى، ومن هنا من الضفة وغزة، نفتتح مؤتمر الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وحيا أ. د. عمرو الأسرى الذين حملوا راية النضال والعزة عن أمتنا، ودفعوا الثمن الأكبر عنها، وحيا ذوي الأسرى، ورحب بالحضور من رؤساء الجامعات في غزة والضفة والعاملين والمشاركين في المؤتمر، وكذلك بالمناضل إبراهيم أبو النجا، والحضور من أبناء جامعة القدس المفتوحة.

وأوضح أ. د. عمرو، أن المؤتمر العلمي الذي تعقده جامعة القدس المفتوحة بفروعها في غزة والضفة الغربية، هو موضوع مهم للغاية، وليس جديدًا على هذه الجامعة التي تعقد المؤتمرات في مختلف المجالات والميادين، وموضوع مؤتمر اليوم فريد وتعبير عن شعور الجامعة بالمسؤولية الكبرى تجاه إخواننا الأسرى الذين حملوا هم الوطن من شجر وبشر وحجر، فقد قاموا الاحتلال وقبعوا في سجونه وهم يعانون أكبر المعاناة، ولم يعاملوا كمناضلين ولا كأسرى حرب ولا كبشر، ورغم كل ذلك، قارعوا الاحتلال من سجونهم وقاوموا الاحتلال بالأمعاء الخاوية وسطروا قصصًا من البطولة لم يعرفها التاريخ.

وأضاف أن جامعة القدس المفتوحة وأبناء شعبنا يعتزون بالأسرى ويعتبرونهم وسام شرف على صدور أبناء شعبنا، مذكرًا بأن توفير التعليم للأسرى المحررين كان أحد أهم أهداف إنشاء جامعة القدس المفتوحة، حيث قدمت لهم كل إمكانياتها لتوفير التعليم لهم.

وأشار إلى أن جامعة القدس المفتوحة منذ نشأتها سعت إلى الدخول للسجون وانتساب الأسرى إليها، لكن لم يكن ذلك ممكنًا، فقد وقفت مصلحة السجون الإسرائيلية في وجه الجامعة ومنعت هذه الجهود كليًّا، وكان لنا في مرحلة ما جهد للدخول للسجون من خلال الصليب الأحمر الدولي، ورفض ذلك، واكتفت الجامعة بإدخال مقرراتها كافة لمختلف السجون، لتسهم في تثقيف إخواننا الأسرى القابعين في السجون.

ولفت أ. د. عمرو، إلى أن انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى هي انتهاك لكل القوانين الدولين وتتجاوز كل الخطوط الحمراء في التعامل مع أسرى الحرب، ولا يمكن أن يقبل العالم أن تعتقل دولة في العالم امرأة تحاول الدفاع عن طفلها كما يفعل ذلك الاحتلال الإسرائيلي.

وتوجه باسم جامعة القدس المفتوحة إلى أسرانا البواسل وإلى ذويهم وإلى الباحثين المشاركين في المؤتمر، أننا في جامعة القدس المفتوحة نقف إلى جانب الأسرى بكل الإمكانيات في مختلف فروع الجامعة ومختلف أماكن تواجدها، معربًا عن أمله في أن يحقق المؤتمر هدفه بالكشف عن ممارسات الاحتلال بحق أسرانا ومعتقلينا، مؤكدًا أن المؤسسات الدولية عليها أن تخجل من نفسها وهي تعلم ما يجري في سجون الاحتلال ولا تحرك ساكنًا من أجل تغييره.

وحيا النائب في المجلس التشريعي أ. أشرف جمعة في كلمة ألقاها بالنيابة عن د. إلياس العماري رئيس مؤسسة دعم فلسطين الدولية بالمغرب، جامعة القدس المفتوحة على مبادرتها في تنظيم هذا المؤتمر، وإشراكها لمؤسسة دعم فلسطين الدولية لتقاسم عائلات الأسرى بعض لحظات الحزن ولحظات الأمل والصمود في وجه الاحتلال، مؤكدًا أن أسرى الشعب الفلسطيني في سجون الكيان الصهيوني ليسوا أسرى القضية الفلسطينية فقط، بل أسرى كافة الشعوب المناضلة للحصول على حقوقها.

وأضاف: "إن النضالات التي يخوضها الشعب الفلسطيني، وفي مقدمته أسراه البواسل، هي مقاومة بالنيابة عنا جميعًا من المحيط إلى الخليج، وهي أيضًا مقاومة بالنيابة عن الضمير الإنساني عالميًّا"، مطالبًا الجميع بجعل قضية الأسرى ونضالهم في سجون الاحتلال عنوانًا عالميًّا للنصرة والانتصار.

من جانبه، شكر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر نائب رئيس الجامعة لشؤون قطاع غزة د. جهاد البطش، في كلمته رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو صاحب الفكرة، والداعم لكل فعاليات المؤتمر، وكذلك مؤسسة دعم فلسطين الدولية بالمغرب وأعضاء اللجنتين التحضيرية والعلمية والعلاقات العامة وجميع العاملين، على جهودهم الكبيرة التي كان لها دور بارز في إظهار المؤتمر للنور وإخراجه بالوجه المشرف.

وأكد د. البطش أن قضية الأسرى تفرض نفسها يومًا بعد يوم وتمثل ذراعًا مهمًّا في مسيرة النضال الفلسطيني؛ لتحقيق مشروعه الوطني في صراعه مع الباطل، عبر صفحات من التاريخ لن تنسى مهما مرت عليها الأيام وتقاذفتها السنين، مشيرًا إلى أهمية دور الأكاديميين والباحثين الفلسطينيين النابع من الواجب الوطني تجاه هذه القضية.

وأوضح أن قرار تنظيم هذا المؤتمر اتخذ أثناء زيارة وفد من رئاسة الجامعة في مقدمتهم أ. د. رئيس الجامعة لخيمة طولكرم للمتضامنين مع المعتقلين المضربين عن الطعام في السجون في العام الماضي، معتزًّا بدور الجامعة في إسناد كافة القضايا التي تمس الشعب الفلسطيني، ولا سيما قضية الأسرى.

واختتمت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بفقرة فنية استعراضية عن معاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية قدمتها فرقة جفرا.

وبدأت الجلسة الأولى التي ترأسها د. عبد الناصر الفرا، واستعرضت المحور السياسي والقانوني؛ وعرض خلالها أ. عاطف مرعي "قاعدة بيانات حول الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية"، كما قدم د. كمال الأسطل ورقة علمية حول "القانون الدولي الإنساني وقضية الأسرى الفلسطينيين- اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وموقف الحكومة السويسرية والوضع القانوني للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بعد ترقية عضوية فلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة"، وتناول د. أيمن شاهين وأ. أنور صالح في بحثهما المشترك "الأسرى الفلسطينيين ومدى تطبيق إسرائيل لاتفاقيات جنيف المتعلقة بأسرى الحرب"، وشارك أ. د. رياض العيلة ود. عبير ثابت بورقة علمية مشتركة بعنوان "الرؤية المستقبلية لحل قضية الأسرى الفلسطينيين في إطار قضايا الحل النهائي"، وقدّم د. وليد مزهر بحثًا بعنوان "الاعتقال في السياسة الإسرائيلية في منظور القوانين والمواثيق الدولية".

واختتمت الجلسة بورقة علمية حول "دور الجلسات التعبوية في سجون الاحتلال الإسرائيلية قبل دخول السلطة الفلسطينية في تعزيز وصقل وتنمية والحفاظ على الهوية الوطنية"، قدمها د. إدريس جرادات، وفي نهاية الجلسة فتح باب النقاش أمام الحضور