خبر الإيرانيون من البوسنة إلى الشام!.. محمد صادق الحسيني

الساعة 06:40 م|24 يونيو 2013

قال لي يوما حارس سيلافيتش وكان يومها رئيس وزراء البوسنة والهرسك : ان الامريكيين وتحديدا بواسطة وزير خارجيتهم جورج شولتز ادخلونا في حرب مع مواطنينا من الصرب ليقضوا على المسلمين في اوروبا لكنكم انتم الايرانيون وقفتم معنا وقفة رجل صادق واعنتمونا في يوم عز فيه المعين !

كان ذلك في مقابلة اجريتها معه في طهران لصالح صحيفة الخليج الاماراتية، ولم اكن يومها قد عرفت بعد بان عشرات الاستشهاديين الايرانيين قد عقدوا العزم ان يوصلوا اطنان الاسلحة بحرا وبرا وجوا الى البوسنيين ليبقوا على قيد الحياة الى ان قال فيهم المرحوم الرئيس عزت بيغوفيتش وهو يشير باصبعه الى ممثل لمرشد الثورة الاسلامية يقف الى جانبه في مطار سراييفو وسط وابل من صواريخ الطيران الحربي عليه: لولا هؤلاء لما بقيت البوسنة على الخارطة !

هؤلاء الايرانيون انفسهم ومعهم ثلة من الشباب المؤمن اللبناني قرروا وقف زحف الغزاة الصهاينة باتجاه لبنان الحبيب ‘ وذلك في العام 1982 م وفعلوا ذلك وانجزوه في العام 2000 م والا لكانت بيروت اليوم ومعها الدولة اللبنانية ثاني بلد عربي تحت الاحتلال الكامل بعد فلسطين !

هم انفسهم الايرانيون هؤلاء اعني لا غيرهم وباعتراف كل الفصائل الفلسطينية قدموا الغالي والنفيس من المال والسلاح والانفس الزكية لمنع الصهاينة ومن ورائهم الامريكيون من اخضاع غزة هاشم مرتين في العام 2008 م وفي العام 2012 م !

يتساءل كثير من العرب والمسلمين وقاطبة الشعب الايراني اليوم: ما عدا مما بدا حتى يصبح هذا الشعب وليس حكومته فقط من ‘المشركين’ كما ورد على لسان القرضاوي بالصوت والصورة؟

وكيف باتوا يسمون بدولة الروافض كما جاء على لسان الرئيس مرسي ؟

قد تقولون ان المسألة لها علاقة بالمسألة السورية!

عظيم اذا كان الامر فعلا كذلك فسروا لنا اذن ما معنى هذا الكلام :

1 -كيف يجرؤ رئيس هيئة علماء المسلمين على القول : لوبعث محمد (ص) من جديد لوضع يده بيد الناتو كما جاء على لسان القرضاوي نقلا عن وزير الاوقاف الفلسطيني محمود الهباش !

2-كيف تصبح اسرائيل جارة ولا يجوز الجهاد والحرب معها كما ورد في المادة الجديدة التي تدرس لاول مرة لائمة الجمعة والجماعة تحت عنوان العلاقة مع دول الجوار ضمن اطار وزارة الاوقاف المصرية حسب الكاتب مصطفى عمارة نقلا عن الشيخ سلامة ابراهيم احد الائمة الجدد؟!

3- كيف يصبح ‘الرئيس′ شمعون بيريس وهو العدو التاريخي للامة ‘صديقي العزيز والوفي ‘عند البعض في حين يصبح من الواجب قطع العلاقة مع سوريا فورا واعلان النفير لقتاله واستدعاء الناتو ودول الغرب لاسقاط نظام دولة عربية شقيقة عند هذا البعض؟!

-4 كيف يتم السكوت لمدة سنتين ونيف على تدفق المقاتلين من كل الجهات الكونية الاربع الى سورية العربية المسلمة لسفك دماء شعبها الوفي والحاضن لكل انواع اللاجئين والمقاومين على امتداد عقود طويلة؟

5- اخيرا وليس آخرا حدثهم يا روح الله وحدثهم يا سيد علي وحدثهم يا سيد حسن كيف كان امثال هؤلاء المنتقدين لنا اليوم يعيشون تحت سقف واحد مع اتباع الشاه والملك حسين وشمعون بل ويستمتعون بالحديث اليهم مطولا ويؤدون لهم آلاف التحية والاحترام ويفرشون لهم السجاد الاحمر حيثما حلوا وارتحلوا وهم يعرفون عنهم بانهم شيعة ‘بالتذكرة والهوية’؟!

المشكلة اذن يا جماعة ليست في اننا تدخلنا في سورية او رفعنا شعار يا حسين في القصير ولا لاننا منتسبون للتشيع فحسب !

المشكلة اننا عندما تدخلنا في سورية وهي معركتهم الاخيرة ما قبل المنازلة الكبرى تدخلنا لاخراج امريكا واسرائيل والتكفيريين من بلاد الشام !

المشكلة بنظرهم تكمن في اننا ‘هم’ – باللهجة العراقية اي بفتح الهاء – شيعة ونرفع شعار يا حسين و’هم’ نقاتل امريكا واسرائيل هناك فتصبح المصيبة مصيبتين !

لانه عند ذاك وكما يقول الشاعر المصري الكبير احمد فؤاد نجم : ‘حيبقوا ثورتين’ !

هذا هو خوفهم الحقيقي، وهذا هو ما يقلقهم في الليل والنهار.