خبر في الطريق الى الخيمة- هآرتس

الساعة 09:24 ص|23 يونيو 2013

بقلم: أسرة التحرير

        رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستعد لان يضرب في منتصف الطريق بين القدس ورام الله خيمة لثلاثة – له، لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ولوزير الخارجية الامريكي جون كيري. عباس ونتنياهو يدخلان الى الخيمة، بصحبة الوسيط كيري دون شروط مسبقة. ولا يخرجوا منها الا بعد ان يصلوا الى تسوية.

        وكان نتنياهو أشرك في هذه الرؤيا التمثيلية "واشنطن بوست"، في مقابلة نشرت في نهاية الاسبوع. وقد تأكد تأييد نتنياهو لحل الدولتين، فلسطين الى جانب اسرائيل في المقابلة مثلما لم يتأكد منذ خطاب بار ايلان. الجمهور المستهدف من المقابلة هو اساسا قيادة الادارة الامريكية: كيري، مستشارة الامن القومي سوزان رايس والرئيس براك اوباما. خطوات ادارة اوباما في الاشهر الخمسة الاولى من الولاية الثانية والاخيرة له، بما في ذلك تعيين كيري ورايس، تدل على أن اوباما مصمم على محاولة احلال تسوية اسرائيلية – فلسطينية. مصاعبه في الساحة الداخلية واخفاقاته في مجالات اخرى من السياسة الخارجية، بما في ذلك رحلته الى اوروبا الاسبوع الماضي، ستزيد فقط تطلعه الى أن يترك في الشرق الاوسط إرث اوباما، إرث سلام ومصالحة ممن نال جائزة نوبل كسلفة لم تبرر نفسها بعد. هذا لن يحصل في العراق ولا في سوريا؛ فقط في المعادلة الاسرائيلية – الفلسطينية يوجد مكان جوهري للعنصر الامريكي.

        تعكس تصريحات نتنياهو ايضا اعترافا بالخطر الامني الكامن في اعلان كيري، الذي يئس من فرص مهمته. هذا بالضبط ما قاله بالتوازي مع مقابلة نتنياهو قائد المنطقة الوسطى نيتسان الون الذي استوفى واجبه المهني، دون ان يدعي اقتحام خانة القيادة السياسية، وحذر من اشتعال العنف في الضفة. من هذه الناحية يجدر بنتنياهو أن يخرج ايضا بشكل مباشر لحماية الون في المحافل الاسرائيلية والا يفعل هذا فقط عبر نقل رسائل الى الادارة الامريكية.

        في نظرة أوسع، اذا كان نتنياهو جديا في نهجه، ولا يطلق تصريحات معتدلة نسبيا فقط كمناورة مهمتها احالة العبء الى عباس – على نمط "كشف الوجه الحقيقي" لياسر عرفات، حسب ايهود باراك في كامب ديفيد في صيف 2000 – فان عليه أن يصيغ مبادرة واعية وشجاعة وبذل جهود صادق وهام لتحقيقها. ومع أن هذا الاختبار يؤثر بالضرورة ايضا على مبنى الحكومة ويطرح مصاعب ائتلافية امام رئيس الوزراء، الا ان الاتفاق التاريخي مع الفلسطينيين هو هدف أعلى بالنسبة لاسرائيل وبالتأكيد بالنسبة لمن يقف على رأس حكومتها.