خبر فرصة للنزول عن الشجرة -معاريف

الساعة 09:23 ص|23 يونيو 2013

بقلم: درور زرسكي

 (المضمون: انتخاب رئيس جديد في ايران، حسن روحاني، يمكن أن يشكل بالنسبة لاسرائيل سلما للنزول به عن الشجرة وتخزين خطط الهجوم في احد الجوارير. فالمقدرات والطاقة التي تستثمرها اسرائيل في محاولة منع استكمال البرنامج الايراني، يمكن توجيهها الى مسارات اخرى - المصدر).

        في العام 1947 ألقى الرئيس الامريكي في حينه خطابا أمام الكونغرس معروف اليوم باسم "عقيدة ترومان". وكان هذا في وقت غير طويل بعد الحرب العالمية الثانية، حين زرعت بذور الحرب الباردة بين القوتين العظميين العالميتين، الولايات المتحدة، التي قادت الكتلة الغربية، والاتحاد السوفييتي، الذي قاد الكتلة الشرقية. ترومان، الذي خشي من انتشار الشيوعية في العالم، قرر ان تصد الولايات المتحدة نية السوفييت الاحتلال الفكري لدول عديدة في الارض. او بلغة اخرى، قرر ان تساعد الولايات المتحدة في تثبيت الانظمة الحرة. وكانت احدى ذرى الحرب الباردة هي حول أزمة الصواريخ في كوبا، والتي نشأ بعدها اصطلاح جديد هو "ميزان الرعب". والكثير بفضل هذا الاصطلاح منع اشتعال كان يمكن أن يجر العالم الى حرب عالمية ثالثة. فقد فهمت القوتان العظميان في حينه بان من الافضل للطرفين المساومة وتهدئة التوتر من حرب نووية شاملة قد تؤدي الى نتائج شديدة حتى أكثر من الكوارث الكبرى للحربين العالميتين في بداية ومنتصف القرن.

        لقد تربى رئيس الوزراء نتنياهو في بيت كان فيه للتاريخ الانساني وزن كبير. كابن المؤرخ، البروفيسور بنتسيون نتنياهو، يعرف نتنياهو الشاب كم هاما تعلم الماضي لايجاد المسار الصحيح في الحاضر. وأنا أكتب ذلك كطلب انفعالي لرئيس الوزراء. لعل هذا هو الزمن المناسب لتغيير الفكر في كل ما يتعلق بمسألة البرنامج النووي الايراني. ولعله بدلا من محاولة تجنيد امم العالم للعمل على وقف البرنامج الفارسي، من الافضل لنا أن نحتويه ونفهم بان ما يفعله آيات الله في طهران لا يمكن اعادته الى الوراء، وان التاريخ البشري أثبت بان بالذات استنفاد البرنامج الايراني سيبني ميزان رعب بين اسرائيل وايران – ميزان يمنع الطرفين من استخدام السلاح الاكثر تدميرا.

        ان انتخاب رئيس جديد في ايران، حسن روحاني، يمكن أن يشكل بالنسبة لاسرائيل سلما للنزول به عن الشجرة وتخزين خطط الهجوم في احد الجوارير السفلى في ديوان رئيس الوزراء. فالمقدرات والطاقة التي تستثمرها اسرائيل في محاولة منع استكمال البرنامج الايراني، يمكن توجيهها الى مسارات اخرى.

        ونقطة اخرى للتفكير في هذا السياق. اذا فكرنا بعمق، فان الصورة العالمية تبدو على النحو التالي: توجد دولة في الشرق الاوسط، واحدة من القوى العظمى النووية القوية في العالم، وتزايد على عدو مرير لها من مغبة التجرؤ على الوصول الى استنفاد قدرتها النووية في ذات الميدان بالضبط. والان اسألوا كل زعيم دولة، او حتى المواطن العادي، أين يقيم الاحساس بالعدل لديه في كل ما يتعلق بالتعاظم النووي، وستفهمون بان ليس لاسرائيل أوراق قوية جدا في اليد تسمح لها بان توعظ العالم كله باغلاق العيون عن النووي الايراني. يجمل باسرائيل أن تستوعب بان البرنامج النووي هو حقيقة ناجزة، ولعله بالذات لهذا السبب لديها اسباب وجيهة للهدوء.