خبر خطة الشظايا لبينيت.. معاريف

الساعة 03:56 م|21 يونيو 2013

بقلم: شالوم يروشالمي

(المضمون: زعيم البيت اليهودي بينيت يرى بالدولة الفلسطينية تؤدي الى حرب اخرى ويقترح ضم المنطقة ج وحكم ذاتي في أ و ب على نمط مناحيم بيغن في كامب ديفيد – المصدر).

"أُعطي هذه الحكومة شيكا مفتوحا"، يقول الوزير نفتالي بينيت لرفاقه. ويقصد بينيت الائتمان السياسي. فهو لن ينسحب من الحكومة بل ولن يهدد بتركها، حتى لو بدأت مفاوضات مع الفلسطينيين، الامر الذي يبدو في هذه اللحظة كخيال مغرق آخر، كالدولة الفلسطينية نفسها. اذا ما بدأ لا سمح الله حوار كهذا، فان بينيت سيطلب الا يعطى الفلسطينيون اي سلفة، وأن تدار المحادثات ايضا على كل المواضيع بالتوازي (الامر الذي سيجعل التقدم صعبا بالطبع). واذا لم يكن كل هذا بكاف، فان المرحلة الرابعة من خطة بينيت السياسية ستكون طرح الاتفاق على الجمهور لاقراره. ولهذا لغرض فانه يعمل على قانون اساس يتعلق بالاستفتاء الشعبي.

في بداية الاسبوع أثار بينيت عاصفة كبرى حين قال انه يجب العيش مع المشكلة الفلسطينية إذ وصلنا الى طريق مسدود، مثل رفيقه من جولاني الذي يعيش مع الشظية في المؤخرة. وبعث بينيت بالرفاق من "يشع" للبناء على الارض بأكبر قدر ممكن، بالضبط مثلما بعث شارون بالمستوطنين للاستيطان على كل تلة. واذا ما وسعنا التشبيه التمثيلي لبينيت فيمكن القول ايضا ان الدولة الفلسطينية هي غرس لم يستوعب في جسد اليمين، ولهذا السبب فقد تأجلت الفكرة المرة تلو الاخرى، حتى وان ألقى رئيس الوزراء الف خطاب آخر في بار ايلان وأعلن عن حل الدولتين.

يدعي بينيت بانه محظور السعي الى الكمال، ولا سيما ليس في المواضيع السياسية المعقدة وبالتأكيد ليس في الشرق الاوسط. من يسعى الى ذلك يجلب مصيبة. الارهاب في منتصف التسعينيات اندلع بعد أن جرت محاولة لتحقيق حل كامل للمشكلة من خلال اتفاقات اوسلو. وجاءت الانتفاضة الثانية في أعقاب ركض باراك نحو تحقيق اتفاق شامل في كامب ديفيد. ومن هنا أيضا ولدت الاستعارة المشوقة عن الشظية في المؤخرة. "ليس كل شيء ممكن حله"، يقول بينيت لرجاله. "احيانا توجد نزاعات يجب أن تديرها، إذ لا يوجد خيار آخر".

يشكو بينيت من أن أخطاء السياسيين الذين أرادوا احلال السلام الموهوم أثقلوا على نمط حياته وكادوا يكلفونه حياته. ففي ايام الانتفاضة الاولى كان يعيش في نيويورك وسافر الى البلاد لقضاء شهر في الخدمة الاحتياط في رام الله. في ايام "السور الواقي" كان يعيش في فلوريدا وجاء ليقاتل في طولكرم. "اريد أن امنع هذه الحروب"، يقول محب السلام من البيت اليهودي. "اريد أن أمنع الدولة الفلسطينية لان معنى هذه الدولة هو حرب أخرى".

لا يوجد حب كبير

كيف تمنع الدولة الفلسطينية؟ الحل السياسي لبينيت يبدو هاذيا وليس معقولا حتى في نظر رفاقه، ولكنه متأكد من أن العالم سيفهمه في نهاية المطاف. حسب بينيت، تفرض اسرائيل سيادتها فورا على المناطق ج، التي تشكل قرابة 60 في المائة من اراضي الضفة. وتضم اسرائيل 50 الف فلسطينيا في هذه المنطقة وتمنحهم جنسية اسرائيلية. وللمناطق أ و ب، حيث يسكن بين 1.5 و 2 مليون فلسطيني، يقترح بينيت منح حكم ذاتي، من النوع الذي اقترحه مناحيم بيغن في مؤتمر كامب ديفيد قبل 35 سنة.  وعلى هذا الحكم الذاتي يفرض بينيت قيدين أساسين: لا يكون له جيش، ولا يسمح له باستقبال اللاجئين الفلسطينيين فيه.

وبينيت على قناعة من ان الاقتصاد سيحسم في النهاية المستقبل المشترك. فعلى مدى سنتين كان مدير عام مجلس "يشع" وكان يعرف جيدا، على حد قوله، الميدان. فقد لاحظ بينيت رغبة شديدة في العيش معا، العرب الى جانب المستوطنين. وهو يراهم يعملون في مناطق صناعية مشتركة، يتحركون على ذات الطرق، يشترون من ذات المحلات، ولا سيما لدى رامي ليفي في قطاع بنيامين. وقد شخص أيضا تعبا شديدا. "لا يوجد حب كبير ولكن لا توجد ايضا رغبة في الصدام"، يقول محللا الحال.

"ولكن حتى قائد المنطقة الوسطى نيتسان الون، الذي هو ايضا خريج وحدة "سييرت متكال" يحذر هو الاخر من الجمود الذي يؤدي الى تصعيد للعنف"، يقولون لبينيت.

"على رجال الجيش ان يمتنعوا عن الاعراب عن أراء سياسية"، يجمل بينيت النقطة.

في هذه الاثناء يجلس بينيت في الحكومة ولديه اسبابه لان يكون راضيا. فالاغلبية المطلقة من اعضاء الائتلاف يفكرون مثله، حتى وان قالوا امورا معاكسة. هذه هي عهود اللوبي من أجل بلاد اسرائيل، تصريحات ليبرمان – دنون – حوتوبيلي واللا مبالاة السياسية ليئير لبيد. موجة تجتاح البلاد من اليمين، وبينيت يريد أن يقودها. وبالمناسبة، في الاحاديث الخاصة يثني بينيت على تسيبي لفني، رئيسة فريق المفاوضات السياسية في الحكومة. وهو يقول ان "لفني تتصرف بشكل مسؤول رغم مواقفها. تكتيكها وآلياتها صحيحة".

يتحدث بينيت اليوم عن ولاية طويلة لهذه الحكومة، رغم المصاعب. لعله يفهم بان لفني لا يمكنها وحدها أن تدفع مسيرة سياسية تهز الائتلاف. وبينيت لا بد يعرف مع ذلك بان ثمة من كان يمكنها أن تحل الحكومة والتنافس في الانتخابات فقط كي لا يكون هو في داخلها. وهذه اسمها سارة نتنياهو. في هذه اللحظة، يدها هي السفلى. خلافا للشائعات، فهي لا تفعل بالحكومة ما تشاء.