خبر إنتصرت الغوغائية اليهودية- يديعوت

الساعة 08:42 ص|20 يونيو 2013

بقلم: غي بخور

إن الاستيطان اليهودي فيما سُمي ذات مرة "المناطق" مكون في نظر أكثر الجمهور الاسرائيلي وربما العالمي ايضا من عدد من أكواخ الصفيح والكرفانات التي تضربها الريح المتداعية. لكن الحقيقة الحديثة تختلف تماما لأن عدد السكان اليهود في اراضي 1967 أصبح مساويا لنصف عدد السكان الفلسطينيين هناك، وهو في اتجاه زيادة سكانية من أكبرها في العالم.

لا يعلم أحد كم من العرب يسكنون المناطق لأن المعطيات الاحصائية يزيد الفلسطينيون فيها من اجل التضليل ويشملون من هاجروا من هناك قبل عشرين سنة وسكان شرقي القدس الذين يُحصون لذلك مرتين. ومع ذلك تمت في تشرين الاول 2012 انتخابات محلية للسلطة الفلسطينية من غير غزة والقدس وكان عدد أصحاب حق الاقتراع 515 ألفا، أي ان هذا هو عدد كبار السن فوق سن الثامنة عشرة. فاذا أضفنا الى هذا عددا مشابها من الشباب فسنصل الى أكثر من مليون شخص بقليل ومع زيادة شرقي القدس الى 1.4 مليون انسان وهذا هو العدد الحقيقي.

وما هو عدد اليهود في الارض نفسها؟ انه نحو من 700 ألف. فبحسب معطيات سجل السكان في وزارة الداخلية يعيش اليوم في يهودا والسامرة 385 ألف يهودي وفي شرقي القدس 300 ألف آخرون وهو ما يعني أن السكان اليهود والعرب في شرقي القدس أصبحوا متساوين لأول مرة.

إن الزيادة في المعطيات اليهودية مدهشة لأن عدد اليهود في يهودا والسامرة وقت الانتفاضة الثانية كان 190 ألفا فقط أي أنهم ضاعفوا عددهم في خلال عقد. وتوجد لهذا آثار أمنية مثل قدرة العرب على التخطيط لاعمال تمرد جديدة في وقت يعيش فيه معهم يهود كثيرون ويعرفون الارض مثلهم تماما.

لكن اتجاهات المستقبل مدهشة ايضا، فبحسب موقع معلومات الـ "سي.آي.ايه" يبلغ معدل ولادة العائلة العربية في يهودا والسامرة أقل من 3 أما عند العائلات اليهودية فهو 6 وهو أعلى معدل في العالم الغربي. فما سبب الفرق الضخم؟ إن النساء العربيات أصبحن أكثر ثقافة وأكثر تمدينا ويؤخرن الزواج ويعملن أكثر فانخفض عدد أولادهن. وهكذا هي الحال في الشرق الاوسط كله فقد انخفض في السعودية معدل مواليد العائلة في خلال عشر سنوات من 6 الى 2.2، وفي تركيا وايران ولبنان وشمال افريقيا أصبحت الولادة سلبية – أي أقل من 2.1 ولد للعائلة. كان أكثر السكان الفلسطينيين وقت الانتفاضة الاولى قرويين أما اليوم فان ثلثهم يسكنون المدن الكبيرة. والولادات العربية فردانية أما الولادات اليهودية فهي مثالية.

ينبغي ان نضيف الى ذلك ايضا الهجرة الى المناطق وخارجها. فقد أصبح آلاف الشباب الفلسطينيين يهاجرون كل سنة من المناطق الى الغرب، مثل مئات آلاف العرب الآخرين من الشرق الاوسط وشمال افريقيا، فقد تقلص العالم واتصلوا بالانترنت وأصبحوا يعلمون ان هذا ممكنا، وكلما ارتفع مستوى العيش زاد الاستعداد لهجرة عربية الى الخارج. وفي مقابل هذا أصبحت الهجرة اليهودية الى المناطق حماسية ومستمرة طول الوقت. فمع عدد سكان يزيد على 8 ملايين ساكن في اسرائيل وزيادة مليون ساكن في كل 7 سنوات أصبح كثير من الاسرائيليين يشعرون بالزحام.

تُحدث هذه المعطيات والاتجاهات انقلابا فيما سُمي ذات مرة "المشكلة السكانية". "حذرنا" بيل كلينتون هذا الاسبوع منها دون ان يدرك أن علمه ربما يتعلق بالفترة التي كان فيها رئيسا قبل عقدين. فالعامل السكاني اليهودي في ازدياد ومعه الشعب اليهودي كله. وبفضل الزيادة السكانية في ارض اسرائيل وبرغم الضعف السكاني عند يهود الجاليات عاد العدد العام لليهود في العالم للزيادة في سنة 2012 لاول مرة منذ كانت المحرقة.