خبر حكومة « أيها العرب اخرجوا »- هآرتس

الساعة 08:41 ص|20 يونيو 2013

بقلم: أسرة التحرير

عملية رش شعارات وتخريب السيارات التي وقعت أول أمس في ابو غوش – ليس في أرض متنازع عليها في الضفة الغربية، بل في قرية قرب القدس يعيش فيها بتعايش عرب ويهود – جاءت استمرار لعشرات الاعمال المشابهة التي تمت منذ بداية السنة.

وقد وقعت العملية بعد يومين من قرار الحكومة عدم تعريف أعمال "شارة الثمن" كمنظمة ارهابية، بل الاكتفاء بتعريف أرق يسمى "اتحاد غير مسموح به. وكل ذلك خلافا لموقف وزير الامن الداخلي، اسحق اهرنوفيتش – الوزير المسؤول عن معالجة المشكلة وأغلب الظن يعرف عن كثب خطورتها ويعرف بانها تتطلب معالجة اكثر حزما بكثير.

الحكومة بقرارها هذا وكذا رئيسها، بنيامين نتنياهو، يطلقان رسالة تقول ان اعمال "شارة الثمن" هي مثابة شقاوة شباب غير مستحبة وغير لطيفة، وفي اقصى الاحوال هي أعمال "شغب" او "مشينة". وكأن هذه ليست جريمة ذات طابع عنصري وذات امكانية هدامة لخرق ميزان التعايش الهش بين اليهود والعرب في المنطقة، مثلما قال المفتش العام للشرطة، يوحنان دنينو، بعد العملية في ابو غوش.

عندما ينضم هذا القرار الى اقرار قانون مثل "قانون حقوق المساهمين في الدولة" الذي اقر في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، ومشاريع قوانين اخرى اهمها تفضيل المواطنين اليهود على المواطنين العرب – فان الرسالة التي تنقل الى عموم الجمهور، بما فيه ايضا نشطاء اليمين المتطرف، هي ان العرب في اسرائيل "مساوون اقل"، ولهذا يمكن المس بهم.

ان التنديدات التلقائية من كل ألوان الطيف السياسي لاعمال "شارة الثمن" ليست سوى ضريبة كلامية عديمة المعنى، طالما تصبح التفرقة بحق العرب سياسة رسمية منصوص عليها في القانون، والمس بهم – حتى وان لم يكن جسديا – بات مباحا حسب سياسة مرتبة.

على الجمهور في اسرائيل، ولا سيما ذاك الذي يرى نفسه مؤيدا للديمقراطية، سلطة القانون ومبادىء الاخلاق الانسانية الاساس، ان يغير هذا الوضع. عليه ليس فقط ان يندد باعمال "شارة الثمن" المنسوبة الى حفنة من الزعران غريبي الاطوار، ومكافحتها – على الجمهور ان يكافح ايضا سياسة التمييز واقصاء العرب التي تقودها حكومة نتنياهو. حكومة تسعى بافعالها الى تطبيق الشعار الذي رش على حيطان ابو غوش – ايها العرب اخرجوا".