خبر يتوقع تأجيل بت الهجوم على ايران الى 2014.. هآرتس

الساعة 08:28 ص|18 يونيو 2013

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: كان المقربون من نتنياهو يشيرون اشارة خفية الى ان القرار الحاسم بشأن ايران سيكون في هذه السنة لكن يبدو بعد المفاجأة التي أحدثها روحاني في الانتخابات ان الغرب سيحتاج الى بضعة اشهر ليفهم التغيير الجديد - المصدر).

سيكون أحد الآثار المهمة لفوز المرشح المعتدل نسبيا حسن روحاني في انتخابات الرئاسة الايرانية، كما يبدو، تأجيل البت في مسألة عملية عسكرية اسرائيلية على منشآت ايران الذرية الى 2014. منذ ان زار الرئيس اوباما البلاد في آذار هذه السنة قللت اسرائيل من ترديد وقوة تهديداتها بالمس بالمشروع الذري الايراني بناءا على تفاهم مع الولايات المتحدة على انه يُفضل انتظار نتائج الانتخابات في ايران.

ويبدو الآن بعد المفاجأة التي أحدثها روحاني ان الغرب سيحتاج الى بضعة اشهر اخرى على الأقل كي يهضم ماهية التغيير. وسيصعب على اسرائيل الى ذلك الحين ان تجند تفهما أو تأييدا في العالم لعملية مستقلة منها على ايران. وقد تصبح 2013 ايضا سنة ضائعة بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برغم الاشارات الخفية المتوالية من المقربين منه الى أنها ستكون سنة الحسم الاخيرة بيقين بشأن ايران.

حدّث اوباما في ظل انتقاد شديد من اسرائيل وحليفات اخرى قبل أكثر من سنة سياسته المعلنة بشأن المشروع الذري حينما أعلن بأنه سيلتزم بطريقة منع لا احتواء لخطط التطوير الايرانية. لكن مبلغ استعداده لتأييد هذه التصريحات بأعمال مختلف فيه. فالرئيس الامريكي يعمل كي يضائل تدخل بلده العسكري وراء البحر لا ليزيده ويشهد على ذلك رد الولايات المتحدة المحدود على أحداث الربيع العربي. وقد اتخذ الرئيس قرار إزالة حظر السلاح الذي فُرض على المتمردين في سوريا مُرغما وبتأخر ملحوظ.

برغم ان اوباما استعمل عقوبات دولية شديدة لم يسبق لها مثيل على ايران (زادت سوء الوضع الاقتصادي للمواطنين الايرانيين ومن المؤكد أنها أسهمت في فوز روحاني)، فانه لا يُظهر أي حماسة لخطوة عسكرية امريكية أو اسرائيلية عليها. ويتوقع في الشهر التالي ان تدخل سلسلة عقوبات اخرى حيز التنفيذ. لكن واشنطن، كما يشهد اعلان البيت الابيض أول أمس، تنوي ان تعطي روحاني فرصة. ويتذكر الامريكيون ان روحاني هو الذي مثل الايرانيين وقت التفاوض الذي أفضى الى تجميد تخصيب اليورانيوم بين أواخر 2003 ومطلع 2005. وستطلب الولايات المتحدة الى اسرائيل أن تتيح وقتا الى أن تتضح الصورة.

إن تصريحات روحاني موجهة بقدر كبير الى آذان غربية. ورسالته هي: يوجد ما يتم الحديث فيه ويشمل ذلك الموضوع الذري. يصعب ان نُقدر كيف ستكون نسبة القوى بين الرئيس الجديد والزعيم الأعلى علي خامنئي بازاء الهزيمة التي أصاب بها روحاني المرشحين المحافظين في الانتخابات. لكنه من الواضح انه من اجل تخليص ايران من الازمة الاقتصادية يُحتاج الى تخفيف العقوبات ويستطيع النظام ان يحرز هذا فقط اذا ما أشار الى مرونة ما في المسألة الذرية.

إن الشك الاسرائيلي في مقدار اعتدال روحاني الحقيقي والقلق من سذاجة غربية في شأن ايران مفهومان تماما. فعند نتنياهو اسباب جيدة تجعله يخشى من ان اسرائيل قد تبقى وحدها في المعركة ومن ان القوى الكبرى ستوافق على مصالحة غير مرضية على المشروع الذري الايراني.

لكن يصعب الى الآن أن نفهم الشعور الكئيب الذي يصدر عن القدس منذ ان تم نشر نتائج الانتخابات في طهران. أي ثمن كان سيدفعه نتنياهو لو أنه افتتح جلسة الحكومة في يوم الاحد بتهنئة الشعب الايراني على الشجاعة التي أظهرها حينما صوت معارضا توقعات الزعيم الأعلى، ولو أنه أعلن ان نتائج الانتخابات تتيح فرصة لحل الازمة بطرق سلمية؟.

بدل ذلك أبرزوا هنا تصريحا قديما لروحاني بأن اسرائيل "شيطان" (سمى اسرائيل في هذا الاسبوع خاصة باسمها بدل "العدو الصهيوني" كما هي العادة في ايران). إن القيادة الاسرائيلية تتصرف وكأن الامر الوحيد الذي كان يهم عشرات ملايين الايرانيين الذين صوتوا في الانتخابات في يوم الجمعة الاخير هو سياسة النظام نحو اسرائيل.

يوجد سؤال رئيس آخر يتعلق بتأثير الانتخابات في ايران في الحرب الأهلية في سوريا. لم تعد ايران وحزب الله يُخفيان في الاشهر الاخيرة مشاركتهما في الحرب الى جانب نظام الاسد. إن هذه القضية في ظاهر الامر تقع في مجال حسم خامنئي. لكن اذا كانت الانتخابات تُقدم شهادة على شعور الجمهور الايراني بالضائقة بالتوجه الذي اتجه اليه النظام الى الآن فسيكون من المثير للعناية ان نرى هل ستتضاءل قريبا حرية العمل الايرانية حول النشاط في سوريا.

لم تُنشر الى الآن معطيات صادقة تتعلق بمقدار الخسائر التي أصابت حرس الثورة الايراني في سوريا. ويبدو ان النشاط الايراني يتم من وراء ستار ويتعلق أساسا بالتوجيه وتقديم السلاح وأعمال مختلفة تحتاج الى خبرة تقنية خلافا لحزب الله الذي يشارك مشاركة فاعلة في المعارك وأصابته فيها مئات الخسائر.

أصبح يوجد في وسائل الاعلام اللبنانية من يصفون سوريا بأنها "فيتنام حزب الله" بسبب غرق المنظمة في القتال هناك والثمن الذي دفعته. لكن النقاش الموازي بين الجمهور الايراني لم يكد يبدأ أو لم يصل على الأقل الى وسائل الاعلام والشبكات الاجتماعية الظاهرة لعيون الغرب. لكنه في أمد أبعد قليلا يتوقع ان يوجد في ايران ايضا من يسألون أنفسهم لماذا الاستمرار في سفك الدم من اجل بقاء نظام الاسد. في الوقت الذي يستعد فيه الطاغية السوري ومؤيدوه لمعركة على مدينة حلب، يستمر الجهد الدولي لعقد مؤتمر يرمي الى احراز هدنة مؤقتة. كانت ايران الى اليوم عائقا أمام هذا الجهد وما زال روحاني سرا غامضا للغرب الذي سيتابع الآن ايضا تصريحاته المتعلقة بما يجري في سوريا.