خبر قوة ارادة الشعب-يديعوت

الساعة 09:53 ص|17 يونيو 2013

قوة ارادة الشعب-يديعوت

بقلم: افرايم هليفي

        (المضمون: إن جهات كثيرة في ايران تفحص عن نتائج الانتخابات وتستنتج استنتاجات فيحسن أن تفعل اسرائيل الفعل نفسه وأن تكف نفسها عن اصدار التحذيرات وبث الرعب - المصدر).

        قبل أن يسارع المحللون على اختلاف آرائهم الى تبيان ما ينتظرنا بعقب الانتخابات في ايران، من المناسب أن نذكر ان الجميع على السواء اخطأوا في تقدير النتائج المتوقعة. وهم يستطيعون ان يعزوا أنفسهم بأنهم ليسوا هم وحدهم الذين اخطأوا. حتى لقد اخطأ زعيم ايران القادر على كل شيء خامنئي بجلالة قدره وبنفسه. فقد فضل بخلاف جميع المحللين مرشحا آخر هو سعيد جليلي ومن المؤكد انه عمل بجد كي يضمن فوزه. بيد أن خامنئي لم يخطيء التقدير فقط بل الفعل ايضا. وكان هذا فشله الأكبر في كل مدة حكمه الى الآن.

        إن قول المحللين إنه لا معنى لانتخاب الرئيس الجديد فيما يتعلق بسياسة ايران الامنية والخارجية وأنها تخضع فقط للزعيم الأعلى، مشكوك فيه ومُحتاج الى برهان عليه لأنه لم يعد يوجد في ايران منذ الآن زعيم قادر على كل شيء تُسير الامور على هواه.

        قدّم على ذلك شهادة تثير الاهتمام الرئيس السابق رفسنجاني في حديث الى طلاب جامعات نشر قبل الانتخابات. فقد قال إنه استقر رأيه على عرض ترشحه دون ان يشاور الزعيم الأعلى ويحصل على موافقته. وقال إن حيدر مصلحي رئيس وزارة الاستخبارات الايرانية مثَل أمام مجلس حراس الدستور وألح عليه ألا يوافق على الترشيح متعللا بوضع المرشح الصحي الضعيف. وحينما لم يُجب الى ذلك، كشف مصلحي عن مخاوفه أمام المجلس بقوله إن رفسنجاني قد يجمع 70 في المائة من الاصوات و"يهدم ما بنينا في السنوات الثماني الأخيرة". وأضاف أنهم اذا مكّنوا المرشح من المنافسة وخسر "لغير قوة صندوق الاقتراع" (أي بسبب تزوير النتائج) فسينشأ خطر أمني وربما أشار اشارة خفية الى أن تزوير الانتخابات هذه المرة ليس خيارا.

        تمت معركة الانتخابات في ظل الوضع الاقتصادي الذي يزداد سوءا في الدولة. وقد أكد الرئيس المنتخب حسن روحاني طموحه الى بدء حوار مع العالم لتسهيل حياة مواطني بلده. وتقول جميع الدلائل إن روحاني فاز بقدر كبير بسبب ارادة الشعب لزعيم يجعل التفضيل الأعلى لازالة العقوبات. فقد تبين اذا ان التصور الراسخ في اسرائيل الذي يرى أنه لا فائدة من العقوبات يحتاج الى فحص جديد.

        لم يكد يُذكر اسم اسرائيل في المعركة الانتخابية. وقد أشار روحاني اشارة خفية الى الحاجة الى الفحص من جديد عن سياسة خارجية مغامرة – وهذه اشارة واضحة الى الورطة الايرانية في سوريا. من السابق لأوانه ان نقول ما هو المعنى العملي لانتخابه فيما يتعلق بسوريا. يبدو أن للرئيس الجديد ما يقوله في الشؤون الخارجية وعنده ما يقوله ايضا في الشأن الذري الذي كان مسؤولا في الماضي غير البعيد عن مفاوضة الغرب فيه. إن لهذا الجانب أهمية كبيرة  لأنه في اللحظة التي تصدعت فيها صورة الزعيم الأعلى القادر على كل شيء في شأن مصيري جدا ومهم كانتخاب الرئيس فلا مكان لأن نقول بصورة قاطعة إنه بقي وحده من يقرر في كل شأن آخر.

        سارع الرئيس اوباما الى ان يعرض على ايران حوارا مباشرا وفورا وكأنه استجاب لطموح روحاني. ويعلم الزعيم الايراني ما الذي تطلبه الولايات المتحدة في مقابل ازالة العقوبات. إن سبيل تصريفه للتناقض بين طموحه الى الحفاظ على القدرة الذرية وبين رغبته في تحسين كبير لعلاقاته بالدول الغربية سيشغله جدا في الفترة القريبة.

        في الاسابيع القريبة ستصوغ جهات القوة في ايران دروسها واستنتاجاتها العملية في مواضيع شتى. وستفحص ايضا عن حدود قوتها في الساحة الداخلية وفي الصعيد الخارجي ايضا. إن حرس الثورة والجماعة الدينية الحاكمة والشباب والنساء – كلهم سيدرسون الوضع الجديد ويستنتجون استنتاجات. أفليس من الضروري ايضا أن نضبط نحن ايضا أنفسنا ونصرف جهودا للفحص عن الوضع الجديد فحصا عميقا ونكف أنفسنا عن اصدار ردود انعكاسية تبث الرعب؟ يُفضل في هذا الوضع وجود ورقة رسائل نظيفة توزع على المتحدثين والمحللين التابعين لجهات ما وقد يكون الامر الطاريء المُلح هو "مهلا، إننا نفكر".