خبر متأخر، قليل وخطير- هآرتس

الساعة 09:52 ص|17 يونيو 2013

متأخر، قليل وخطير- هآرتس

بقلم: تسفي بارئيل

        (المضمون: الغرب، الذي ينتظر آثار الانتخابات في ايران ويأمل باستئناف المفاوضات مع النظام الجديد في أجواء اخرى، سيتعين عليه ربما ايضا أن يحسم اذا كان يفضل ايران غير نووية مع سوريا الاسد، على حكم الثوار ذي الطبيعة غير المعروفة الى جانب ايران كفاحية - المصدر).

        أي سلاح سيصل الى الثوار وبالاساس متى، هذا سؤال يقلق الان القيادة العسكرية للثوار في سوريا، بعد أن سمعوا عن نية الرئيس اوباما "توسيع المساعدة العسكرية من حيث الحجم والنوعية". ومع ان القرار الامريكي جاء بعد جلوس طويل جدا على الجدار واحتاج الى حملة اعداد في شكل التقارير عن "نحو 100 – 150 قتيلا بالسلاح الكيميائي" لتثبيت شرعيته، الا أن اهميته السياسية حاسمة. فلاول مرة تبدي الولايات المتحدة استعدادا للاصطدام بالموقف الروسي وتكون متدخلة مباشرة في المعركة في سوريا حتى دون موافقة دولية في اطار الامم المتحدة. كما أن هذا موقف اعلاني هام يفيد بان الادارة الامريكية حسمت باتجاه اسقاط نظام الاسد وعدم الانتظار حتى مؤتمر جنيف لاعادة النظر في فرص المفاوضات السياسية، وان كان الامر لم يعلن بعد صراحة.

        ولكن من حيث الثوار فان المسألة العملية هي الملحة. فحسب التسريبات من البيت الابيض لا تنوي الادارة ارسال سلاح ثقيل او صواريخ مضادة للدبابات، حيوية جدا لضرب طائرات الاسد، وانه في هذه المرحلة سيرسل سلاح خفيف، ذخيرة وصواريخ مضادة للدبابات. هذا النوع من السلاح لن يكون فيه ما يحسم المعركة وفي اقصى الاحوال سيمنح الثوار امكانية أفضل للدفاع عن أنفسهم. وأمل الثوار في أن توسع الادارة قرارها بحيث تشق الطريق لتدخل سلاح الجو الامريكي وربما الاتحاد الاوروبي. غير أن مثل هذه الخطوة تستوجب اتفاقا دوليا في الامم المتحدة، حاليا لا احتمال له في ضوء مواقف روسيا والصين. وقد حذرت روسيا الولايات المتحدة منذ الان من ارتكاب الخطأ الذي فعلته في العراق، ولكن هذا تحذير زائد. فلا تزال الادارة الامريكية غير مستعدة لان تقاتل بنفسها كي تدافع عن المواطنين السوريين أو لاقامة نظام حظر طيران قد يجعلها تصطدم بالطائرات السورية وربما الروسية.

        قوات الاسد التي تستعد لاحتلال مدينة حلب، بعد الانتصار في مدينة القصير يمكنها في هذه الاثناء مواصلة الهجوم من الجو دون تهديد خارجي أو داخلي. وتركيز الجهد العسكري على حلب والمعركة على المدينة الثانية في حجمها في الدولة لا يشبه المعركة على القصير. هنا ستكون حاجة الى معركة مزدوجة وطويلة من القصف المكثف والقتال الطويل في المنطقة المبنية؛ ولكن اذا نجح الجيش السوري في أن يستعيد سيطرته على المدينة، فان هذه ستكون الهزيمة الاستراتيجية للثوار والتي بعدها قد تتفكك الثورة لتصبح سلسلة من حروب العصابات المحلية، التي ستجبي ثمنا دمويا هائلا يغطي على المعطى الباعث على الصدمة والتي يقول ان نحو مائة الف شخص قتلوا حتى الان في الحرب.

        هذا السيناريو ليس غريبا على الدول الغربية، التي بعضها، ولا سيما بريطانيا وفرنسا، طالبت منذ بضعة اشهر بارسال سلاح للثوار ولكنها لاقت كتفا امريكية باردة. يبدو أن الان، بعد القرار الامريكي بارسال السلاح الى الثوار، ستكون واشنطن مطالبة بقررار ذي مغزى أكبر يقرر اذا كانت الجيوش الغربية ستنفذ مرة اخرى "مناورة ليبيا" والتي هاجمت فيها قوات الناتو الجيش الليبي وقصر القذافي أم أنها ستترك سوريا تنزف حتى الموت. مثل هذا القرار يستوجب الاخذ بالحسبان الاثار في المنطقة وليس فقط رد فعل روسيا. فالغرب، الذي ينتظر آثار الانتخابات في ايران ويأمل باستئناف المفاوضات مع النظام الجديد في أجواء اخرى، سيتعين عليه ربما ايضا أن يحسم اذا كان يفضل ايران غير نووية مع سوريا الاسد، على حكم الثوار ذي الطبيعة غير المعروفة الى جانب ايران كفاحية.