من الاسرى الذي يحارب الاحتلال ويتحداهم بالعلم

تقرير « رائد » أعاد التوجيهي مرتين ويصر على تقديمها هذا العام!

الساعة 09:36 ص|17 يونيو 2013

غزة - (خاص)

"رغم دراسته الثانوية العامة مرتين عاد رائد هذا العام ليدرس من جديد التوجيهي بهدف رفع معدله الدراسي حتى يتمكن من دخول الجامعة .. رغم أنه من الطلاب الأوائل والمتميزين في مدرسته إلا أن ظروفه حالت دون تفوقه في الأعوام السابقة..

رائد لا يدرس في مدارس حكومية بغزة ولا في وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين "الأونروا" حتى أنه لا يدرس في المدارس الخاصة ولكنه يدرس في أصعب بقاع الأرض فهي لا تصلح لأن يعيش بها الإنسان الآدمي أو يذاكر ويدرس بداخلها .. هذه هي سجون الاحتلال الإسرائيلي  لا أجواء مناسبة تشجع على الدراسة أو حتى ظروف نفسية تساعد في القراءة والنجاح الباهر لتحصيل على معدل مرتفع.

فلم تكتفِ قوات الاحتلال الإسرائيلي بأن تعتقل الفلسطينيين وتحاصرهم في غرف ضيقة المساحة .. مكبلين الأيدي والأرجل .. يعيشون بين جدران عفنة لا ترتقي لأن يعيش الإنسان بداخلها .. فقد شنت قوات الاحتلال حرباً شرسة على الأسرى الفلسطينيين من نوع أخر وقررت منعهم من تقديم امتحانات التوجيهي.

ولكن الأسرى الفلسطينيين وعلى مدار السنوات الماضية قرروا الإضراب عن الطعام والتضحية بالعديد من الكيلوات من لحومهم لأجل العلم والتعلم.

أهالي الأسرى بدورهم أكدوا لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية، أن أبنائهم الأسرى في سجون الاحتلال مصرون على خوض العملية التعليمية "التوجيهي" التي من المقرر أن يبدأ تقديم امتحاناتها في شهر أكتوبر القادم.

إصرار كبير

والدة الأسير رائد الحج أحمد المحكوم عليه 20 عاماً في سجن نفحة الصحراوي قالت لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، أن ابنها الأسير قرر هذا العام أن يخوض امتحان التوجيهي بالرغم من تقديمه للامتحان نفسه مرتين خلال العامين الماضيين ولكن بمعدل منخفض  مع الاشارة الى انه درس أول ثانوي وثاني ثانوي داخل السجون الإسرائيلية".

وأكدت والدته على أن ظروف صعبة يواجهها ابنها رائد داخل السجون الإسرائيلية فلا أجواء مناسبة للدراسة ولا أماكن دراسية مناسبة فبين زنازين الاحتلال الضيقة ومحاولة إدارة مصلحة السجون لخلق أجواء حرب داخل السجن لمنع الدراسة إلا أن الأسير رائد الحج أحمد مصر على استمرار دراسته العلمية لينال درجة التوجيهي بمعدل مرتفع.

وأوضحت والدته بأن رائد درس التوجيهي بالسجن ونال درجة متوسطة العام الماضي ولكنه مُصر هذا العام أن ينال درجة مرتفعة رغم ما يواجهه من معوقات وصعوبات داخل السجون الصهيونية.

وجد طريق النجاة

بينما والدة الأسير رامي بربخ قالت :"رامي بدأ دراسته في سجون الاحتلال منذ اعتقاله فدرس في أول ثانوي حتى درس في الجامعة العبرية بعد صعوبات كبيرة دفعتنا للاستعانة بمحامي من أجل إكمال دراسته في الجامعة العبرية والجامعة الأمريكية وحتى يتمكن من إدخال الكتب إليه".

"وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها ابني رامي منذ دراسته حتى دخوله الجامعة وتخصصه في مجال العلوم الاقتصادية إلا أنه نال درجة الامتياز". القول لوالدة الأسير رامي بربخ.

وشددت بربخ على أن ابنها كان مُصر على إكمال دراسته لأنه وجد بها طريقه للنجاة من الظلم الذي وقع عليه داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن ابنها رامي له الكثير من الانجازات العظيمة ولولا اعتقاله لكان الآن رجلٌ مهم في البلاد".

أجواء حرب

وفيما يتعلق عن أجواء الدراسة داخل السجون أكد الأسير المحرر والمسؤول في مؤسسة مهجة القدس للأسرى والشهداء ياسر صالح ، أن الدراسة في سجون الاحتلال تنقسم إلى ثلاثة أقسام منها "دراسة ذاتية للنفس ، ودراسة حزبية ، ودراسة أكاديمية وهي الالتحاق بالمدارس والجامعات".

وقال صالح لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية، عندما ترى ما تسمى بإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية الأسرى الفلسطينيين يدرسون تبذل كل ما في وسعها من أجل تعكير أجواء الدراسة فتقوم بنقل الأسرى والتفتيش الليلي والعاري كما تقلق الأسرى في النوم من خلال الضحك العالي والأفعال المشينة التي يمارسها السجانين أمام الأسرى ما يؤثر عليهم نفسياً".

وشدد صالح على أن الأسرى يجاهدون بأنفسهم وأجسادهم من أجل أن يتعلموا مشيراً إلى أنهم أضربوا كثيراً عن الطعام من أجل أن يتعلموا ويجاهدوا في سبيل العلم.

وأوضح الأسير المحرر أن الأسرى داخل السجون يدرسون التعبئة الذاتية لمواجهة السجان الإسرائيلي ويعززوا ثقافة الإرادة والقوة والعزيمة في قلوبهم من اجل أن يواصلوا أهدافهم التي تكفلها القوانين الدولية والإنسانية والحقوقية فمن حق الأسرى أن يتعلموا ويدرسوا.