خبر روحاني يستطيع أن يرتفع فقط- يديعوت

الساعة 08:38 ص|16 يونيو 2013

بقلم: سمدار بيري

مع تبيّن نتائج الانتخابات في ايران أصبح يحلق في الجو الآن السؤال الأكبر وهو: من سينزع القفاز، هل هو الادارة في واشنطن التي تُحدث الورقة الاستخبارية عن حسن روحاني في طريقه الى مكتب الرئيس في طهران أم روحاني خاصة الذي هو مدين بفوزه الكبير لوعوده بأن يعيد بناء العلاقات بالولايات المتحدة. يرى عشرات الملايين الذين فضلوا روحاني على محمد كليباف، رئيس بلدية طهران ذي الشعبية، أن تجديد العلاقات بأمريكا لن يمنع فقط الهجوم العسكري من قبل "الشيطان الأكبر" (الولايات المتحدة) و"الشيطان الأصغر" (اسرائيل) – بل سيضعف في الأساس العقوبات الاقتصادية.

إن اعلان نوايا روحاني في الشأن الامريكي يخدم على الخصوص الحرس الثوري والحاكم علي خامنئي وقادة الجيش واجهزة الاستخبارات. فهم يريدون ان يعرق وأن يجهد. ولن يشوشوا عليه بشرط ألا يتجاوز الخطوط الحمراء. فاذا نجح في ان يستهوي الرئيس اوباما فستهدأ رياح الحرب.

ليس فوز روحاني مفاجأة حادة. ففي اللحظة التي فاز فيها بتأييد الرئيسين السابقين، رفسنجاني وخاتمي، مضى الشباب وراءه مُغمضي العيون. فلم يعد في ايران تنافس بين معسكر محافظ ومعسكر اصلاحي بل يوجد اصلاحي معتدل مثل روحاني ومحافظ أكثر تطرفا مثل كليباف وكلاهما يبغض احمدي نجاد. ظهرت في حملة روحاني الدعائية المحكمة امرأة كانت تمسك بأداة خضراء بصورة ساذجة، وكان هذا نوعا من الغمز الوغد للحركة الخضراء للمعارضة التي تم محوها بقسوة ويمكث قائداها موسوي وكروبي في اقامة جبرية منذ ثلاث سنوات.

هل سيصر روحاني على الوفاء بالوعود التي نثرها قُبيل الانتخابات، وينجح في الافراج عن آلاف السجناء السياسيين ويخفض الضغط الامني في الجامعات؟ وما مبلغ طول الحبل الذي سيحصل عليه من النوافذ العالية؟ ليس هذا واضحا الى الآن.

إن الرئيس الايراني بفضل تعريف منصبه هو الذي سيروج لايران في العالم الكبير. وقد التزم روحاني في اطار وعوده أن يُحسن صورة الجمهورية الاسلامية وأن يستغل قدراته لمحو العزلة الدولية. فاذا سلك في دهاء فستكون سلطاته أوسع من التقديرات المتشائمة التي تصدر عن الخبراء بشؤون ايران. لقد خلّف احمدي نجاد وراءه بعد كل شيء ارضا محترقة من ادارة سيئة وشبهات فساد وفم واسع في كل ما يتعلق باسرائيل واغتراب بين الشارع والمؤسسات الحاكمة. ويحذر روحاني الى اليوم من ان يقول كلمات لا حاجة اليها عن اسرائيل إن حسنة أو سيئة.

وهو في هذه الظروف يستطيع ان يرتفع فقط. فبفضل قربه من الحاكم فان الحياة المهنية الطويلة والخلفية الدينية لن تحداه – في 100 يوم الفضل الاولى على الأقل. ويجب ان نتذكر ايضا ان الحاكم خامنئي في الثالثة والسبعين وصحته ضعيفة واذا غاب في السنوات الثماني القادمة فانه يتوقع ان يُحسن روحاني منزلته في دائرة متخذي القرارات. ولا شك في ان شخصيته المثيرة للاهتمام ستصبح تحديا غير سهل. إن ايران متجهة الى معاملة العالم في مسارين متوازيين.