خبر النخالة: المقاومة في غزة بحالة استنفار وتأهب دائم

الساعة 08:16 ص|16 يونيو 2013

الحياة اللندنية - جيهان الحسيني

قال نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة، إن الحديث عن قرب إنجاز المصالحة بين حركتي فتح وحماس هو تضليل للرأي العام لأنه على مدى المنظور القريب لا توجد مصالحة.

وأضاف في تصريحات لـ "الحياة": إن المصالحة مفهوم مغاير لكل طرف عن الآخر تماماً،  فهناك مصالح وتدخلات من أطراف عدة  داخلية وإقليمية وخارجية، بالإضافة إلى أن الأوضاع العربية الراهنة وانشغال كل دولة بقضاياها الداخلية أضعف الاهتمام بالشأن الفلسطيني  مما أدى إلى حدوث تراجع في القضية الفلسطينية بأكملها.

وقال: أن الحراك العربي في اتجاه الدفع نحو إنهاء الانقسام غائب تماما، فالمناخ العام يكبح الاندفاع نحو المصالحة، داعياً أيضا إلى عدم إغفال العامل الاسرائيلي وهو عنصر أساسي في تعطيل المصالحة .

وأعرب النخالة عن أسفه  لأنه لا يوجد أي مؤشر يبشر بأن هناك مصالحة يمكن أن تتحقق قريبا رغم ما بذل من جهد طيلة الحوارات الفلسطينية التي عقدت سابقا، فأرشيف المصالحة  تراكمت فيه ملايين الأوراق بلا طائل.

مطالب لحماس وفتح

وطالب النخالة كلا  الحركتين ( فتح وحماس) عن الكف عن الإعلان على كل جولة حوار يعقدونها معاً وأن يتوقفوا عن الإدلاء بتصريحات تشيع أجواء مصالحة  لن تتحقق مما يسبب إحباطا للعامة.

ورأى النخالة أن البرامج المختلفة لدى كل من الحركتين انعكست سلباً على ملف المصالحة موضحاً بأن السلطة في الضفة لديها برنامج سياسي يتوافق مع إسرائيل بينما السلطة في غزة (حماس)  برنامجها مختلف تماماً.

وقال: بالرغم مما صدر من تصريحات لبعض قادة حماس بأن هناك تقارب في البرامج السياسية مع السلطة في مسألة تجاه التعامل مع إسرائيل - في إشارة إلى إمكانية القبول بالمفاوضات ودولة فلسطينية بحدود حزيران 1967- إلا أن اسرائيل لا تقبل بأي برنامج فلسطيني ليس لديها أي برنامج للتسوية السياسية مع الفلسطينيين سواء في الضفة أو غزة، وقال: "الاسرائيليون ليس لديهم أي برنامج سياسي للحل يشجع أي طرف فلسطيني للتعاطي معها فهم يرفضون وجود كيان سياسي فلسطيني.

من المسؤول عن تعطيل المصالحة؟

وحمل النخالة الحركتين معاً مسؤولية تعطيل المصالحة لأن كل طرف يريد للمصالحة أن تتحقق وفق رؤيته و مواقفه وبرامجه السياسية، مشيراً - وعلى سبيل المثال- أن حماس في فترة معينة طرحت الشراكة السياسية وقال: لكنني أشك أن تكون السلطة الفلسطينية يمكن أن تقبل بها، وتابع: حتى الآن لم توضح لنا حماس ما هي الشراكة السياسية التي تريدها ووفق أي برنامج؟؟ ، فالأوراق مبعثره وغير متفق عليها في الساحة الفلسطينية، وهناك من يعمل لمصلحة الشعب الفلسطيني وهناك من يعمل لمصلحة إسرائيل باعتبارها حليف  وهناك عدم قبول للآخر.

ووصف النخالة ما تقدمه كل الدول المانحة والممولة للسلطة الفلسطينية من مساعدات بأنها عبارة عن رشاوي حقيقية مقابل الصمت والقبول بالأمر الواقع، معرباً عن أسفه لتراجع المشروع الوطني الفلسطيني إلى هذه الدرجة.

ورأى أن خيار المقاومة هو الخيار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني  ويجب أن تظل مستمرة وأشكال لكن مفهوم  المقاومة أصبح عليه خلاف داخل المجتمع الفلسطيني كل طرف  له فهمه ورؤيته في توصيف المقاومة حول ما إذا كانت  يجب أن تكون مسلحة أم  أن طابعها شعبي وقال: هناك تعقيدات كبيرة وتأثيرات خارجية داخلية وظروف تنعكس على المقاومة في المرحلة الراهنة.

قوى المقاومة في حالة استنفار

ورفض ما يردده  البعض "بأن خروج قياده حماس من سوريه وذهابها إلى قطر غير من منظورها للمقاومة" وقال: لا أعتقد ذلك لأن  جوهر موقف حماس هو المقاومة ولكن كيف تجسدها؟ فهناك خلاف حول كيفية ممارستها وهناك اعتبارات كثيرة، لافتاً إلى أن  الظروف هي التي فرضت المقاومة على قطاع غزة , و زاد: هناك ( في غزه) يوجد قاعدة أساسية للمقاومة موضحا بأن قوى المقاومة لا تضع سلاحها بل هي في حالة استنفار وتأهب دائم .

وقال: أن الشعب الفلسطيني لن يحقق شيء مما يحلم به من استرداد لحقوقه الوطنية وإقامة دولته الفلسطينية طالما خيار المقاومة مهمشاً.

ودعا كافة القوى الفلسطينية إلى ضرورة أن يكون خطابها أكثر وضوحاً في مساندتها وتأكيدها على خيار المقاومة والالتزام بها وذلك بفعل حقيقي على الأرض.

وعلى صعيد الأزمة السورية قال: أنها تحتاج إلى حلول إبداعية للخروج منها بما يحافظ على وحدة الأرض ووحدة الشعب معتبرا بأن هذا الأمر يتطلب حل سياسي جدي يشارك فيه كل مكونات الشعب السوري.

وحول أسباب رفض إسرائيل له ولأمين عام الحركة بالدخول إلى غزه بينما سمحت لرئيس المكتب السياسي لحركه حماس خالد مشعل قال:  نحن  لم نعطِ أي موقف مغاير من أجل الذهاب إلى غزة ولا أعرف الأسباب التي دفعت إلى منع دخولنا إلى غزة لكنهم سمحوا لإخواننا في حماس بالدخول ,قد يكون السبب خبث اسرائيلي من أجل إثارة مناخ ما والترويج له , و تابع: ليس لدى معطيات سوى ما أبلغونا به السلطات المصرية بأن اسرائيل تمنع دخولنا إلى غزة.

وقال: أنا أرى أنه من حق الجميع الدخول إلى قطاع غزة ,وكان من المفترض بعد الثورة المصرية أن يسمح للفلسطينيين بالدخول والخروج من قطاع غزة لكن للأسف لم يحدث أي تغيير في هذا الأمر.

الانضمام لـ"م.ت.ف"

وحول ما تردد عن إمكانيه رئاسة مشعل لمنظمه التحرير قال: إن حركه حماس فصيل  فلسطيني قوي  ومؤهل لقيادة المنظمة و لكن ما تردد حول هذه المسألة هو مجرد اجتهادات من محللين.

وعلى صعيد ما يمنع انضمامهم إلى منظمه التحرير رغم تشكيل إطار قيادي مؤقت لها وهم جزء منه أجاب : حتى هذه اللحظة لم يتم أي اتفاق يمكننا من الانضمام للمنظمة  سواء نحن أو حركة حماس ، موضحا بأن هناك عقبات حول الانتخابات وحول تشكيل منظمة التحرير.

وأضاف: بالرغم من أنه جرى تشكيل إطار قيادي مؤقت معنوي  لكن عملياً لا قيمة له وليس له أي تأثير أو دور ولم تحدد له مهام فهو مجرد إطار شكلي لم يتخذ حتى هذه اللحظة أي قرار, ثم أن قراراته من الأساس غير ملزمة.

وقال: نحن نقبل بالانضمام إلى منظمة لكن إذا أردنا أن نشارك في برنامجها السياسي يجب أن نشارك في صياغة هذا البرنامج السياسي لأن منظمة التحرير هي البيت المعنوي لكل الفلسطينيين ومن ثم يجب أن يتم ترتيب هذا البيت بطريقة مخالفة لما تجري فيه الأمور حالياً.

وزاد: رغم ما أشيع أنه تم التوصل إلى بنود لكن حتى الآن في حقيقة الأمر ما جرى من لقاءات  في لجنة المنظمة هي مجرد إعلامية لم تثمر عن شيء جدي وعملي، فنحن لا زلنا نراوح في إطار المناورات الداخلية للقوى المشاركة في المنظمة وليس هناك فعل جدي من أجل إعادة بناء المنظمة وترتيب وفق أسس سياسية وتنظيمية جديدة وكذلك تحديد لهويتها، لافتاً إلى أن حركة حماس خففت من شروطها في هذه النقطة لكن مازال هناك عقبات كثيرة تحول دول انضمامنا لإطار منظمة التحرير، مشدداً على أن الخلاف حول إدارة الصراع و على بنية وبرنامج وإدارة المنظمة و ليس على المنظمة.

وقال: إذا لم نغير طريقة تفكيرنا كي نجد وسيلة للتفاهم سيظل الخلاف مستمراً موضحاً بأن كل طرف متمسك بمواقفه وقال: كل فصيل يماس رؤيته السياسية بطريقته.

وهم جديد

وعلى صعيد المسار السياسي قال: أن أي سلام في المنطقة إذا لم يحقق ما يطمح إليه الشعب الفلسطيني فهو سلام غير عادل، وطالما اسرائيل موجودة فهو لا يوجد سلام لأن إسرائيل لا تريد سلام سواء وفق برنامج السلطة السياسي او وفق المبادرة العربية التي منحتها فرصة سلام غير مسبوقة وبالتالي نحو أمام عدو يريد للسلام والتسوية والشكل والإطار الذي يراه فقط وهو يسقط الشعب الفلسطيني تماماً من حساباته ولا يرى أن له أي حقوق بالرغم مما صدر من تصريحات لبعض قادة حماس بأن هناك تقارب في البرامج السياسية مع السلطة في مسألة تجاه التعامل مع إسرائيل - في إشارة إلى إمكانية القبول بالمفاوضات ودولة فلسطينية بحدود حزيران 1967- إلا أن اسرائيل لا تقبل بأي برنامج فلسطيني ليس لديها أي برنامج للتسوية السياسية مع الفلسطينيين سواء في الضفة أو غزة.

وقال: "الاسرائيليون ليس لديهم أي برنامج سياسي للحل يشجع أي طرف فلسطيني للتعاطي معها فهم يرفضون وجود كيان سياسي فلسطيني، هذا الفكر لا يمنح أدنى فرصة للجلوس على مائدة المفاوضات، وقال: أصحاب التسوية لم يجدوا مكاناً فما بالنا بأصحاب المقاومة، لذلك كل الحركة السياسية التي تجري الآن لا قيمة لها وهي عبارة عن تسويق للوهم من جديد.