خبر المعركة على القدس تبدأ من فلاديمير.. يديعوت

الساعة 08:48 ص|14 يونيو 2013

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: إن رئيس بلدية القدس لا يُنتخب في الحقيقة بل يُعين مرشح يرضى عنه الحريديون في أكثر الحالات - المصدر).

كان فلاديمير شكلار، وهو مهاجر من الاتحاد السوفييتي بطل اسرائيل بالمبارزة بالسيف. وفي 2006 عينه اركادي غايدماك رئيسا لفريق بيتار القدس. وفي السنة التالية أعفاه غايدماك من عمله.

تُسمى احدى الشركات البلدية التي تكثر في القدس "شركة تطوير شرقي القدس". وقد نشأت هذه الشركة قبل حرب الايام الستة وعملت في ترميم أحياء فقيرة كانت موجودة على الحدود. واقتسمت البلدية ووزارة السياحة الملكية. وجاءت الحرب وأبعدت الشرق الى الشرق وتحولت الأحياء الفقيرة الى محابس ذهبية ليهود أغنياء من الخارج وأصبحت شركة "تطوير شرقي القدس" لا حاجة اليها. وجُرت من ولاية الى ولاية أصغر من أن تحيا وأكبر من أن تموت.

في 2008 انتُخب نير بركات رئيسا لبلدية القدس وأراد ان ينظم عمل الشركات البلدية. وقد نافست شركة "تطوير شرقي القدس" مثلا وميزانيتها 20 مليون شيكل كل سنة، نافست موريا التي تبلغ ميزانيتها مئات الملايين. وبدأ فريق من قبله تفاوضا مع فريق من قبل وزير السياحة سيتس ميسجينيكوف في محاولة لتحديد أهداف الشركة من جديد. وتوصلا بعد جولة محادثات الى اتفاق على أن تعمل شركة "تطوير شرقي القدس" في تطوير المواقع السياحية في المدينة ويكون فلاديمير شكلار مرشح ليبرمان المدير العام للشركة. ويدخل التعيين حيز التنفيذ بعد ان يُجاز في سلطة الشركات.

لكن التعيين لم ينفُذ. فقد قضت سلطة الشركات بأن شكلار غير مناسب للمهمة الجديدة. وقال ناس اسرائيل بيتنا انه لا مشكلة فسنغير تحديد المهمات ويصبح ملائما. وأصر بركات على أن ذلك غير مأخوذ في الحسبان ففي عالمي يلائم المدير العام الشركة لا الشركة المدير العام.

ورأى ليبرمان في ذلك إهانة شخصية فقد نُقض الوعد الذي وعد به وأُبطل التعيين الذي أجراه. وكانت النتيجة في الصعيد الاداري رفض وزراء السياحة من أفراد اسرائيل بيتنا معاونة رئيس البلدية. فأصبحت شركة "تطوير شرقي القدس" بلا مدير عام منذ ذلك الحين. وكان الصعيد السياسي أهم فهم في البلدية على يقين من ان ليبرمان استقر رأيه في ذلك الوقت على أن مصير بركات قد حُسم وهو لن يفوز بولاية ثانية رئيسا لبلدية القدس.

وكل ذلك بسبب إهانة ضئيلة.

في خمس سنوات ولاية بركات للبلدية تباطأ مسار تحول المدينة الى الحريدية أو ربما تم وقفه. فبحسب استطلاعات الرأي التي تجريها البلدية أصبح السكان غير الحريديين راضين. وزاد عدد الاولاد في مؤسسة التربية الرسمية بـ 3 في المائة بعد ان انخفض بـ 12 في المائة في فترة ولاية سلفه. وتكثر في المدينة الاحتفالات الثقافية وتم تكبير استاد تيدي. وأخذت تُبنى أكبر قاعة رياضة في البلاد. وتلقى بركات الذي أمر بافتتاح موقف سيارات قبالة أسوار البلدة القديمة تظاهرات عنيفة وانتصر. وتذكر الحريديون الهزيمة وهم مثل ليبرمان لا يحبون الخسارة.

هضبة أبيه

إن بركات ليكودي في تصوره العام السياسي. وقد أثار في اثناء ولايته في احيان كثيرة غضب اليسار المقدسي بخطط هدم بيوت في أحياء عربية وبناء كثيف في شرقي القدس. وأحدث بين الفينة والاخرى احراجا سياسيا لنتنياهو. لم يكن ذلك في الاشهر الاخيرة لأنهما أخوان في الاشهر الاخيرة فنتنياهو يدعم خطط بركات وبركات يُظهر الاحترام. وفي اجراء غير عادي وغير متناسب سمّى منعطفا باسم والد نتنياهو ومنح شلدون ادلسون راعيه الامريكي وسام شرف بلديا.

وكان ذلك غلطا، وخطأ في التوجيه. يستطيع نتنياهو ان يهدد الاسد بالحرب أو أن يرسم خطوطا حمراء لايران لكن تأثيره في الليكود ضئيل وتأثيره في ليبرمان يؤول الى صفر. ولهذا فان وعد نتنياهو لبركات يشبه وعده لكحلون: لا يحسن المضي معه الى الحانوت.

هذا هو جوهر السياسة المُضل: فقبل ثلاثة اشهر فقط حث ليبرمان نتنياهو على إبعاد الحريديين من الائتلاف الحكومي. وأقسم الحريديون أن ينتقموا. وهم الآن يعقدون حلفا معه على عدو مشترك.

وتابع بركات تشكل التحالف عليه وضُغط وهو يعلم أنه سيكون وحده في هذه المعركة.

حائط الشرق

"في القدس لا ينتخبون رئيس بلدية"، قال أحد رؤساء الاحزاب الحريدية هذا الاسبوع. "في القدس يُعينونه".

وكان قصده الى الحاخامين. فهناك ترتيب بين فصيلتي يهدوت هتوراة. فمرة تُعين الفصيلة الحسيدية مرشحا ليكون رئيس البلدية واخرى تُعينه الفصيلة اللتوانية. قبل خمس سنوات رشح الحسيديون مئير باروش الذي خسر أمام بركات وحانت نوبة اللتوانيين هذه المرة. فالحاخام دفني سيقترح والحاخام شتاينمان سيبت الامر.

اجتمع التحالف المعادي لبركات في الكنيست قبل بضعة اسابيع وكان فيه افيغدور ليبرمان من اسرائيل بيتنا وآريه درعي من شاس وموشيه غافني ويعقوب لتسمان من يهدوت هتوراة. وقد عرفوا المعطيات: ففي الانتخابات قبل خمس سنوات حصل بركات على 117 ألف صوت، وحصل باروش على 95 ألفا. وزاد المخزون الحريدي منذ ذلك الحين وقد يبلغ الى 100 ألف. ومن اجل ضمان الفوز يُحتاج الى 20 – 30 ألف صوت. وستأتي فقط من مرشح يتجاوز حدود هذا الوسط.

قبل عشر سنوات سحر أوري لبوليانسكي غير الحريديين بفضل دماثة خلقه وعمله في يد سارة. ونشك في ان يكون السحر ما زال موجودا الآن وقد اتُهم لبوليانسكي بقضية هولي لاند. وقال غافني: إنه حائر.

وتحسس غافني ولتسمان الامر عند روبي ريفلين. ورفض ريفلين الذي كانت رئاسة بلدية القدس حلم حياته قبل عشرين سنة. ومنذ ذلك الحين تطور حلمه ليصبح حلما بمنزل الرئيس. وتحسسا لدى تساحي هنغبي. ورفض هو ايضا لاسباب اخرى. وأظهر ايلي يشاي اهتماما لكنه تمهل. فهو لم يُجر لقاءا بعدُ مع الحاخام عوفاديا.

قال ليبرمان: موشيه ليئون. ان ليئون وهو في الثالثة والخمسين من عمره، مهنته تدقيق الحسابات، وحل محل ليبرمان في 1997 مديرا لديوان رئيس الوزراء. وهو رجل سره. وقد مثله في جملة ما مثل بالتفاوض في انشاء الحكومة الحالية.

إن ليئون شخص ودود مقبول عند الخَلْق وعند الحريديين ايضا بل لديه هواية حسنة فهو منشد في كنيس. هو في الحقيقة غريب عجيب عندهم: فأصله شرقي وقبعته منسوجة (قبعات المتدينين القوميين). ومن جهة ثانية فان القبعة والأصل سيجلبان اصواتا. إن الحريديين يحتقرون القبعات المنسوجة والشرقيين كامل الاحتقار لكنه يسعدهم الحصول على اصواتهم في صناديق الاقتراع.

وأجمعوا على ليئون. وكان رده بالقبول. وسحرته فكرة ان يحصل على طبق فضة على رئاسة بلدية عاصمة اسرائيل الأبدية. لكنه لم يحسم أمره بعد رسميا، لكنه سمح للساسة بصورة غير رسمية بأن يعرضوا اسمه على أفنية الحاخامين. أما القرار فسيتخذه الحاخام شتاينمان.

هو لم يسكن في القدس قط. لكنه من جهة ثانية يعرف المدينة جيدا لأنه يعمل في السنوات الست الاخيرة رئيسا لسلطة تطوير المدينة. وهو لم ينافس قط في منصب سياسي ولم يحشد اصواتا ولم يحتال بين القطاعات ونشطاء السياسة والصحفيين المحليين وهذه مشكلة لا يستهان بها.

وقد أصبح منذ نشر نبأ ترشحه غارقا في مكالمات هاتفية من مقدسيين يكرهون بركات. ومثل هؤلاء موجودون. فهم يحثونه على المنافسة.

وحدّثته هذا الاسبوع عن حديث كان لي مع افيغدور كهلاني حينما نافس في 1993 روني ميلو في رئاسة بلدية تل ابيب. وكان كهلاني آنذاك في حزب العمل وميلو في الليكود. قال كهلاني: "من المؤكد أنني سأُنتخب. ففي الشمال سيصوتون لي بسبب مباي، وفي حي الأمل (شخونات هتكفا) سيصوتون لي لأنني يمني"، ونبهته الى أن عكس ذلك سيحدث. ففي حي الأمل لن يصوتوا لك بسبب مباي، وفي الشمال لن يصوتوا لك لأنك يمني. وضحك ليئون وهو يستطيع في هذه المرحلة ان يسمح لنفسه بالضحك.