تقرير غزة: ما هي الاستعدادات الوقائية لوزارة الصحة لمكافحة فيروس 'كورنا'؟

الساعة 03:39 ص|14 يونيو 2013

غزة

 يخترق فيروس "كورونا" الجديد الذي ينتشر في مناطق عدة في السعودية وبعض أجزاء من دول الخليج، ودول اخرى كل جدران الوقاية، مع ازدياد حالات المرضى والوفيات بهذا الفيروس الذي ما زال "غامضا" بالنسبة لأخصائيي الصحة ولمختبرات التحاليل الطبية.

خروج فيروس "كورونا" عن سيطرة الأطباء ومسؤولي الصحة العامة، يدق "ناقوس الخطر" بالتزامن مع انتشاره في بعض دول العالم، خشية ازدياد عدد المصابين بالفيروس الذي وصف بـ"القاتل".

ومع ارتفاع حصيلة المصابين بـ"كورونا" ومنهم من لقي حتفه في شهري أبريل ومايو الماضيين، بات هذا الفيروس يلقى اهتماما واستعداداً عالميا متزايدا لمعرفة طبيعته، وطبيعة المرض الذي يصيبه، وتتطلب خطورته معرفة الاستعدادات الوقائية لمراكز ووزارات الصحة فضلا عن أسباب انتشاره في بقع معينة من العالم، لاسيما وبالأخص بعض الدول العربية خاصة الخليجية منها.

وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من إمكانية انتقال فيروس «كورونا» القاتل في أنحاء العالم وتسببه بوباء، وحثّت المنظمة العاملين في مجال الصحة في أنحاء العالم على التأهب لرصد أعراضه، وذلك بعد أن انتشرت الإصابات من بلد إلى آخر منذ اكتشافه في يونيو 2012 في السعودية.

 الأمر الذي دفع منظمة الصحة العالمية إلى التشديد على أن  الفيروس يطرح "تحديات رئيسية" وقالت -وفق تقارير لها- إن انتشاره دفع وزارات الصحة إلى "الاعتراف بخطورة هذا التحدي".

 هذا واتخذت العديد من المناطق المحاذية للأراضي الفلسطينية استعداداتها وتحضيراتها الوقائية الأولية "المرحلية" لمكافحة فيروس "كورونا"، وطرق معرفة أعراضه والمصابين فيه، خشية انتشاره بين افرادها، على الرغم من حالة الطمأنة من إمكانية انتشاره في المناطق.

 وكانت وزارة الصحة في حكومة الاحتلال أصدرت توجيهات جديدة إلى الطواقم الطبية العاملة في المستشفيات والعيادات الإسرائيلية، تقضي بضرورة تقديم العلاج العاجل واللازم لكل شخص يُشتبه بإصابته بفيروس (كورونا) الجديد، الذي يوصف بأنه تهديد للعالم.

وبين مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة بغزة د. مجدي ضهير ان دائرته الى جانب العديد من الهيئات المختصة تراقب عن كثب تطورات وتداعيات وانتقال فيروس "كورنا" بالمنطقة العربية والعالم، وتتواصل مع الهيئات الصحية العالمية وعلى وجه الخصوص منظمة الصحة العالمية، فيما يتعلق بالفيروس وانتشاره.

وأكد دكتور ضهير لـ"فلسطين اليوم" أن قطاع غزة والضفة المحتلة حتى اللحظة "خالية تماماً" ولم تسجل أية حالات أو اعراض مشابهة لتداعيات فيروس كورونا، موضحاً أن الطواقم الطبية لديها الخبرة اللازمة لمعرفة اعراضه والتعامل مع المصاب في حال الاشتباه بوجود فايروس "كورونا"، موضحاً ان طبيب من غزة سيبتعث لصالح وزارة الصحة عبر منظمة الصحة العالمية WHO  للاطلاع على طرق الوقاية من المرض, ولتبادل الخبرات لصالح عدم انتشار الفيروس.

وعن اعراض المرض التي تصاحب المصاب بالفيروس أوضح أن ابرز الاعراض تتمثل بارتفاع في درجة الحرارة وسعال وضيق في النفس والتهاب رئوي وفشل في التنفس يؤدى الى الوفاة، مشيراً الى ان الفيروس ينتقل عن طريق الرذاذ والنفس في الاماكن المغلقة، والحالات الملاصقة لحامل هذا الفيروس.

واشار دكتور ضهير ان الفيروس في بداياته كان يصيب الطيور والحيوانات، ومن ثم انتقل الى الإنسان ومن ثم الى اخر عن طريق التنفس، وفي معظمها كانت حالات "لصيقة" بمن حمل هذا الفيروس.

ودعا مدير الصحة الوقائية بوزارة الصحة المواطنين الى ضرورة التعامل بشكل "اعتيادي طبيعي" نظراً لان انتشاره لازال بطيئاً ولا يستوجب "الفزع" او الحرص الشديد الزائد على غرار ما كان عند انتشار فيروس فلونزا الطيور (H5N1)، وفيروس فلونزا الخنازير  .(H1N1)

وعقب د. ضهير عن ما يقال وما يصرح به في المناطق المجاورة لقطاع غزة والضفة المحتلة من تحضيرات واستعدادات -(كاستعدادات وزارة الصحة لدى الاحتلال، والهيئات الطبية ووزارة الصحة المصرية)- إنما يأتي في إطار الاستعدادات المرحلية التي تتطلبه المرحلة الوقائية الدنيا في ابسط صورها، ولا يعني بأي حال ان تأخذ تلك الاستعدادات وافتراضها "حالة طوارئ في تلك المناطق".

ولفت ان وزارة الصحة بغزة تتواصل بشكل دائم وحثيث مع منظمة الصحة العالمية (WHO)، للاطلاع على اخر ما توصلت اليه الدراسات الطبية في جميع المجالات، ويتم عبرها تبادل الخبرات، واكتساب المهارات اللازمة للوقوف على اخر المستجدات الصحية في العالم والارتقاء في العلم الصحي الطبي والوقائي، لتفادي أي مكروه صحي، وبما بخدم الصالح العام.

وتنتاب خبراء في الصحة العالمية مخاوف من انتشار الفيروس بشكل حاد في المواسم العامة، خاصة موسمي الحج والعمرة التي تحوي الاف الافراد من جميع دول العالم، خاصة وأن الفيروس الجديد لا يعرف عنه إلا القليل جدا، بما في ذلك وضع انتقاله، حسب ما أفادت منظمة الصحة العالمية التي أكدت أنها بحاجة إلى معرفة ما إذا كان هذا الفيروس منتشرا على نطاق أوسع ام لا، الا ان مسؤولون واخصائيون وخبراء سعوديون طمئنوا العامة من اخذهم للترتيبات الوقائية والصحية اللازمة لمحاصرة المرض والحيلولة دون تفشيه وانتشاره.