خبر أربعة مليارات دَيْن ... فأين الدعم؟! ..د.حسن أبو حشيش

الساعة 08:09 ص|13 يونيو 2013

في خطوة مبشرة لشعبنا أعلن الوزير محمد مصطفى نائب الدكتور رامي الحمد الله لشئون الاقتصاد والمال أن السلطة برئاسة محمود عباس تراكم عليها ديون تُقدر بأربعة مليارات دولار . يا لطيف ما أصعب البداية , وما أبشع الصورة تلك التي انطلقت منها السلطة في اللقاء الأول للحكومة المتجددة في الضفة. الحمد الله تسلم بكامل إرادته ووعيه وقواه العقلية وبكل رشد...أوضاع الضفة الغربية وهي تعيش في ظل الاحتلال , ونهب الأرض ,والتعاون الأمني , وغياب التعددية السياسية , وفقدان الحريات , وتدمير الاقتصاد , وغياب واضح للمؤسسات لصالح الأجهزة الأمنية الحريصة على الاتفاقيات مع الاحتلال ...هذا ما نعلمه ونسمعه من الوفود التي تصلنا من الضفة , وما نقرؤه في الإعلام , ونتابعه يوميا . لكن في لحظة من اللحظات أحبت السلطة أن تُشيطن قطاع غزة (المنشق , والظلامي , والجائع , والمسلوب , والرهينة ... ) وأن تبرز الأوضاع في الضفة الغربية بأنها وردية , وعجلة التنمية ماضية وبقوة , وأن بناء مؤسسات الدولة في طريقه للانتهاء , وأن الاستقرار والأمن والرضا هم سيد الموقف ...وللموقف الوطني القوي والواضح أغدق العالم والإقليم أموال الدعم المخصصة لكل الشعب الفلسطيني للسلطة فقط , وباتت مالية فياض كالمنشار تأخذ الأموال والدعم عند كل جولة مفاوضات , وعند كل موقف تنسيق , وعند كل تعطيل للمصالحة , وعند كل تهديد لحل السلطة ...ودخل عليها مليارات الدولارات من المال العربي والأمريكي والأوروبي , إضافة للدخول الطبيعية اليومية للسلطة وعوائد المقاصة مع الاحتلال ...في ظل هذه المقارنة التي تُطلقها بين الفينة والأخرى الآلة السياسية والإعلامية التابعة للرئيس عباس وحركته وحكومته , عودنا الدكتور سلام فياض على إطلاق تصريحات حول الأزمة المالية للسلطة ,وها هي تتكرر في زمن خلفه لكن بتحديد ديون ضخمة .

 

أمام هذه التصريحات من حقنا معرفة أين الأموال التي تصل لخزينة السلطة باسم الشعب ؟ ومن أين جاء العجز الكبير الذي يلقي بآثاره السلبية على المواطن الفلسطيني ؟نحن أمام تفسيرين : الأول أن كل التصريحات التي كانت تُطلق عن الوضع الاقتصادي المتطور في الضفة مقابل تدهوره في غزة ( الغاشمة ) كاذبة ومفبركة وخادعة , الثاني أن الأوضاع الاقتصادية في الضفة جيدة والأموال الداعمة كافية للتنمية لكن توجد حلقات مفقودة أدت لإعلان العجز والديون من قبيل المناورة السياسية أو تضليل الشعب وابتزاز الدول الداعمة أو وجود سرقات وفساد مالي ... وفي كل الأحوال علينا الإقرار أن سياسة التطبيع والتبعية واقتصاديات السلام والتنسيق الأمني ...السائدة في الضفة أفقدت المواطن كرامته ولقمة عيشه وحريته ,وأعادت القضية إلى الوراء . وعلى الجميع الإيمان بأن حبل الكذب قصير , وأن التعتيم لن يقدر على الاستمرار.