خبر كيف باغتت الشرطة التركية المعتصمين في ساحة تقسيم صباح اليوم؟

الساعة 03:07 م|12 يونيو 2013

وكالات

في الساعات الاولى للصباح، وصل عناصر الشرطة مقنعين ومسلحين بالهراوات فيما كان المتظاهرون غارقين في النوم تحت الخيم التي نصبوها في حديقة جيزي وساحة تقسيم، ليستفيقوا على قنابل الغاز المسيل للدموع التي انذرتهم بان الهجوم قد بدأ.

لا أحد كان يعلم أن بعد سبع عشرة ساعة ستكون ساحة تقسيم وجوارها ساحة للمواجهات.

ففي الساعة 7,30 صباحا انتشر عناصر الشرطة بالمئات عند طرفي الساحة بعد ان تغيبوا عنها منذ اسبوع. لكنهم عادوا عشية لقاء مرتقب بين رئيس الحكومة الاسلامية المحافظة رجب جيب اردوغان وممثلين عن الحركة الاحتجاجية بعد اثني عشر يوما من الازمة السياسية.

وقد اجتاح عناصر الشرطة مركز اتاتورك الثقافي القديم، وهو مبنى اسود اشبه بشاهدة قبر عملاقة. وانتزعوا منه عشرات اللافتات والصور التي كانت ملصقة على واجهته.

وعلى بعد عشرات الامتار من اشجار حديقة جيزي حيث بدأ كل شيء في 31 ايار/مايو، بدا المتظاهرون في حالة اعياء تملا الدموع عيونهم، فيما نظرات البعض تائهة في حالة ضياع.

وصرخ يلماظ (23 عاما) “أترون ذلك؟” يهاجمونا بعد ان اعلنوا انه (اردوغان) سيلتقينا غدا للنقاش؟ اي رئيس حكومة هذا؟”.

واضاف “لن نترك حديقة جيزي، بامكانهم ارسال مئات اخرين من رجال الشرطة”، قبل ان يهزأ من خراطيم المياه “ليقذفونا بالمياه، هذا امر حسن بالنسبة لانني لم استحم منذ ثلاثة أيام”.

وفي وسط الساحة اتى متظاهرون لاستفزاز الشرطة. ومع رشق اول زجاجات جعة او حجارة انهالت عليهم القنابل المسيلة للدموع ليغطي دخانها سماء اسطنبول الصافية.

كما قام بعض عناصر الشرطة برشق الحجارة بدورهم. وفي اقل من ساعتين استعادت الشرطة سيطرتها الكاملة على الساحة لكنها لم تسع الى اجتياح حديقة جيزي المجاورة. ويسيطر عناصر الشرطة على كل المنافذ المؤدية اليها كما ازالوا في وقت قياسي اطنانا من الحواجز والحجارة والكتل الاسمنتية بواسطة جرافات البلدية.

واكد حاكم اسطنبول حسين عوني متلو على موقع تويتر ان هدف العملية لم يكن طرد المتظاهرين من الحديقة.

وعلى جانب من الساحة وقعت اعنف المعارك بين عشرات المتظاهرين والحرس المتحرك. وتم رمي قنابل مولوتوف اعدت مسبقا على آلية مصفحة، فتصاعد دخان اسود لكن سرعان ما تبدد مع اطلاق القنابل الدخانية التي ينبعث منها دخان ابيض والقنابل المسيلة للدموع.

وفي محيط الحديقة اشتد التوتر بين انصار المواجهة مع الشرطة واولئك الذين يفضلون الانتظار سلميا. وقالت شابة ترتدي قميص تي شيرت لمجموعة يسارية متطرفة “تبقون هنا بدون ان تفعلوا شيئا، ليس لديكم كرامة”.

وتجيبها سيدة اخرى قائلة “حافظوا على الهدوء، هذا بالتحديد ما تريده السلطة”.

وعند الظهر انتهت عملية استعادة الساحة. لكن عند اطرافها يسعى عشرات المتظاهرين طوال بعد الظهر الى مناوشة عناصر الشرطة. وهؤلاء الاخيرون يقفون هادئين بحماية الاليات المصفحة ويطلقون بين الحين والاخر قنابل مسيلة للدموع لتفريق الشبان.

وبعد عشر ساعات من اطلاق الهجوم بات رجال الشرطة اسيادا على ساحة تقسيم عندما انسحبوا فجأة قرب مركز اتاتورك الثقافي. وهذا ما كان يتمناه المتظاهرون الذين عادوا بقوة الى الساحة، ليجتاح عشرات الاف منهم على وقع الاغاني والتلويح بالاعلام حديقة جيزي وساحة تقسيم امام عشر شاحنات ومئات الشرطيين.

وعادت تقسيم من جديد للمتظاهرين لكن ليس لفترة طويلة. فبعد اقل من ساعة اخلى عناصر الشرطة الساحة للمرة الثانية وبعنف مضاعف. وفي اقل من دقيقة خلت الساحة من المحتجين لينتشر فيها الشرطيون وكذلك امام حديقة جيزي التي لم تنج من الغاز المسيل للدموع.

الى ذلك انتشرت وحدات من الشرطة في الشوارع المجاورة. وتعرض شاب متظاهر لركل رجال الشرطة الذين ما لبثوا ان تركوه يرحل عندما رأوا مجموعة من الصحافيين.

وتحولت حديقة جيزي الى مستشفى ميداني. وتدفق اليها العديد من الجرحى الى احد المراكز الاربعة لتقديم الاسعافات الاولية تحت اشراف المتظاهرين. ووصول جرحى في “حالة طارئة” محمولين على نقالات اعدت عشوائيا يعلن باطلاق صفارة.

وفي احد هذه المراكز يعلن ناشط بواسطة مكبر للصوت “عثر على طفل بمفرده، باستطاعة اهله ان يجدوه امام فندق ديفان” القريب.

واوضحت ممرضة متطوعة طلبت عدم كشف اسمها “خلال الساعة الاخيرة، مر حوالى 25 جريحا في مركزنا قبل نقلهم بسيارة اسعاف الى المستشفيات”.

واوضحت “ان معظهم مصابون بحروق، وهناك اشخاص اصيبوا بقنابل مسيلة للدموع في الراس او اماكن اخرى من الجسم، واشخاص سقطوا ارضا واصيبوا بكسور كما ان هناك حالات ربو”، مضيفة “هنا نكتفي بالاسعافات الاولية ونكتفي بوقف حالات النزيف ونرسل إلى المستشفى”.

 المصدر: القدس العربي