خبر السلام الذي يفترس نفسه- معاريف

الساعة 08:37 ص|12 يونيو 2013

بقلم: نداف هعتسني

        (المضمون: السلطة الفلسطينية تدير حملة فظة ضد التطبيع مع اسرائيل، وتهاجم كل من يحاول ان يقيم معنا علاقة تجارية، رياضية وثقافية - المصدر).

        هذا الاسبوع نشرت دعوة "رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية" جبريل الرجوب – فريق برشلونة لكرة القدم عدم المجيء للعب في اسرائيل، كي لا يتعاون مع الاحتلال الاسرائيلي الذي يقع "من البحر وحتى النهر". كما علم بان الفلسطينيين رفضوا مبادرة لاجراء مباراة لفريق اسرائيلي – فلسطيني كي لا يتعاونوا مع دولة الاحتلال. وما لم يحظَ بالكشف هو أن هذا الحدث لا يشكل سوى طرف الجبل الجليدي الذي لسبب ما لا يغطى عندنا اعلاميا، في إطاره تدير السلطة الفلسطينية والمنظمة التي أقامتها، فتح، حملة فظة ضد كل تطبيع بين الشعبين. كما أنهم يقمعون ويهاجمون كل علاقة تجارية، رياضية واجتماعية.

        وجرت في الاسابيع الاخيرة محاولة لعقد مباراة ودية لفريق من الشباب الفلسطيني مع فريق من حولون، برعاية الاتحاد الاوروبي، غير أن منظمة فتح وقفت بوحشية ضد المنظمين الفلسطينيين ومنعت الحدث. والى جانب ذلك تلقى رجال أعمال فلسطينيون من جنين كانوا دعيوا الى الغرفة التجارية في حيفا تهديدات من منظمة فتح كي  لا يتجرأوا على الوصول الى اللقاء. رجال أعمال آخرون وعلى رأسهم الملياردير منيب المصري ممن اعتزموا اللقاء مع رجال أعمال اسرائيليين في أعقاب قرار المؤتمر الاقتصادي الذي انعقد في الاردن قبل نحو اسبوعين، يوجدون تحت حملة من التحريض والتهديد ضدهم، من قبل محافل من السلطة وفتح. وحقيقة أنه شارك في المؤتمر ابو مازن وشجع المبادرة ظاهرا، لا تغير في الامر من شيء. والى جانب ذلك، فان صحفيين فلسطينيين التقوا في الخارج مع صحفيين اسرائيليين، طردوا من رابطة الصحفيين الفلسطييين.

        هكذا تجري حملة ضد ما يسمى "المطبع". فمن جهة يدعي الحكم الفلسطيني بانه يريد السلام واسرائيل هي الرافضة. ومن جهة اخرى فانه يواظب على التحريض ضد مجرد وجودنا في الصحافة وفي كتب التعليم، والان – يقود حملة لقطع كل علاقة بين اليهود والعرب. وتشكل الحملة ضد التطبيع استكمالا طبيعيا للنشاط الحثيث الذي تقوم به سلطة ابو مازن في اطار المساعي الدولية لفرض المقاطعة والنبذ للدولة اليهودية بأسرها.

        السلطة هي لاعب نشط في كل "اسبوع أبرتهايد" ضد اسرائيل، في كل خطوة لمنظمات اليسار المتطرف، في البلاد وفي الخارج، لتصفية الدولة الصهيونية. ويوم السبت الماضي فقط شارك وزير الاقتصاد الفلسطيني، جواد ناجي، في اجتماع عقدته في بيت لحم منظمة مقاطعة ضد اسرائيل. وحتى رئيس الوزراء الفلسطيني المنصرف، حبيب الغرب سلام فياض، تصدر خطوات المقاطعة على البضائع الاسرائيلية.

        المفارقة هي ان حتى رجال اليسار المتطرف الذين منذ سنين كانوا محبين للفلسطينيين، بدأوا يستقبلون بعداء. فقبل بضعة أسابيع انقذ حاخام يهودي نشيط يساري من اعتداء ضده قام به جمع فلسطيني حاصر الفندق الذي تواجد فيه في رام الله في اجتماع "الحوار بين الاديان". كما أن متبرعين أجانب لمنظمة "سلام" المتماثلة مع اليسار، وجدوا صعوبة في لقاء المدعومين الفلسطينيين علنا. فقد نقلوا في ظلمة الليل في لقاء في  قرية عربية وحذروا من مغبة جلبهم صحفيين خوفا من المقاطعة.

        وفي الماضي فان قتلة مثل مروان البرغوثي وجبريل الرجوب نفسه لعبوا لعبة السلام والتعايش ونجحوا، بواسطتها، في تشويش كثيرين وطيبين. غير أن مؤخرا غير رجال ابو مازن الاتجاه – فهم يحرضون علنا ضد اسرائيل ويعرفون أنفسهم بانهم العدو الالد لنا، مثلما صرح الرجوب لصحيفة لبنانية مؤخرا. وهكذا فان مخلوق يد "السلام" – السلطة الفلسطينية – تكشف وجهها الحقيقي وتفترس وهم السلام. ان الوحش الذي يسمى المسيرة السلمية" والذي ابتلع حتى اليوم العديد من الضحايا، بدأ يفترس ذيله.