خبر مؤثرة ..قصة هبة أبو رزق !

الساعة 07:44 ص|12 يونيو 2013

وكالات

كتب محامي الأسيرة هبة أبو رزق وصفاً لحالتها التي تدمي القلوب".......

" هبه أبو رزق كلما أراكِ وأسمعكِ ابكي وقلبي يعتصر حزننا عليكِ وها أنا اكتب عنكِ ودموعي بلا مبالغة والله العظيم تسقط على الكيبورد ... هذا ما حصل معي اليوم - حيث أنني وبحكم عملي مثلت الأسيرة المذكورة هبه التي تبلغ من العمر حوالي 27 عاما - هي أم لثلاثة أطفال صغار لا يوجد من يرعاهم إلا والدتها وشقيقيها الفقراء كما هي تعاني أيضا من فقر لا يحتمل - معتقله منذ حوالي 3 شهور -..

أنا هنا لا أريد أن أتحدث عن الجانب الوطني ولا السياسي في القضية أبدا أبدا - بل عن واقع أراه في كل جلسه أحضر فيها مع هبه - ففور دخولها قاعة المحكمة بجلبابها السكني اللون والذي ترى عليه معاناتها من قلق وأرق - تنظر إلى من حضر من عائلتها وتبدأ: كيف أولادي يا خوي؟؟ أكلو اليوم ؟.. حدا حممهم؟؟ دير بالك ياخوي عليهم، ظلك اتفقدهم في الليل، اصحى يتكشّفو وظلك غطيهم بلاش يبردوا.. بعدين ما تخليهم يلبسو بلوزات دافيه بلاش لما يغيّروها يلتفحو، .. بعدين ياخوي "حاول" اشترليهم كل اشي بدهم اياه، .. اصحى تكسر بخاطرهم - اشتريلهم أواعي جداد إذا قد...رت - أنا بدي بس أشوفهم وبعديها أموت - تقول هبه ذلك وهي لا تنفك عن فرك يديها وعن البكاء ولا تتوقف الدموع حزننا على أطفالها..

وأنا لست شاعرا أو روائيا حتى استطيع وصف الحالة - ولكن حالتها تستحق أن يؤلف عنها فلم أو مسلسل سينال مؤلفه كل الرضى الإلهي.

اليوم استطعت أن أساعد هبه والتخفيف عنها في الحكم بشكل لم تتوقعه لا هي ولا أهلها - حيث انه سيفرج عنها بعد شهر - لم تنته القصة عند هذا الحال - قبل قليل اتصلت والدتها العجوز التي تسكن في مخيم الدهيشة وظلت تشكرني وتدعو لي بالخير وتبكي من الفرحة، وكذلك شقيقيها - استمرت الوالدة بالشكر والدعاء والبكاء، .. وتضيف: أستاذ أنا بجيك لعندك مشي عشان أشكرك - هي فعلا لا تملك إلا أن تأتي مشيا على قدميها - ..

أخيرا أقول هؤلاء هم فقط الناس الصادقون، هؤلاء فقط من يتحدثون من قلوبهم، هؤلاء من يستحقون الحياة .. ولا املك إلا أن أقول ربنا يفرج عنك يا هبة من السجن وبعد السجن.

والسؤال هو هل من ينتبه إلى هؤلاء؟ أنا أتخيل أين يسكنون ماذا يفترشون وبماذا يتغطون، وما يحتويه بيتهم يمكن وضعه على كرسي واحده من كراسي سيارات فلان أو علان ..

تحياتي لك يا هبه وتحياتي لوالدتك.. تحياتي لأطفالك وقبلاتي لهم من أقدامهم وحتى أعلى رؤؤسهم، وللقصة بقية..

هذا هو حال الآلاف الذين لا يستطيعون الوصول إلى الميكروفونات أو منابر الخطابات ..

أرجو عدم التعليق أي تعليق سياسي فإنا لا أهدف من هذه القصة سوى تصريف بعض الدموع التي تنحبس في عيناي - شكرا لكم - ولأصدقائي من الكتاب والشعراء حرية إعادة صياغة هذه القصة".مشاهدة المزيد— مع ‏أخبارمخيم الدهيشة‏ و‏لؤي ابو عكر‏.