خبر الانتخابات الرئاسية الايرانية بين صوت العقل وصوت العاطفة .. مصدق بور

الساعة 06:24 ص|12 يونيو 2013

بين صوت العقل وصوت العاطفة يحتدم في اعماقي نزاع مرير بين صوت العقل وصوت العاطفة، فرغم تفكيري العميق منذ اسبوعين لم يرسو قراري عند المرشح الرئاسي الذي يجب ان ادلى بصوتي لصالحه في الصندوق الانتخابي الرئاسي ... تدفعني عاطفتي لانتخاب المرشح الاصلاحي حسن روحاني بشعاراته الواعدة بامتصاص التوتر الخارجي عبر دبلوماسية هادئة مع الغرب تحول وجهة المتغيرات الدولية لصالح ايران .. لكن عقلي يناديني لانتخاب سعيد جليلي بشعاراته التي تؤكد على مواصلة نهج التحدي مقابل القوى الحاقدة على ايران وعلى الامة .. وأجد نفسي مراوحا حائرا بين هذين الصوتين .. و أمام اصعب امتحان في حياتي . واكثر من التأمل في الشعارات والوعود الانتخابية التي يقطعها المرشحون الرئاسيون بتحقيق المزيد من فرص العمل وتحسين الاداء الاقتصادي ومحاربة الفساد واعطاء فسحة اكبر من الحرية افضل الاعتكاف في زوايا النتائج التي افرزتها تجربتان كانتا لايران تتمثلان بنمطين من التعاطي مع القوى الاستكبارية وفي طليعتها امريكا؛ الاولى في عهد الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي والاخرى في عهد الرئيس المبدئي محمود احمدي نجاد . لكن المخرج المشترك لكلا التجربتين كان يؤكد على ان رأس ايران هو المطلوب لاغير . خلال التجربة الخاتمية استجابت ايران لطلب الغرب بوقف التخصيب لمدة ستة اشهر كاختبار لحسن النوايا وتعزيز الثقة لكن فترة الاشهر الستة امتدت الى اكثر من عامين وبعدها ابلغوا ايران ان ليس من حقها ان تمتلك حتى جهاز طرد مركزي واحد وفي التجربة النجادية لم تستجب ايران لطلب الغرب وقررت الا تلدغ من جحر واحد مرتين واستمرت بالتخصيب وفق منهج فاضح لسياسات الغرب واستطاعات ان ترفع نسب التخصيب الى اعلى سطوح ومستويات احتياجاتها في تامين الوقود لتشغيل مفاعلاتها النووية وحشرت امريكا والغرب في زوايا ضيقة رغم انها هي ايضا دفعت ثمن هذا التحدي بتذمر شعبي وتدهور اقتصادي . في التجربة الخاتمية عاشت ايران وضعا داخليا مضطربا ووضعا اقليميا ودوليا شبه هادئ .. وفي التجربة النجادية ساد وضع داخلي هادئ ما عدا الاشهر الاولى من الفترة الرئاسية التي شابتها توترات على خلفية الاعلان عن نتائج الانتخابات ورفض التيار المقابل قبول النتيجة .. كما ساد في عهد احمدي نجاد وضع خارجي مضطرب للغاية شابته احالة الملف النووي على مجلس الامن واصدار عدة قرارات وعقوبات اقتصادية دولية واحادية ضد ايران وما الى ذلك من تداعيات تركت سحبا قاتمة على الاقتصاد الايراني . بصراحة ما يشغل بالي الان وفي هذا الظرف الانتخابي الدقيق : ليس من الذي سيكون الرئيس المقبل لايران وانما : ماهو مصير النفوذ الامريكي في المنطقة بكل مخلفاته من انظمة دكتاتورية هشة متصلة بعجلته وهي تترنح اليوم امام اعصار الحراك الشعبي الذي تسعى الدوائر الغربية لحرف مساره وافشاله من خلال الاستعانة باساليب وادوات خاصة لست بعيدا عن فهم طبيعة القرار الايراني والاوراق التي تلعبها ايران لتقويض النفوذ الامريكي في المنطقة واقتلاع جذور اسرائيل . وارى بعد خروج سوريا بسلام من تحت انقاض المؤامرة التي سقطت عليها ان الارضية باتت ممهدة لان تدخل ايران في نزال مصيري وحاسم من نوع جديد مع امريكا واسرائيل . فمن دون شك ان تخلص سوريا من المحنة الحالية وفتح جبهة الجولان قريبا سوف يكون مكلفا لامريكا ولاسرائيل وللانظمة الرجعية في منطقتنا العربية وسوف تقف جميع شعوب المنطقة الى جانب جبهة المقاومة في هذا النزال المصيري لتحرير المنطقة من النفوذ الاستعماري المهيمن عليها على شاكلة حكومات وملوك طوائف وحكام ووعاظ سلاطيين وعلى شاكلة القواعد العسكرية وسيؤدي ذلك الى ربيع اسلامي حقيقي او ما تسميها ايران بالصحوة الاسلامية . الواقع يحز في نفسي من منطلق صوت العقل ان ادلى بصوتي لمرشح يريد التهدئة مع الغرب الجبان ليلتقط الاخير انفاسه ويستفحل امام شعوب المنطقة ويواصل مصادرة ثورات شبابها . اما صوت العاطفة فتدفعني لان لا ارد يد مرشح كريم هو ايضا ابن بار للثورة ومن المقربين للامام الراحل ويريد الاصلاح في امة الخميني رغم انني ارى ضرورة في الاصلاح لكن على ما اعتقد يجب ان يبدأ هذا الاصلاح من خارج ايران وتحديدا من خلال تجفيف ينابيع الازمات التي تعصف بكل دول وشعوب المنطقة واقصد تلك القوى التي جاءت باساطيلها من وراء المحيطات لنهب ثرواتنا والابقاء على شعوبنا متخلفة . هل توافقني الرأي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‏