تقرير 'حماس' و'فتح' تتبادلان الاتهامات بشأن المصالحة « المتعثرة »

الساعة 05:44 م|10 يونيو 2013

وكالات

أكد القيادي في حركة (فتح) وعضو هيئتها القيادية بغزة يحيى رباح على ما جاء في تصريحات القيادي في (حماس) خليل الحيّة حول تعثر اتفاقات المصالحة الأخيرة، وأنها لا زالت تراوح مكانها دون أدنى تقدم يذكر على جميع الملفات العالقة.

 لكن القيادي رباح اختلف مع القيادي "الحية" في أسباب تعطل وفشل لقاءات المصالحة حيث اتهم (حماس) بافتعال الأزمات والعراقيل في جولات ولقاءات المصالحة في القاهرة، خاصة الأخيرة، عازياً سبب إفشال (حماس) للقاءات المصالحة لتعويلها على صعود وازدياد نفوذ الإسلام السياسي بالمنطقة "بشكل أكبر"، مما يعود بالنفع على مصالحها، ويجعلها تفرض وقائع جديدة على صعيد ملف المصالحة، وإملاءها شروط على الطرف الآخر وهو' فتح' وإخضاعها لسياسة "الأمر الواقع"، حسب قوله.

 وكان خليل الحيّة القيادي في 'حماس'، شدد في تصريحات صحفية على أنّ "ملف المصالحة الوطنية يراوح مكانه، وأن أي حراك نتحدث عنه هو حراك في اللقاءات دون أشياء حقيقية على الأرض"، مجدداً اتهام حركته لرئيس السلطة محمود عباس بالتسبّب في تعثر المصالحة.

وقال رباح في تصريحات لـ"وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" "حركة 'حماس' تتذرع وتنتهج سياسة غير واقعية بجولات المصالحة وكثيراً ما تعود بما أقرته ووقعت عليه واتفقت فيه، وفشل اللقاءات الأخيرة سببه كان أن 'حماس' تريد إخضاع الجميع لشروطها، فتريد تطبيق بنود المصالحة دفعة واحدة ورزمة واحدة، لكن ذلك الطرح من حركة 'حماس' غير واقعي بالنسبة لفتح، وللأوضاع التي تعيشها المنطقة".

وكانت حركة حماس أكدت مؤخراً على ضرورة السير بإنجاز ملفات المصالحة الخمسة (تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ومنظمة التحرير والحريات العامة والمصالحة المجتمعية) كرزمة واحدة بالتوازي، وفق ما تم الاتفاق عليه.

وأضاف :"في لقاءات المصالحة كثيراً ما تفاجئنا حماس بإرجاء مواقيت جلسات الحوار لأسباب تافهة ولا تحمل قيمة، وهو ما شكل عقيدة عند حركة 'فتح' أن 'حماس' لا تريد المصالحة، فقط تريد المناورة وتحقيق مصالح ذاتية من وراء جولات الحوار".

وصرح رباح أن قيادات من حركة 'حماس' كانت قد طلبت تأجيل تشكيل حكومة التوافق الوطني قبل تشكيل حكومة الحمدلله الجديدة برام الله.

وكانت حركة "فتح" قالت على لسان الناطق باسمها فايز أبو عطية إن تأجيل تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية تم بطلب من حركة 'حماس'، حيث تم على إثر ذلك تشكيل حكومة برئاسة رامي الحمد الله.

لكن حركة حماس وعلى لسان عضو مكتبها السياسي عزّت الرّشق نفت تلك التصريحات وقالت لصحيفة "السبيل" :"ليس صحيحاً ما يقوله الإخوة في حركة فتح بأنَّ تأجيل حكومة التوافق تمَّ بطلب من حركة حماس".

وفي معرض رده حول ما وصفه باتهام الحية لعباس بتعطيل المصالحة واستجابته لقرار وفيتو أمريكي وتعويله على حدوث اختراق بالمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية ضمن جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قال رباح:"فتح التي قارعت وانتصرت على جيمع الجبهات، ليست أداة "أمريكية"، ولن تكون كذلك وقرارها 'حرْ' نابع من إرادة شعبها، ولتجربنا حماس وتضعنا موضع التنفيذ، ولكنها لن تستطيع ذلك لأنها مصرة على الانقسام". 

وأضاف :"لو كانت فتح والسلطة الفلسطينية أداة أمريكية لمَ رفضت العودة إلى طاولة المفاوضات، وأعلنتها في قلب واشنطن أنه لا عودة لطاولة المفاوضات حتى تحقيق شروط مستحقة، ومنها وقف الاستيطان بالضفة المحتلة".

وشدد القيادي أن السلطة وفتح مصرة على شروطها التي أوقفت من أجلها جميع عمليات التفاوض مع الجانب الإسرائيلي.

ويعتقد القيادي رباح أن "السبب الحقيقي وراء تعطل لقاءات المصالحة واستمرار الانقسام أن تياراً قوي داخل 'حماس' لا يرغب في تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام لأسباب ومصالحة حزبية بحتة، ويبحث عن استحداث مرجعية فلسطينية خارج مؤسسات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير".

وأكد القيادي الحية عدم علمه بأي مواعيد للقاءات جديدة بين الحركتين في القاهرة.

وطالب الحية رئيسَ السلطة بـ"الكف عن الجري وراء المفاوضات المزعومة ومصارحة الشعب الفلسطيني بأنها لم تجن شيئاً إلا خسارة الأرض والوطن، وأنها لم تخرج المعتقلين، ولم توقف الاستيطان، بل زادت وتيرة التهام الأراضي الفلسطينية".