خبر بلاد حوتوبيلي-معاريف

الساعة 05:57 ص|10 يونيو 2013

بقلم: روبيك روزنتال

        (المضمون: النائبة من الليكود، بالضبط مثل غولدا وشمير في حينهما، لا تفهم بان السلام هو الاحتمال الحقيقي الوحيد لنا في أن نبقى هنا - المصدر).

        العرس المغطى اعلاميا للنائبة تسيبي حوتوبيلي مر بنجاح. تسيبي هي وردة في حديقة المعسكر الوطني. ابتسامتها تسحر القلوب. مبروك يا تسيبي. يوم الجمعة جلست تسيبي في القناة 10 لدى شاي شتيرن، حفيد زعيم "ليحي" وقالت على النحو التالي: السلام لن يكون هنا. السلام "غير واقعي"، قالت. بل وقالت تسيبي ايضا: "انظروا كيف أن فكرة جميلة بهذا القدر (السلام) ألحقت شرورا كثيرة جدا وعلى الفور تذكرت امرأة اخرى، ليست مثل تسيبي، ولكن النص هو ذات النص. فالسلام، كما قالت غولدا مائير في صيغ مختلفة ولكن بذات النبرة المعتدة، السلام لن يكون هنا. يجب أن نكون واقعيين. فالسلام اذا ما جاء فانه سيجلب علينا شرورا كبيرة. كما روت لنا على طريقتها الودية بان "لا يوجد شعب فلسطيني"، ومعها استلقينا هادئين وسعداء على اكاليل ورد حرب الايام الستة، التي حققنا فيها ما تدعوه تسيبي السبب لوجودنا هنا: "هذه البلاد لنا". نقطة. إذ ان غولدا وتسيبي على حد سواء تحبان الجمل القصيرة، بلا لكن وبلا خسارة. توجد حقيقة. والحقيقة بسيطة جدا. لن يكون السلام. لا يوجد شعب فلسطيني. هذه البلاد لنا.

        غير أنه بين تسيبي وبين غولدا حصلت عدة امور. اندلعت حرب هددت بتخريب البيت الثالث، ساهمت غولدا وديان وأشباههما في الجيش في اندلاعها ورعبها. وبعدها جاء السلام مع مصر (المتعذر وغير الواقعي) ليقلب رأسا على عقب ميزان القوى في المنطقة ويوفر الاف الضحايا الاخرين. وبعد ذلك بدأنا نخرج الى الحروب ولم ننتصر ولم نخسر في أي منها. فقط لعقنا الجراح وحفرنا المزيد فالمزيد من القبور العسكرية. ولماذا لم ننتصر؟ إذ خلافا لادعاء تسيبي القاطع، فما ليس واقعيا ليس السلام. ما ليس واقعيا هو الحرب. وبعد ذلك جاء اسحق شمير، زميل  جد شاي شتيرن في التنظيم السري، ومرة اخرى سمعنا ذات النغمات: البحر هو ذات البحر والعرب هم ذات العرب، السلام لن يكون، والفلسطينيون يوك. وفي عهده جاءت علينا الانتفاضة الاولى، التي ثبتت مكانة الفلسطينيين في العالم وبدأت تقوض مكانة اسرائيل في العالم. وعندها جاء، على حد طريقة تسيبي، الشر الاكبر: عهد اوسلو. فاي شرور فظيعة جلبتها علينا اوسلو – هدوء في الجبهة السياسية مع دول عربية مؤثرة والسلام مع الاردن. السلام غير الواقعي. فقد أخرجتنا من مدن الضفة، من حكم مدني اكراهي على الطرفين. ولكنها لم تجلب السلام مع الفلسطينيين. فالخطوة لم تكتمل.

        لماذا لم تكتمل؟ اسباب عديدة. لقد قتل رابين في منتصف طريقه، وعرفات ظهر كمخادع، ايران غرست اسنانها في المنطقة ولكن حصل شيء آخر ايضا. روح غولدا وشمير عادت لتقود السياسة الاسرائيلية. وهذه الروح هي ايضا روح حوتوبيلي. السلام خطير. خطوة اخرى اضافية، يا تسيبي. دولتان للشعبين. الاحتمال الواقعي الوحيد لان تواصل هذه البلاد في أن تكون لنا ولا تغرق في نهر من الدماء، مثلما غرق في بلاد صهيون، هذه القطعة الالهية الصغيرة، البيت الاول والبيت الثاني.