خبر وثيقة تكشف: البناء في المستوطنات خلال 2013 الأعلى منذ 7 سنوات

الساعة 05:49 ص|10 يونيو 2013

القدس المحتلة

أكدت حركة "السلام الآن" الاسرائيلية، أنه وفقاً للبيانات الصادرة مؤخراً، عن مكتب الإحصاء المركزي الاسرائيلي، فإن الشروع بأعمال البناء بالمستوطنات في الضفة الغربية ارتفع خلال الربع الأول من عام 2013.

وقالت الحركة في بيان لها، أنه على الرغم من ما يسمى بـ "تجميد الاستيطان"، فإن عملية البناء في المستوطنات استمرت دون انقطاع.

وبين كانون ثاني 2013 واذار 2013 بدأ العمل على 865 وحدة سكنية جديدة. وهذا يشكل ثلاثة أضعاف ما تم البدء فيه خلال نفس الربع من العام الماضي (من كانون ثاني إلى اذار 2012). وإذا ما قورنت مع الربع الأخير من العام الماضي (من تشرين اول إلى كانون اول 2012)، فإن هناك زيادة مذهلة بنسبة 355٪ .

وأشارت "السلام الآن" إلى أن بداية اعمال البناء في نفس الفترة انخفضت داخل إسرائيل بنسبة 8.9٪ رغم دعوات الرأي العام في اسرائيل والغضب الشعبي بشأن زيادة المصاعب الاقتصادية وتكلفة السكن، في حين المباشرة بأعمال البناء في الضفة الغربية ارتفعت بنسبة 176٪.

وقالت ان البيانات الصادرة أن مركز الاحصاء لا توفر توزيعا للمعلومات حسب الموقع الذي يتم فيه البناء ، وبالتالي فإنه من غير الواضح بالضبط كم عدد الوحدات السكنية التي اقيمت في كل موقع. ومع ذلك، فإن بيانات مكتب الاحصاء الاسرائيلي ، تؤكد ان الكثير من هذه الوحدات السكنية تقع في مستوطنة "موديعين عيليت" (241 وحدة) ومستوطنة "بيتار عيليت " (265 وحدة). علما ان اعمال البناء تجري في العديد من المستوطنات شرق وغرب الجدار الفاصل.

معطيات ليست جديدة

خبير الاستيطان خليل التفكجي يقول أن هذه المعطيات ليست بالجديدة فنسبة الاستيطان تضاعفت خلال السنوات الأخيرة، و كل سنه تتضاعف بنسبة أكثر من سابقتها، في إطار خطة الحسم الإسرائيلية.

وتابع التفكجي في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "هذه الأرقام هي تأكيد على أن الجانب الإسرائيلي يفعل أكثر مما يقول فيما يتعلق بالاستيطان، وأن ما يقوله شئ و أن ما يفعله شيئا أخر على الواقع، وخاصة أن لديه ورقة الضمان الأمريكية، أي أن الحقائق على الأرض تؤخذ بعين الاعتبار وعلى هذا المنهج الذي يقوم على توسيع المستوطنات القائمة و إقامة المستوطنات الجديدة".

وأشار التفكجي إلى الإعلان يوميا عن وحدات استيطانية جديدة و خاصة فيما يتعلق بتسمين المستوطنات الموجودة أصلا فقبل يومين عن توسيع مستوطنة "بروخيم" الواقعة على اراضي المواطنين شمال الضفة الغربية، بتوسيعها ببناء 550 وحدة استيطانية جديدة.

كل هذا المخطط يهدف كما يقول التفكجي للوصول إلى رفع عدد المستوطنين إلى مليون مستوطن في الضفة الغربية، أما فيما يقال بقضية تجميد الإسيتطان و غير ذلك، فهي استغلال لفترة المصادقة على كل المشاريع الاستيطانية

وتابع:" أن الجانب الإسرائيلي يعمل على خلق دولة مستوطنات في الضفة الغربية ضمن رؤيته وترسيم حدود للضفة الغربية ضمن رؤيته أيضا، أمام فيما يتعلق بعملية السلام و مشاريع الأمريكية الأخيرة ضمن خطة كيري يتم استغلالها لتنفيذ هذه الخطة.

وبالمقابل، يزداد الأمر سوءا في ظل عدم وجود استراتيجية فلسطينية واضحة لمواجهة هذه الخطط، كما يقول التفكجي.

نمو سريع

وبالرجوع للوثيقة فـ "السلام الآن" تقول أنه دون تجميد كامل للاستيطان، فإن البناء في المستوطنات يستمر بالنمو بشكل سريع، وان أي حكومة ملتزمة بالسلام عليها ان لا تسمح في بناء المستوطنات التي تضر حتما على فرص السلام.

وتوفر هذه النتائج دليلا إضافيا على استمرار سياسة الحكومة لتحديد أولويات التوسع الاستيطاني، وتضع المصالح العليا للمستوطنين على حساب غالبية المواطنين الإسرائيليين. وان عدد السكان المستوطنين يشكل 4٪ من السكان، ومع ذلك يحصلون على زيادة بنسبة 176٪ في المباشرة بأعمال البناء، في حين يحصل 96٪ من المواطنين الإسرائيليين على تخفيض بنسبة 8.9٪ في بدايات البناء.

المطلوب استيراتيجية  للمواجهة

هذا ودعا عدد من القادة الفلسطينيين إلى وضع استيراتيجة لمواجهة السياسات الفاشية "الإسرائيلية" ضد مدينة القدس المحتلة وأهلها، مؤكدين في الوقت ذاته على ضرورة أن يكون موقف عربي إسلامي داعم لطرد الغزاة وتحرير فلسطين من الاحتلال.

عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، أكد على أن الاحتلال "الإسرائيلي" يسارع الزمن في فرض الوقائع على الأرض في مدينة القدس من خلال الاستيطان المحموم والمتواصل ومن خلال عملية التهويد التي تجري في المدينة.

وأوضح أن هذه السياسة العدوانية "الإسرائيلية" الفاشية ما هي إلا عملية تطهير عرقي تمارس ضد مدينة القدس وأهلها وتتطلب استيراتيجة مواجهة ضد الاحتلال، واستيراتيجية تقوم على الاشتباك مع الاحتلال في كل المواقع والميادين.

وفي نفس السياق، أوضح الشيخ خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن العدو الصهيوني متواصل في عدوانه على القدس في فرض وقائع مشروعه، وأن المهم في هذه المرحلة أن يكون موقف عربي وإسلامي داعم، وان نعمل جميعاً ونضع استيراتيجة لتحرير فلسطين وطرد الغزاة على أعقابهم حتى ترجع فلسطين لحضنها الدافئ العربي والإسلامي.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن سياسة الاستيطان التي ينتهجها نتنياهو في هذا العام 2013 هي رسالة لم يحاول التفاوض مع الاحتلال. مؤكداً ان الاستيطان نهج وعقيدة لدى الاحتلال وعلينا أن نصطف لمواجهته.