خبر تفاصيل كشف أكبر عملية تجسس سرية في أمريكا

الساعة 05:41 ص|10 يونيو 2013

القدس المحتلة

قال موظف سابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية يعمل كمتعاقد في وكالة الأمن القومي الأمريكي، إنه هو المصدر الذي سرب تفاصيل برنامج تجسس أمريكي سري للغاية، وأنه عمل ذلك بدافع من ضميره لحماية "الحريات الأساسية للناس في شتى أنحاء العالم".

وقال إدوارد سنودين (29 عاما)، الذي يقيم في غرفة بفندق في هونغ كونغ، إنه فكر طويلا قبل نشر تفاصيل برنامج لوكالة الأمن القومي الأمريكي المسمى "بريزم"، قائلا إنه فعل ذلك لأنه شعر أن الولايات المتحدة تبني آلة تجسس سرية لا يمكن محاسبتها تتجس عل جميع الأمريكيين.

وقال سنودين وهو موظفي فني سابق في وكالة المخابرات الأمريكية إنه كان يعمل في وكالة الأمن القومي الأمريكي كموظف من شركة بوزالن المتعاقدة مع الوكالة. وقال إنه قرر تسريب المعلومات بعد أن أصبح يشعر باستياء من الرئيس باراك اوباما الذي قال إنه واصل سياسات سلفه جورج بوش.

وقال سنودين لصحيفة "جارديان" التي بثت مقابلة مصورة معه على موقعها على الانترنت "لا أريد أن أعيش في مجتمع يفعل أمورا من هذا النوع.. لا أريد أن أعيش في عالم يسجل فيه كل ما أفعله أو أقوله. هذا شيء لست مستعدا لأن أدعمه أو أعيش في ظله".

وقالت كل من "جارديان" و"واشنطن بوست" الأسبوع الماضي إن أجهزة الأمن الأمريكية قامت بمراقبة بيانات عن اتصالات هاتفية من "فيرزون"، وبيانات من الإنترنت من شركات كبيرة مثل "جوجل" و"فيسبوك".

وقال سنودين في تفسيره لما قام به إن "وكالة الأمن القومي الأمريكي بنت بنية أساسية تسمح لها بمراقبة كل شيء تقريبا.. وبهذه المقدرة فإن أغلبية كبيرة من الاتصالات البشرية يتم استيعابها دون استهداف. وإذا كنت أريد أن أرى بريدك الإلكتروني أو هاتف زوجتك فكل ما يتعين علي أن أفعله هو استخدام وسائل الالتقاط. بإمكاني الحصول على بريدك الإلكتروني وكلمات السر الخاصة بك وتليفوناتك وتسجيلاتك وبطاقات الائتمان الخاصة بك".

وقالت جارديان إن سنودين كان يعمل في وكالة الأمن القومي منذ أربع سنوات كمتعاقد لشركات خارجية.

وأضافت الصحيفة أنه قبل ثلاثة أسابيع صور سنودين نسخا من الوثائق السرية في مكتب وكالة الأمن القومي الأمريكي في هاواي، وأبلغ رؤساءه أنه بحاجة لإجازة "أسبوعين" للعلاج من الصرع. وفي 20 أيار/مايو طار إلى هونغ كونغ.

وامتنعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبيت الأبيض عن التعليق، في حين لم يعلق متحدث باسم مدير المخابرات الوطنية بشكل مباشر على سنودين نفسه، ولكنه قال إن أوساط المخابرات تقيم الأضرار التي تسببت فيها عمليات التسريب التي حدثت في الآونة الأخيرة.

وقال المتحدث إن "أي شخص معه تصريح أمني يعرف أن عليه أو عليها التزاما بحماية المعلومات السرية والتزاما بالقانون".

وطلبت وكالة الأمن القومي الأمريكي إجراء تحقيق جنائي في المعلومات المسربة. وقالت وزارة العدل الأمريكية يوم الأحد إنها في المراحل الأولى من تحقيق جنائي بعد عمليات التسريب تلك.

وقالت شركة "بوزالن" الأمريكية للاستشارات التكنولوجية إن التقارير المتعلقة بالمعلومات المسربة "مروعة وإذا كانت صحيحة فإن هذا العمل يمثل خرقا خطيرا لسياسة الشركة".

وقالت إن الشركة وظفت سنودين منذ أقل من ثلاثة أشهر، وأنها ستتعاون مع أي تحقيق في هذا الأمر.

وامتنع متحدث باسم شركة "ديل" عن التعليق على تقارير قالت إن سنودين كان يعمل في الشركة. وفي عام 2009 تملكت "ديل" شركة "بيروت سيستمز" وهي شركة متعاقدة مع الحكومة الأمريكية كانت تعمل لحساب وكالات المخابرات الأمريكية.

ويكشف قرار سنودين بالكشف عن شخصيته ومكانه عن أكبر عملية تسريب أمني في تاريخ الولايات المتحدة ويصعد رواية تسلط ضوءا ساطعا على استخدام أوباما المكثف للمراقبة السرية.

واثار الكشف عن تلك البرامج السرية نقاشات واسعة النطاق داخل الولايات المتحدة وخارجها عن المدى الكبير الذي تصل اليه وكالة الأمن القومي التي وسعت عملياتها للمراقبة بشكل مثير منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول 2011.

وقال سنودين الذي قال انه ترك صديقته في هاواي دون إبلاغها إلى أين هو ذاهب، وإنه يعرف المجازفة التي يقوم بها، ولكنه يعتقد أن حجم العلانية التي حظي بها ما قام بالكشف عنه خلال الأيام القليلة الماضية يستحق ذلك.

وقال "خوفي الأساسي من أن يلاحقوا عائلتي وأصدقائي وصديقتي . وأي شخص لي علاقة به". وأضاف "علي أن أتكيف مع هذا الأمر بقية حياتي. لن أستطيع الاتصال بأحد منهم. إنها (السلطات) ستتصرف بعدوانية مع أي شخص كان يعرفني. هذا ما يؤرقني".

وتحدث سنودين عن استعداده للتخلي عن حياة رغدة في هاواي حيث كان دخله يبلغ نحو 200 الف دولار سنويا. وقال "إنني مستعد للتضحية بكل هذا لأنني لا أستطيع أن أشعر براحة ضمير مع السماح للحكومة الأمريكية بتدمير الحياة الشخصية وحريات الإنترنت والحريات الأساسية للناس في كل أنحاء العالم بآلة الرقابة الضخمة تلك التي يقومون ببنائها سرا".

وقال في نهاية المقابلة إنه يأمل في نهاية الأمر أن تمنحه آيسلندا التي تثمن حرية الانترنت حق اللجوء.