خبر الخرطوم تلغي اتفاقات أمنية واقتصادية مع جوبا

الساعة 04:09 م|09 يونيو 2013

وكالات

ألغت السلطات السودانية اليوم الأحد الاتفاقات الأمنية والاقتصادية مع جنوب السودان التي كانت أبرمت هذا العام بهدف خفض التوتر إثر مناوشات على الحدود بين الجانبين. في الأثناء اجتمعت حكومة الجنوب لمناقشة قرار الخرطوم وقف تصدير نفطها عبر أراضيها.

وأعلن وزير الاعلام السوداني أحمد بلال عثمان في مؤتمر صحفي في الخرطوم "سنوقف العمل بكل الاتفاقيات التسع وليس فقط اتفاق النفط".

لكن الوزير قال إن السودان سيسمح بتصدير أولى شحنات نفط الجنوب التي وصلت بالفعل ميناء بورتسودان لكنه سيأخذ نصيبه منها. 

وباعت شركة (سي أن بي سي) الصينية الحكومية الأسبوع الماضي 1.2 مليون برميل من النفط القادم من حقول جنوب السودان عبر خط أنابيب سوداني إلى ميناء بورتسودان في شرق البلاد.

وقال الوزير في مؤتمره الصحفي إن السودان لن يصادر هذا النفط، لأنه ليس ملكا لجنوب السودان فقط وإنما لشركات نفطية أيضا لذا سيصدر وسيحصل السودان على نصيبه.

ومن حق السودان تحصيل رسوم مقابل استخدام خطوط أنابيبه ومنشآته لتصدير النفط من جنوب السودان الذي لا يملك أي منافذ بحرية.

ويأتي إعلان وزير الإعلام اليوم بعد أن أمر الرئيس السوداني عمر البشير أمس بوقف تصدير نفط جنوب السودان عبر الموانئ السودانية اعتبارا من اليوم الأحد، وذلك بسبب اتهام الخرطوم لجوبا بتقديم الدعم العسكري للجبهة الثورية المتمردة في جنوب كردفان والنيل الازرق.

وقال البشير أمام حشد من المواطنين في منطقة قرّي شمال شرق العاصمة الخرطوم، إن السودان منح الجنوبيين مهلة أسبوعين "لوقف ما يفعلونه، لكنهم لم يلتزموا" في إشارة إلى ما تعده الخرطوم دعم جوبا لمتمردي الجبهة الثورية.

وأضاف "كنا نريد أن نكون جيرانا وأن نعيش معهم في أمان وأعطيناهم دولة كاملة، لكنهم اختاروا عض اليد التي امتدت لهم بالخير".

ودعا البشير وزارة الطاقة إلى توجيه الأوامر إلى الشركات بقفل الأنبوب الناقل للنفط الجنوبي، مضيفا "عليهم بعد ذلك أن يذهبوا به عبر كينيا أو جيبوتي إذا شاؤوا، ولكن أن يمر النفط عبر السودان ليشتروا به أسلحة للخونة والعملاء، فهذا لن يحدث أبدا".

 

جوبا تنتقد


وردت جوبا بدورها على لسان وزير الإعلام برنابا بنجامين الذي وصف قرار الرئيس السوداني وقف تصير النفط عبر الأراضي السودانية بأنه غير حكيم.

وقال "لم يتم إبلاغنا بشيء عن ذلك حتى الآن. كنا قد اتفقنا على استئناف ضخ النفط"، في إشارة إلى أن الخرطوم لم تصدر أي إشعار بوقف تدفق النفط.

وحذر بنجامين من أن القرار سيسبب كارثة بيئية ستمتد آثارها إلى دول الجوار، على حد وصفه. وقال إن "السودانيين لهم مشاكلهم الداخلية وهم يحاولون تحويل جنوب السودان إلى كبش فداء".

كما جدد نفي بلاده دعم المتمردين الذين يسعون للإطاحة بالبشير، وأضاف أن أي خلافات بين الجارتين يجب حلها عن طريق الاتحاد الأفريقي الذي توسط باتفاق جرى التوصل إليه في مارس/آذار، وأفسح المجال أمام استئناف صادرات النفط. 

وكان السودان وجنوب السودان توصلا في مارس/آذار الماضي بعد أشهر من المناوشات والمواجهات المتقطعة، إلى جدول مفصل لتطبيع العلاقات وإقامة منطقة عازلة إضافة إلى توقيع ثمانية اتفاقات أخرى.

وأجازت هذه الاتفاقات تدفقا حرا للسلع والمسافرين عبر الحدود المتنازع عليها وعودة تدفق نفط الجنوب الذي أوقفت جوبا ضخه العام الماضي متهمة الخرطوم بالاستيلاء عليه بغير حق.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي توصل الجانبان إلى تسع اتفاقيات غير أنها بقيت حبرا على ورق، إذ طالبت سلطات السودان نظيراتها في جوبا بضمان عدم الاستمرار في دعم المتمردين ضد الخرطوم.

وفي مارس/آذار الماضي توصل البلدان إلى جدول زمني لتنفيذ الاتفاقات. وبعد شهر من ذلك زار البشير جوبا كمؤشر لتحسن العلاقات.

وكانت تلك أول زيارة له لجنوب السودان منذ استقلاله في يوليو/تموز 2011 بموجب اتفاقية سلام أنهت حربا أهلية دامية طويلة.

 

اجتماعات ومناقشة


في الجهة المقابلة، قال مراسل الجزيرة نت بجوبا مثيانق شريلو إن مجلس الوزراء في جنوب السودان عقد اجتماعا اليوم الأحد في جوبا برئاسة الرئيس سلفاكير ميرديت لمناقشة قرار السودان وقف تصدير النفط عبر أراضيه. كما أعلن مسؤول بشركة نفط بجنوب السودان أن الخرطوم أخطرت الجنوب بإغلاق خط أنابيب النفط.

وأوضح المراسل أن حكومة جوبا أعلنت أنها ستواصل الاجتماعات في الشأن نفسه وأن هناك مؤتمرا صحفيا سيعقده سلفا كير غدا الاثنين بشأن هذا القرار الذي وصفته جوبا بغير الحكيم.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه مسؤول كبير بشركة نفط في جنوب السودان اليوم الأحد أن السودان أخطر دولة الجنوب بإغلاق خط أنابيب النفط الذي يستخدم في تصدير الخام من حقول الجنوب.

وقال جون سيماسونا رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبترو ساوث سودان في تصريحات لرويترز "أخطرونا بأن خط الأنابيب مغلق الآن. نحن ننتج منذ شهر تقريبا والنفط وصل الميناء السوداني بالفعل".

 المصدر: الجزيرة نت