بأيدي لاجئين فلسطينيين من سوريا ..

بالصور بالصور: بعد النابلسية.. معجنات تراثية سورية في غزة

الساعة 10:28 ص|08 يونيو 2013

غزة - (خاص)

"حجارة تكتسي اللون البني الداكن .. ترتفع عن الأرض ما يقرب المتر .. وكأنها "سور" حديقة مزدهرة .. بداخلها ثلاثة غرف إحداها مطبخ .. والأخرى مصنع معد بأجهزة قديمة تعود إلى التراث القديم الذي يحمل ذكريات الأجداد الجميلة.. هو عبارة عن فرن الطينة الذي أستُعمل قديماً للخبز .. والمثير في هذا الفرن أنه يُعد معجنات بطعمها الأصيل الغير مهجن.

وما يثير انتباهك أثناء تجوالك في هذا المحل .. هو اللهجة التي يستخدمها العاملين فهي ليست فلسطينية بل هي قادمة من الشام من دمشق عاصمة سوريا صاحبة الأناقة والجمال .. إذا لم تعد بحاجة إلى السفر إلى سوريا لتتذوق أكلاتها الشعبية التراثية فها هي الآن موجودة في غزة ومتى شئت تجدها.

فمنذ أن اندلعت الأحداث في سوريا وخاصة في مخيم اليرموك الذي يقطنه اللاجئين الفلسطينيين عقد أبو عماد شنار العزم هو وعائلات فلسطينية أخرى للعودة إلى أرض الوطن وجلب معه عدد أخر من السورين الذي يعشقون السفريات ..

وبعد مكوثه لأكثر من شهر في غزة قرر أبو عماد وشريكه السوري "مهند" أن يفتتحا محل للاسترزاق لعائلته المكونة من 6 أفراد .. ولكنه رفض العودة إلى عمله الأصلي الذي كان يمارسه في سوريا وهو "المقاولات" التي هي بحاجة إلى رأس مال كبير وكادر بشري قادر على ممارسة العمل ووقت كبير .. لذلك قرر أن يفتح محل للمعجنات السورية التراثية القديمة.

أبو عماد البالغ من العمر ما يقرب من الـ50 عاماً هاجر من مدينة الأصلية نابلس عام الـ48 إلى سوريا وبعد الأحداث السورية عاد مهاجراً منها إلى قطاع غزة أملاً في العودة إلى بلدته نابلس، له من الأبناء 6 ونجله الأكبر يدرس الهندسة في الجامعة الإسلامية بغزة، وأطفاله الآخرين يساعدوه.

مراسل فلسطين اليوم الإخبارية التقى أبو عماد حيث قال :"كنت عايش في مخيم اليرموك وأمارس مهنة المقاولات وبعد الأحداث هاجرت أنا وشريكي إلى جمهورية مصر ولكن بعد وقت قررت العودة إلى غزة حيث رائحة بلدي الأصلية".

وتابع قوله :"لم أكن أعلم أنني سأفتتح محل للمعجنات ولكن الفكرة جاءت عندما كنت أتناول المأكولات الغزاوية فوجدتها ليست تراثية كما هي في سوريا فقررت أن أفتتح المحل ليحمل شعار "الدمشقي" وهي معجنات تراثية تختلف عن معجنات غزة بالطعم وطبيعة العجينة حيث العجينة تسمى في سورية "رقايق" وليست سميكة كالتي تذوقتها في غزة.

وأضاف ما يميز هذا المحل أيضاً أن المأكولات تتميز "بالتتبيلة" فأنا أضع تتبيلة سورية ليست موجودة في غزة، مشيراً إلى أن عدد من تجار غزة ساعدونا في جلبها بالإضافة إلى أن عدد من الغزيين يعملون معنا، قائلاً :"أهل غزة طيبين ومحترمين وما في زيهم".

وعن المظهر الخارجي قال :هو صورة مصغرة للتراث الدمشقي الجميل القديم حيث أنها تناسب المأكولات التراثية".

"ما هذه معجوئة جبنة صفيحة" بهذه الكلمات انتقل أبو عماد للحديث مع أحد الزبائن نظراً للضغط الكبير على طلب المعجنات الدمشقية فلم يستطيع مراسلنا أن يكمل حديثه مع أبو عماد الذي يتحدث مع الزبائن ويطلب منهم الانتظار لساعة واحدة على الأقل لإنهاء طلبه نظراً للطلبات الكثيرة.

وفجأة يخرج أبو عماد حاملاً معه "شاف" مليء باللبن يسكب لزبائنه الذين ينتظرون دون أن يأخذ منهم أجر .. حيث قال :"هذا من عمل أيدينا وله طعم رائع وأنا أسكب للزبائن التي تنتظر حتى لا تمل من الانتظار.

عماد شنار قال لمراسلنا :"كنت أدرس في جامعة دمشق هندسة وبعد الأحداث غادرنا سوريا وعدنا إلى غزة والآن ادرس بالجامعة الإسلامية، مؤكداً أنه ليس مرتاح بها بسبب الأوضاع النفسية التي يعاني منها.

أما العامل الغزاوي زكي أبو وطفة قال لمراسلنا :"أنا خريج كلية التمريض في جامعة الأزهر بغزة من سنة 2011 بمعدل 85% ، وحصلت على شهادة مزاولة المهنة ودخلت امتحان التوظيف ونجحت بنسبة 86% بالامتحان النظري وفي المقابلة كان الامتحان صعب وطويل والحمد لله نجحت ولكن لم يأتي دوري فقد اكتفت الوزارة بـ70 ممرض.

وأكد أبو وطفة أنه يعمل مع أبو عماد حيث يقوم :"بالعجنة وبتقطيعها" ويوصلها إلى مهند شريك أبو عماد ويقوم بعجنها في الفرن، مشيراً إلى أن السوريين محترمين ومعاملتهم للعامل طيبة ورائعة.

هذا وبعد أن ظهرت في غزة الكنافة النابلسية بأيدي أسرى محررين مبعدين إلى غزة ، بلدتهم الأصلية نابلس عادت مدينة نابلس لتنجب الرائعين ولكن بنكهة سورية هذه المرة حيث أبو عماد شنار الذي يعيش في سوريا بعد تهجير عائلته عام 48 من نابلس، الذي افتتح محل للمعجنات بالنكهة السورية التراثية.

 
مؤكولات دمشقية


مؤكولات دمشقية


مؤكولات دمشقية


مؤكولات دمشقية


مؤكولات دمشقية


مؤكولات دمشقية


مؤكولات دمشقية


مؤكولات دمشقية
مؤكولات دمشقية