خبر المكان الذي نخطىء فيه .. معاريف

الساعة 10:38 ص|07 يونيو 2013

بقلم: ياعيل باز ميلميد

(المضمون: اذا لم ننصت الى كيري واذا لم نسر نحو دولتين للشعبين، فان كل شيء سيتفجر لها في الوجه بقوة شديدة. العالم سيعترف بدولة فلسطينية حتى دون موافقتنا وسيواصل النظر الى اسرائيل كدولة ابرتهايد يجب ان تفرض عليها مقاطعات مثلما تفرض على أسوأ الدكتاتوريات -   المصدر).

خرج الصحفي داني كوشميرو باعداد تقرير لـ "استديو الجمعة" الاسبوع الماضي. وكان التقرير سيبحث في مسألة هل رؤيا الدولتين للشعبي مات. ودون مبالغة يمكن القول ان هذه هي المسألة الاهم والاهم جوهرية بالنسبة لوجودنا هنا. غير أن كوشميرو لم يفحص حقا هذه المسألة المعقدة. فقد خرج من نقطة افتراض بان هذه الفكرة انتهت، دفنت عميقا في الارض وبناء على ذلك حدد من يجري معهم المقابلات، بؤر التصوير واقوال المذيعة التي رافقت اقوال من اجريت المقابلات معهم. ظاهرا كان هناك توازن. كان يمينيون مثل نائب الوزير زئيف الكين، كان يساريون مثل ميرون بنبنستي ويوسي سريد. كلهم، بما في ذلك كلهم، ادعوا بان هذه الفكرة ماتت، كل واحد لاسبابه وفكره. ميرون بنبنستي يدعي منذ عشرات السنين بان الوضع في الضفة غير قابل للتراجع ولا يمكن حتى محاولة تغييره ولسبب ما انه يعتبر دوما "يساري". اما يوسي سريد فيعتقد بان هذه الفكرة ماتت لاننا غير معنيين بوجودها. وأخذ زئيف الكين كوشميرو الى تلال السامرة الخضراء، ليريه كم مزدهرة ورائعة هي المستوطنات وسأل من على الاطلاق سيتجرأ على لمسها.

لم يكن حتى شخص واحد اجريت معه مقابلة طرح الجانب الآخر، تحدث عن ضرورة الوصول الى تسوية ما، قال انه رغم أنه يبدو في هذه اللحظة وكأنه لن تقوم هنا أبدا دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل فلا يزال هذا هو الحل الوحيد الممكن والصحيح. كلهم. وهذا هو. مرت دون عودة فكرة الدولتين للشعبين. هيا، يمكن مواصلة مشاهدة برنامج "الاخ الاكبر" بهدوء. هذا دليل. قالوا في "استديو الجمعة".

وعلى الفور بالطبع برز كل من اعتقد هكذا قبل أن يدفن في اخبار القناة 2 وبرضى ذاتي قالوا انهم عرفوا ان هكذا سيكون وكم خير أن أخيرا وسائل الاعلام ايضا بدأت تفهم. لا، ليس لديهم حل آخر للنزاع الشديد بيننا وبين الفلسطينيين، ولا حتى لحقيقة كوننا شعب احتلال بالضبط منذ 46 سنة، أو افسادنا الاخلاقي كمجتمع احتلال يستغل ويقصي مليون ونصف انسان عن الحقوق الاساسية. والعالم؟ هو دوما كان ضدنا. فهم لا ساميون. مهما فعلنا لن يجدي، وبالتالي من الافضل الا نفعل شيء.

لقد انتهى دون رجعة العصر الذي اعتقدنا بان علينا أن نقلب كل حجر كي نشفى من المرض الشديد الذي يوقعه علينا الاحتلال والنزاع. فخذوا مثلا المساعي التي لا هوادة فيها لوزير الخارجية الامريكي جون كيري لجلب اسرائيل والفلسطينيين الى طاولة المباحثات بنية حقيقية للوصول الى تسوية. حسنا، هو جديد. أكلنا مثله كثيرين وطيبين، حاولوا ان يحركوا هنا شيئا ما. كلهم بدأوا مع الكثير من الارادة الطيبة والنشاط، فهموا مع من يتعاملوا، وانتقلوا الى معالجة اجزاء اخرى من العالم – اماكن سوية اكثر، تفهم على نحو افضل بانه من المجدي السير مع القوة العظمى الوحيدة في العالم المستعدة لان تفعل كل شيء لمساعدتهم في الوصول الى مستقبل افضل.

ليس عندنا. الاسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء ينظرون نظرة استخفاف وببعض الابتسم الى مساعي هذا الرجل الساذج، بانتظار أن يروا كم من الوقت سيستغرق الامر لكسره، يجعلون أنفسهم وكأنهم يتنازلون له إذ من غير المجدي اغضاب الامريكيين. نحن سنبقى في وضع حرب مع الفلسطينيين ومع باقي الدول في الحي ايضا. ونحن ملزمون بان نحرص على ان نتلقى افضل السلاح من الامريكيين كي ننتصر فيها. ووحدها تسيبي لفني فقط تواصل الكفاح. لا تتنازل. وكأنها هي فقط تفهم بان الزمن يعمل في طالحنا وفي صالح الفلسطينيين. اذا لم ننصت الى كيري واذا لم نسر نحو دولتين للشعبين، فان كل شيء سيتفجر لها في الوجه بقوة شديدة. العالم سيعترف بدولة فلسطينية حتى دون موافقتنا وسيواصل النظر الى اسرائيل كدولة ابرتهايد يجب ان تفرض عليها مقاطعات مثلما تفرض على أسوأ الدكتاتوريات. شيء لن ينمو في هذه الصحراء من انعدام الفعل، لا الاقتصاد ولا المجتمع ولا الامن بالطبع.