خبر أي الامكانين السيئين في سوريا حسن لاسرائيل؟ .. اسرائيل اليوم

الساعة 07:25 ص|07 يونيو 2013

بقلم: دان مرغليت

(المضمون: تنظر اسرائيل في الحرب الاهلية السورية لا وتعلم أي طرف من الطرفين افضل بالنسبة اليها - المصدر).

تكون المقارنات التاريخية ضرورية احيانا: في ايار 1974 أنهى هنري كيسنجر رحلته المكوكية بين موشيه دايان وحافظ الاسد باتفاق على وقف اطلاق النار في هضبة الجولان نافذ حتى الان. وبعد ذلك بسنتين اظهرني موظف رفيع المستوى في واشنطن على صورة وثيقة من سفارة بلده في دمشق بينت  ان كتيبة من الجيش السوري تشارك في الحرب الاهلية في لبنان.

ومن الغد نشرت صحيفة "هآرتس" النبأ بصورة متواضعة. كان الظن ان الحديث عن بالون اختبار امريكي يطلق نحو الحكومة في اسرائيل والرأي العام فيها.

ولم يكن الامر كذلك بالضبط. فقد تدفق الجيش السوري رويدا رويدا على بلد الارز وتحير رئيس الوزراء اسحق رابين في رده: أيرفض نقض سيادة لبنان من قبل جيش معاد أم يأمل ان يفرض حضوره على الجهات الارهابية ولا سيما فلسطينيي ياسر عرفات، الانضباط. ووجد أيضا تفسير انه يحسن أن نرى تضاؤل القوات المقاتلة من الجيش السوري وانه افضل من أن ندعها تتشكل لتصبح رأس حربة في مقابل الجولان. واستسلمت اسرائيل راغبة أو غير راغبة لوجود الجيش السوري في لبنان وطلبت الى دمشق ان تكف نفسها على طول خط متخيل على مبعدة واضحة عن خط الحدود معها مؤملة التهدئة. وتعرفون ما تلا ذلك. فهل تتجدد المعضلة بصورة عكسية؟ دخل حزب الله سوريا ووقف ليحارب المتمردين. وهذا الامر يضائل عدد مقاتليه في الحدود الشمالية ويزيد في امل ان تعود دمشق للسيطرة على الوضع لا شاغبون من غير انضباط داخلي كالمتمردين.

والجواب في هذه المرة ايضا غير قاطع. فكلما أخذ الغرب يعترف اكثر فأكثر في الزعم الذي صدر اول مرة عن اسرائيل وهو ان بشار الاسد يستعمل السلاح الكيميائي، اخذ يظهر استكانة متزايدة له. وان التنبؤ بان نهايته قريبة توشك ان يحل محلها تقدير ان التعادل مع افضلية لجيش الحكومة سيميز الحرب الاهلية في الجارة الشمالية الشرقية فترة طويلة. اذا كان الاسد قريبا من تواصل مناطقي من الجنوب الى البحر في الشمال والى احتلال البلدة القديمة من حمص مرة اخرى فان محور شر ايران ودمشق وحزب الله يخرج من المعارك منتصرا، ويظهر براك اوباما في صورة دعامة هشة ضعيفة ولا سيما ان تركيا – عدوة الاسد اللداء تغرق في ازمة داخلية قد تتطور لتصبح حربا اهلية عثمانية.

ان اسرائيل كما كانت الحال في سبعينيات القرن الماضي تنظر في صورة المعركة وتستمتع بهدوء نسبي إثر الحرب في معسكر اعدائها الكبير وليس عندها ما تفعله تقريبا وهي لا تعلم ايضا أي شيء فعله افضل. لانها لا تعلم أي الامكانين السيئين افضل لها.