خبر بُعثنا احياء في الايام الستة .. اسرائيل اليوم

الساعة 07:25 ص|07 يونيو 2013

بقلم: حاييم شاين

(المضمون: يجب تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية وحول القدس وزيادة عدد المستوطنين لمنع أي تقسيم للبلاد ومنع اعطاء الفلسطينيين دولة - المصدر).

قبل 46  سنة في ستة ايام نعمة الهية غير التاريخ اليهودي سيره. فبفضل تصميم المقاتلين واخلاص الضحايا النبلاء عدنا الى البيت والى الوطن الذي تشكلت فيه صورة الشعب اليهودي على اختلاف اجياله. ان حرب الاستقلال التي بدأت في 1948 انتهت بانتصار كبير. وخرج شعب صغير كان باختناق وحصار الى الفضاء والى النور. ورأينا فجأة كيف بعث الكتاب المقدس حيا في انحاء البلاد وتأثرنا برؤيا الانبياء التي تحققت امام أعيننا وذرفنا دموع الفرح بقرب الحائط الغربي الذي هو الاثر الباقي من هيكلنا. وتحولت الفا سنة من الحزن والندب في غضون ستة ايام لتصبح مصدر عزاء لا نهاية له.

لم نأخذ في حرب الايام الستة أرض اجانب ولم نحتل ارضا ليست لنا لانه لا يوجد شعب في العالم يمكن أن يعتبر محتلا في وطنه. ولم يكف اليهود قط عن الصلاة شطر القدس، والحداد بخراب البلاد ومحاولة الوصول اليها في عذاب أليم في الطريق. وقد انتظرت أرض البلاد البنية مخلصيها في صبر وانتظرت غارسي كرومها وحراث ارضها.

وكما حدث مرات كثيرة في الماضي استطاع تجار يتجرون بالاحلام ان يحولوا يوما عظيما الى لحظة صغيرة. فعلى منابر كثيرة في اسرائيل وفي انحاء العالم حاول مثقفون اسرائيليون تعوزهم الرؤيا، ومتشائمون غاضبون ان يقنعوا في الداخل والخارج ان الجيش الاسرائيلي هو جيش احتلال، وبان حرب الايام الستة يا والدة كل ازماتنا ومشكلاتنا، وبان المستوطنين الذين هم رأس الحربة للخلاص هم الذين يعوقون السلام. ولم يوجد قط في التاريخ سلام جبا ضحايا كثيرين بهذا القدر.

انهارت نظرية الاحتلال في مواجهة رؤيا ارض اسرائيل الكاملة وهي رؤيا سمعت بها حينما كنت ولدا في خطب انتخابات مناحيم بيغن. كان ايمانه بسلامة ارض اسرائيل تأليفا رائعا بين الاف سني التراث اليهودي من الصلة بالوطن وبين الواقعية السياسية المقرونة بفهم واعٍ للواقع.

ومع ذلك لم أنجح سنين في أن أفهم موافقة مناحيم بيغن على الاعتراف بحقوق الفلسطينيين الشرعية كما صيغت في اتفاقات السلام مع مصر. وفي احدى الفرص سألت السيدة يحيئيل كديشاي رجل سر بيغن المخلص عن معنى موافقته. وكان جوابه ان بيغن كان يؤمن بانه حينما يحين الوقت لتحقيق تلك الحقوق بادي الرأي، فان عدد اليهود الذين سيسكون في اراضي الوطن في يهودا والسامرة سيقضي على كل احتمال لمنح الفلسطينيين حقوقا في الاراضي في ارض اسرائيل وهي حقوق لم تكن لهم قط.

ويتبين في هذه الايام حقا ان مناحيم بيغن كان على حق في هذا الشأن ايضا. فقد أدرك متحدثو اليسار الاسرائيلي الذين كانوا يحاولون منذ سنين كثيرة اقناع الجمهور بان العودة الى حدود 67 ستأتي بالسلام المأمول، ادركوا أنه نشأ في مناطق يهودا والسامرة واقع جديد لا عودة عنه.  فقد بنى مئات الاف اليهود بيوتهم في اراضي الوطن التاريخي ويعلم كل صاحب عقل انه لا يمكن اجلاؤهم. وكل اسرائيلي راغب في الحياة يسكن في تل ابيب وفي رعنانا وفي نتانيا يعلم – بعد التجربة الصادمة لاخلاء غوش قطيف – ان المستوطنين في يهودا والسامرة هم شهادة التأمين من انتشار جهات معادية في منطقة تشرف على مركز دولة اسرائيل. وقد صار يساريون بارزون جدا يعلمون انه لا يوجد أي قيمة للتوقيع على اتفاقات مع دول منتقضة ومنقسمة وغير مستقرة.

يحاول بنيامين نتنياهو برؤيا الدولتين ان يداور في عالم يعادي دولة اليهود. ويصعب على حكماء امم العالم ان يفهموا اصرار اليهود على البقاء. فكيف يمكن أن نبين لهم ان اليهود حلموا الفي سنة بقطعة ارض صغيرة وهم مستعدون للقتال عنها الفي سنة اخرى دون أن يتعبوا؟ يعلم اناس الحقيقة ان فكرة الدولتين للشعبين غير قابلة للتحقيق. والقدر الادنى الذي يطلبه الفلسطينيون اكبر كثيرا من القدر الاقصى الذي تستطيع دولة اسرائيل ان تعطيه دون ان تعرض حقيقة وجودها للخطر.

ولهذا يجب على دولة اسرائيل اذا كانت راغبة في الحياة ان تستمر في زخم البناء في يهودا والسامرة حول القدس لان مليون يهودي هناك سيضمنون امتلاكنا للوطن الى أبد آلابدين. وليس اسطورة ان يهودا كثيرين في العالم اصبحوا يدركون انه حان وقت رجوعهم الى بيتهم.