خبر عن الاسود والثعالب .. معاريف

الساعة 06:25 ص|07 يونيو 2013

بقلم: د. يهودا بلجنا

محاضر في شؤون الشرق الاوسط في جامعة بار ايلان

(المضمون: اذا نظرنا معا من ذات المنظار، منظار يعرض دروس الماضي، فافضل لاسرائيل "الاسد الجريح" الذي لا يرد عند قصف المفاعل النووي الذي بناه من "الثعالب" التابعين لاحد ولا يتحدثون مع احد، ولا يريدون الا العض - المصدر).

حقيقة هي ان كل من حاول توقع سقوط بشار الاسد خاب ظنه. حقيقة اخرى هي أن كل من يعرف سوريا من الخارج ومن الداخل يفهم بان تركيبتها الخاصة (نحو 65 في المائة سنة ونحو 35 في المائة من ابناء الاقليات)، الفجوات بين القرية والمدينة وبين المركز والمحيط، حقيقة أن طوائف مختلفة تتركز في مناطق معينة (مثل الدروز والعلويين)، وحقيقة أن الحديث يدور عن نظام متجذر جدا في اوساط الطوائف المختلفة (وعلى رأسها الاغلبية السنية) ستجعل من الصعب على الثوار اسقاط الحكم.

        لا خلاف في ما قاله عاموس جلبوع ("الاسد سيء لاسرائيل" 3/6/2013) بان نظام الاسد اجرامي وفاسد وان الاسد قرر ربط مصيره بايران وبحزب الله. فضلا عن ذلك: الاسد، وضمن امور اخرى بسبب ضعفه وانعدام تجربته، جعل نفسه من راعٍ لحزب الله الى من يستمد الالهام من نصرالله. ولكن في نهاية المطاف يتلخص النقاش الامني – الاكاديمي في مسألة ما هو خير لاسرائيل – "الشيطان المعروف" أم "الثعالب الصغيرة".

اذا ما خرج "الشيطان المعروف" ويده هي العليا، فسيخرج ايضا متعززا اكثر. فها هو، الشبل من دمشق، نجح حيثما فشل من هم اكبر منه – حسني مبارك ومعمر القذافي. ومع أنه استعان جدا بايران وحزب الله وهو بالفعل "سيكون مدينا لهم" ولكن الاسد هو المرجعية في سوريا اليوم، وهو لن يسمح لنفسه بان يكون لاعبا ثانويا في بيته الخاص أو عبدا مطيعا لحزب الله وايران.

 وفضلا عن ذلك: بالنسبة لاسرائيل فان الاسد هو العنوان. هو العنوان لمحادثات السلام عند الهدوء والمباحثات التي ستمنع التصعيد او تكبح جماح العناصر الكفاحية عند الحرب. هيا نفحص بدائل "الثعالب الصغار". اولا حزب الله ايضا بدأ كثعلب صغير وعاض. وناهيك عن حماس، التي قامت على أي حال كوزن مضاد لـ م.ت.ف. فهل هم العنوان لحكومة اسرائيل اليوم في غزة وفي لبنان؟.

حماس قد تكون عنوانا، بفضل مصر اساسا، ولكن حتى حيالها مطالبة اسرائيل بان تبدي كبحا للنفس: لقد سبق أن رأينا كم هي فارغة من المضمون التصريحات عن رد اسرائيل "اذا ما اطلق من غزة حتى ولو صاروخ واحد". وعلى ذات الوزن سنطرح حزب الله ايضا، الذي يعمل في لبنان كدولة داخل دولة. في 2006 عندما لم يكن عنوان في لبنان اضطرت اسرائيل الى خوض حرب بينما احدى يديها مربوطة خلف ظهرها. ومع أن حزب الله هو منظمة غير شرعية في نظر الاسرة الدولية، ولكن لبنان السيادي شرعي بالتأكيد ولهذا – حسب المنطق الدولي المشوه – لماذا يعاني مواطنو لبنان من حرب يديرها حزب الله؟

        بالنسبة "للعاضين" في سوريا اليوم فان احدا في اسرائيل لا يريدون بالافهم. جبهة النصرة، المنظمة المتفرعة عن القاعدة، تعد بين 5 الاف و 10 الاف مقاتل؛ القاعدة في العراق تعد نحو الفي شخص؛ كتيبة المهاجرين تعد نحو الف مقاتل اخر. كلهم جهاديون يستمدون الالهام من تصريحات من قبل تلك التي اطلقها زعيم القاعدة ايمن الظواهري: "يجب أن نبعث الجهاد في سبيل الله كي نقيم دولة تحمي دول المسلمين، تحرر الجولان وتواصل الجهاد الى أن ترفع علم النصر فوق جبال القدس السليبة بعون الله"

        اذا نظرنا معا من ذات المنظار، منظار يعرض دروس الماضي، فافضل لاسرائيل "الاسد الجريح" الذي لا يرد عند قصف المفاعل النووي الذي بناه من "الثعالب" التابعين لاحد ولا يتحدثون مع احد، ولا يريدون الا العض.