خبر د. الهندي: المنطقة تشهد حراكاً عميقاً سينعكس إيجاباً على القضية الفلسطينية

الساعة 12:16 م|05 يونيو 2013

غزة

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور محمد الهندي، أن المنطقة تشهد حراكاً عميقاً سيغير بشكل كبير موازين القوى فيها، ويؤثر على القضية الفلسطينية بعد إنتاج واستقرار أنظمة سياسية منتخبة تعبر عن إرادة شعوبها وتعكس مصالحها وتطلعاتها.

وأعرب د. الهندي ، في كلمةٍ ألقاها خلال مؤتمر نصرة القدس الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالأمس في فندق الكومودور على شاطئ بحر غزة -، أعرب عن أمله بتشكل حواضن عربية أكثر تأييداً ودعماً وتفاعلاً مع فلسطين، موضحاً أن ذلك سيكون "بداية تحقيق وعد الله بالنصر والتمكين وتحرير القدس ودخول الأقصى بإذن الله فاتحين".

وقال:" اليوم تتوفر فرصة لإعادة تقييم هادئة للعلاقات الفلسطينية مع الدول العربية بعيداً عن الوصاية والمتاجرة التي مارستها الأنظمة القمعية"، مشيراً إلى أن هناك أفقاً جديداً لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتحديد أولويات المشروع الوطني بعيداً عن الضغوط الأمريكية الإسرائيلية.

ورأى د. الهندي أن هنالك فرصةً أفضل لبناء إستراتيجية وطنية تلاحظ هذه المتغيرات في المنطقة، وتنجز المصالحة الفلسطينية على أساس الحفاظ على ثوابت فلسطين والأمة وتعيد الصراع إلى سياقه الطبيعي: صراع الأمة ضد المشروع الصهيوني الذي يستهدفها كلها.

وشدد على أن شعبنا لا بد من أن يستمر في المراهنة على حركة الشعوب، وعدم التعويل على أنظمة دكتاتورية، محذّراً من إعطاء أي إيحاء مخالف لذلك تحت أي مبرر.

وتحدث د. الهندي عن خطورة فصم الترابط بين فلسطين والثورات وخاصةً ثورة مصر بادعاء أن الشعوب قدمت ما فيه الكفاية من أجل فلسطين، لافتاً إلى محاولة تشويه وتوتير علاقة شعب مصر بشعب فلسطين من خلال افتعال أزمات أمنية وترويج اتهامات إعلامية للفلسطينيين بالوقوف خلفها.

وبيّن أن هنالك حملات إعلامية مدفوعة الأجر تنظم لتشويه الثورات وذلك من خلال اعتبارها أحياناً مؤامرة من الغرب تهدف لامتصاص نقمة الجماهير والتضحية بالحكام بعد أن استنفدوا مهامهم وصولاً إلى إيصال الشعوب إلى نقطة الإحباط واليأس بألا فائدة من هذه الثورات التي لم تقدم حلاً لأي من مشاكلهم ومعاناتهم اليومية أو الذهاب للمقارنة بين الوضع اليوم والوضع قبل الثورة ... الخ من حبائل التشويه التي تستهدف النيل من روح الشعب.

وتطرق عضو المكتب السياسي للجهاد، للحديث عن التغيرات العميقة التي تفجرت في ميادين الحرية، والتي لم تشهدها المنطقة منذ أكثر من قرن، موضحاً أن النظام الإقليمي الذي كان متشكلاً قبل اندلاع الثورات رسم ملامحه الأعداء بعد الحرب العالمية الأولى ليحافظ على مصالح الغرب و"إسرائيل" في المنطقة.

ووفقاً لـ د. الهندي فإنه وعلى الرغم من الأزمات الداخلية المتراكمة للأقطار الثائرة إلا أن فلسطين لم تغب عن مشهد الثورات التي جسدت هذا الوعي التلقائي والحس التاريخي المرهف للشعوب، مشيراً إلى أن علم فلسطين كان حاضراً في ساحات الحرية، حيث رفع شعار (الشعب يريد تحرير فلسطين) في شوارع تونس، وشاهدنا في مشهد له دلالاته الجماهير تصفق للفدائي الذي تسلق سفارة العدو في القاهرة وحرق علم "إسرائيل"، وقد أظهر استطلاع للرأي في مصر ، إبان الثورة أن ما يقارب من 90% من المصريين يعتبرون "إسرائيل" وأمريكا هي التهديد الحقيقي لمصر.

وفي ختام حديثه، نبه د. الهندي إلى أن الصراع في فلسطين وعلى فلسطين يتأثر ويؤثر بكل الأحداث الهامة في المنطقة بل في العالم، موضحاً أن تداعيات ونتائج هذا الصراع تنعكس أيضاً على المنطقة والعالم ليس على المستوى العسكري فحسب، بل أيضاً على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي.