خبر بمسؤولية غيرمان- هآرتس

الساعة 08:28 ص|03 يونيو 2013

بقلم: أسرة التحرير

يعاني جهاز الصحة في القدس من نقص خطير في الاطباء وفي رجال الطواقم الطبية الناطقين بالعربية. المستشفيات في شرقي المدينة بحاجة ماسة الى الاطباء. نحو ستين طبيب، نحو ستين طبيب اسنان ومئات فنيي المختبرات والمعالجين الطبيعيين انهوا تعليمهم في كلية الطب على مستوى عال وهم جاهزون لاداء هذه المهام على الفور. غير أن الجهاز الصحي غير معني بهم.

        مشكلة اولئك الاطباء ورجال الطواقم الطبية ممن تظاهروا يوم الخميس الماضي امام وزارة الصحة هي أنهم تعلموا في جامعة القدس في شرقي القدس. ولما كانت بعض مباني الجامعة – غير المرتبطة بكلية الطب – توجد في المنطقة البلدية من القدس، فان وزارة الصحة لا تريد ان تعترف بالجامعة كجامعة أجنبية. وتحتدم السخافة في ضوء حقيقة أن خريجي كلية القانون من ذات الجامعة يمكنهم ان يتقدموا الى امتحانات رابطة المحامين في اسرائيل وهكذا ايضا خريجي مهن اخرى في المؤسسة.

        قبل سنتين رفع الاطباء التماسا الى المحكمة المركزية بطلب السماح لهم بالانخراط في المستشفيات في المدينة. ورفضت المحكمة التماسهم وفي اعقاب ذلك استأنفوا الى المحكمة العليا. ومع ان قضاة العليا رفضوا الاستئناف الا انهم دعوا مجلس التعليم العالي ووزارة الصحة الى فحص طلب الجامعة – الى انقسام المؤسسة والاعتراف بكلية الطب، على نحو منفصل بصفتها توجد خارج نطاق القدس. غير أن دعوة قضاة العليا لم تؤثر في الحكومة، وهي ترفض تغيير موقفها.

        لقد كان تسلم ياعيل غيرمان منصب وزيرة الصحة يفترض به أن يغير المعاملة التمييزية التي تقوم بها الدولة تجاه خريجي الطب اياهم. غير أن غيرمان قررت مواصلة السياسة – التي رسمتها حكومة يمينية، رفضت كل بادرة طيبة تجاه السكان العرب – وقررت بان هؤلاء الاطباء لا يمكنهم أن يتقدموا الى امتحانات التأهيل، وكنتيجة لذلك لن يستحقوا العمل في مستشفيات المدينة.

        الوضع الحالي، الذي لا تعترف فيه الجامعة كجامعة أجنبية، ولكنها لا يعترف بها ايضا في مجلس التعليم العالي، غير معقول. وحقيقة  ان الاطباء الذين يأتون من دول اخرى يمكنهم أن يقبلوا في العمل في اسرائيل بينما الاطباء الذين يتعلمون في شرقي القدس لا يمكنهم ان يعملوا هنا هي تعبير مثير للحفيظة عن سياسة تمييز. يجدر بغيرمان ان تستجيب لدعوة قضاة العليا وتجد السبيل لاصلاح الظلم اللاحق بهؤلاء الاطباء.