تقرير بارتفاع درجات الحرارة المعتقلات الإسرائيلية تتحول لـ'جحيم لا يطاق '!

الساعة 04:48 م|02 يونيو 2013

(خاص)

 يعاني الأسرى الفلسطينيون داخل المعتقلات الإسرائيلية ظروف "مأسوية صعبة" كنتيجة حتمية لسياسة "القهر" التي تتبعها إدارة مصلحة السجون، لكن تلك المعاناة "تتأزم وتتصاعد" مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الرطوبة والحرارة، حتى تصبح غرف الاعتقالات "قطعٌ من نار جهنم" كما وصفوها.

ويعاني الأسرى بالسجون الاسرائيلية في فصل الصيف من ارتفاع في نسبة الرطوبة والحرارة التي تؤثر على الأسرى الأصحاء وتزيد من معاناة الأسرى المرضى، خاصة المتواجدين منهم بالسجون الساحلية كـ"شطة ونفحة".

"وكالة فلسطين اليوم" سلطت الأضواء على معاناة الأسرى في فصل الصيف من خلال الحديث مع محررين حول أوضاع الأسرى والمعتقلات الإسرائيلية فترة الصيف وخلال ارتفاع درجات الحرارة وازدياد نسبة الرطوبة، وتأثيراتها على حالتهم الصحية.

 

فرنٌ ملتهب ..!

المحرر سعيد العتبة  60) عاماً) والذي أمضى أكثر من نصف عمره في سجون الاحتلال أكد أن الأسرى يعانون في جميع المعتقلات والأقسام أوضاع إنسانية صعبة للغاية لا توصف في فصل الصيف، وذلك لارتفاع دراجات الحرارة والرطوبة داخل المعتقلات، واصفاً الأجواء داخل المعتقلات بـ"الفرن الملتهب".

وأوضح المحرر أن إدارة  السجون الإسرائيلية تتعمد إنكاء جراحات الأسرى في فصل الصيف من خلال إجبارهم بذل مجهود داخل غرف المعتقلات تؤثر على حرارة الجو كمهاجمة السجون وعدم توفير قنوات وأدوات خاصة بالتهوية.

وعلى الرغم من امتلاك الأسرى "للمراوح كهربائية للتهوية" والتي سمحت مصلحة السجون إدخالها عام 1992م بعد احتجاجات وحملات إضراب طالبت فيها الحركة الأسيرة، إلا أن قوات الاحتلال تتعمد خاصة في السجون الساحلية، قطع الكهرباء، وعدم صيانتها، علاوة على عدم توفير منافذ للتهوية، وذلك لتجديد الهواء داخل غرف الاعتقال، وهو الأمر الذي يزيد "الطين بلة" عند عمل المراوح.

ويقول المحرر عتبة:"لا احد يمكنه أن يتخيل الأجواء والرطوبة داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، ويكفي أن أقول في هذا الإطار أنها تشبه حمامات الساونا".

ويواجه الأسرى الرطوبة العالية والحرارة المرتفعة عبر "تكتيك" من شانه رفع معنوياتهم، عن طريق التخفيف من كمية الأكل، وعدم بذل أي مجهود داخل الغرف، والسكينة وعدم الحديث، إضافة إلى الاستعانة بالكتب والمجلات بالتهوية".

لكن الشريحة الأكثر تضرراً من ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية -إضافة للممارسات قوات الاحتلال من خلال سد فتحات وشبابيك التهوية- هم الأسرى المرضى خاصة الذين يعانون من أزمات التنفس، ونقص بالأوكسجين، ومرضى الربو، والمشاكل التنفسية الرئوية الأخرى.

وتصل نسبة الرطوبة في بعض غرف المعتقلات الإسرائيلية إلى ما نسبته 60%، بينما تصل ارتفاع درجات الحرارة بالغرف إلى 35 سْ.

ويقول المحرر العتبة :"الأسرى يحسبون للصيف ألف حساب نظراً لازدياد المعاناة في ظل أجوائه الحارة، وهو انتهاك لآدمية الأسير وانتهاك واضح لحقه كمعتقل من قبل قوات الاحتلال التي تزيد من درجات الحرارة داخل الغرف بطرق مباشرة عبر سد فتحات التهوية، وتحجيم الشبابيك التي تلاصق السقف والتي لا تدخل الهواء".

 

 خطة إجرامية ممنهجة

بدوره قال ياسر صالح مدير مؤسسة مهجة القدس إن "العدو يضع خطة ممنهجة لقتل الروح المعنوية للأسرى داخل المعتقلات، احد أشكالها يتمثل بإنكاء معاناتهم في فصل الصيف عبر إتباعه لسياسات عنصرية مقيتة، منها قطع الماء، قطع الكهرباء، عدم إدخال ملابس صيفية، قلة عناصر التهوية داخل غرف الاعتقال .. الخ".

ويوضح صالح أن الأسرى في فصل الصيف يعانون أكثر من أي وقت مضى نظراً لارتفاع درجة الحرارة وارتفاع منسوب الرطوبة داخل المعتقلات، مشيراً أن غرف الاعتقال لا يوجد بها عدد كافي من المراوح لمواجهة حرارة الجو علاوة على أنها لا تجفف حتى العرق على جباه الأسرى.

وأشار صالح انه في فصل الصيف تزداد حالة الإعياء والمرضى من الأسرى، نظراً لارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، وهو ما اعتبره استمراراً لسياسة الضغط المعنوي على الأسير الفلسطيني لنيل من كرامته.