خبر الاحتجاجات في تركيا تدخل يومها الثالث

الساعة 06:34 ص|02 يونيو 2013

وكالات

اشتبكت قوات الأمن التركية مع محتجين أشعلوا النيران في مناطق بمدينتي اسطنبول وأنقرة صباح الأحد.

ودخلت الاحتجاجات في تركيا يومها الثالث، مع هدوء نسبي في بعض الشوارع، حسب بعض المراسلين، لاسيما بعد انسحاب الشرطة من ميدان تقسيم وسط مدينة اسطنبول الذي أصبح مركزا لأكبر الاحتجاجات المناهضة لحكومة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان منذ أعوام.

وأشعل مئات المحتجين النيران في منطقة تونالي في العاصمة التركية أنقرة، واطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ومسحوق الفلفل لصد مجموعات من الشبان كانت ترمي الحجارة قرب مكتب لرئيس الوزراء في اسطنبول.

وقال وزير الداخلية التركي معمر غولر إن نحو ألف شخص قد اعتقلوا لمشاركتهم في أكثر من 90 مظاهرة ضمن الاحتجاجات المعارضة للحكومة في اسطنبول ومدن تركية أخرى.

وأوضح غولر أن 26 من رجال الشرطة و53 من المدنيين قد أصيبوا في الاحتجاجات، واحد منهم جراحه خطيرة.

وقد سارع آلاف المتظاهرين الأتراك إلى احتلال ميدان تقسيم بعد أن سحبت شرطة مكافحة الشغب شاحناتها المدرعة منه في ساعة متأخرة السبت واحتفلوا بما سموه انتصارهم على أردوغان.

وضجت ساحة تقسيم بهتافات المتظاهرين الذين تدفقوا إليها بالآلاف وهم يهللون فرحا مرددين شعارات مثل "كتف بكتف ضد الفاشية" وأخذ البعض يردد النشيد الوطني التركي.

وضم تجمع المتظاهرين في ميدان تقسيم ممثلين عن كل التيارات السياسية، من يمين قومي إلى يسار متشدد، ومن مسلمين متدينين إلى علمانيين وفنانين. وقامت مجموعة من المتظاهرين بتغطية النصب التذكاري لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك بالاعلام الملونة.

ويقول مراسل بي بي سي في اسطنبول جيمس رينولدز إن عددا كبيرا من الناس ضاقوا ذرعا من الحكومة التركية التي يعتقدون أنها تريد أن تحدد بعض حرياتهم الشخصية.

"أسلمة" المجتمع

وقد تفجرت الاحتجاجات بسبب خطة حكومية تهدف إلى قطع اشجار متنزه يقع في موقع ثكنة عثمانية قديمة في اسطنبول وإعادة بنائها كمركز تجاري وسياحي على الطراز العثماني.

واتسعت المظاهرات لتستحيل إلى احتجاج عام ضد سياسة رئيس الوزراء التركي وحزب العدالة والتنمية الحاكم ذي النزعة الاسلامية الذي يتهمه المتظاهرون بالميل إلى الديكتاتورية و"أسلمة" المجتمع التركي.

وكان أردوغان تعهد بالمضي قدما في تنفيذ خطط تطوير ميدان تقسيم بوسط إسطنبول رغم الاحتجاجات التي خلفت مئات الجرحى.

وقال إن خطط حكومته بشأن تطوير وسط إسطنبول تستغل ذريعة لإذكاء التوترات في البلد، مضيفا أنه لن يرضخ "لمتطرفين مستهترين".

ومضى أردوغان للقول "كانت الشرطة هناك (في ميدان تقسيم) البارحة. وسيكونون هناك اليوم وغدا أيضا. لا يمكن أن يتحول ميدان تقسيم إلى منطقة يصول فيها المتطرفون المستهترون ويجولون".

وأوضح قائلا إن الثكنات العسكرية التاريخية التي تعود للعهد العثماني سوف تبنى في الموقع المثير للجدل مثلما هو مخطط لها لكنه أضاف في إشارة إلى مخاوف المحتجين من بناء مركز تجاري في الموقع.