خبر ازمة الصواريخ السورية - اسرائيل اليوم

الساعة 03:11 م|31 مايو 2013

ترجمة خاصة

ازمة الصواريخ السورية - اسرائيل اليوم

بقلم: يوآف ليمور

(المضمون: يجب على اسرائيل ان تستمر على الضغط على روسيا لمنع إمداد سوريا بمنظومة صواريخ اس300 لأنها اذا هاجمت هذه المنظومة على الارض السورية فقد تشعل بذلك مواجهة كبيرة بين الكتلتين - المصدر

يجوز لنا ويجب علينا ان نقلل من تصديق كلام رئيس سوريا الذي قال فيه ان بلده قد حصل على شحنة مرسلة أولى من صواريخ اس300. فلا توجد عند الدول الغربية التي تتابع هذا الشأن من قريب جدا أدلة على ان هذا قد حدث، ولهذا يجب الآن على الأقل ان ننظر الى هذا الكلام بأنه جهد سوري لاحداث ردع بالخطابة.

الحديث عن طريقة معروفة استعملتها اسرائيل ايضا في الايام الاخيرة في نفس السياق بالضبط وهو سياق إمداد سوريا بالصواريخ الروسية. وكان الرأي الاسرائيلي محاولة احباط إمداد السوريين بالمنظومة بواسطة التهديد وأن تُعد في نفس الوقت الرأي العام المحلي والدولي لاحتمال ان تُنفذ الصفقة وهو ما قد يفضي الى هجوم اسرائيلي حتمي في ظاهر الامر.

وتريد الخطابة السورية ايضا نقل طائفة من الرسائل: فهي ترمي الى ان ترسل للدول الغربية ومنها اسرائيل ان سوريا أصبحت محمية ولهذا يحسن ان تمتنع عن هجوم بل عن تفكير في فرض حظر طيران في سماء سوريا؛ وهي ترمي الى أن ترسل الى الداخل الى المتمردين رسالة ان النظام محمي ومنيع وانه لا يحظى فقط بامداد كبير في صورة منظومة سلاح حديثة بل بدعم قوي من موسكو ايضا؛ وهي ترمي الى ان ترسل الى حزب الله الذي يقف الى جانب النظام في صراعه رسالة ألا تضعف يداه بسبب الضغط الذي تتعرض له المنظمة في لبنان وان سوريا تنعش نفسها وستكافئه.

ولهذا السبب ايضا اختار الاسد ان يُجرى معه لقاء صحفي مع محطة حزب الله "المنار". وصلت أصداء انفجار القذائف الصاروخية التي أطلقت هذا الاسبوع على الضاحية في بيروت الى دمشق ايضا، ومثلها ايضا التهديدات الصريحة من جهات سياسية مختلفة في لبنان والانتقاد المتزايد لتدخل حزب الله العميق فيما يجري في سوريا وحقيقة انه "يستورد" الحرب منها الى لبنان. إن الاسد الذي يخشى ان يفقد الركيزة العسكرية التي يمنحه إياها آلاف المقاتلين من حزب الله أراد ان يشجعهم بأكثر الطرق شعبية في الشرق الاوسط، أي بتهديد اسرائيل.

برغم أنه تبين ان هذه التهديدات كانت فارغة في الحالات السابقة التي هاجمت فيها اسرائيل سوريا، يجب ألا نستخف بكلام الاسد. إن لسيناريو نقل منظومة اس300 الى دمشق احتمالا متفجرا بصورة خاصة لا في السياق المباشر بين اسرائيل وسوريا بل بما يتجاوز ذلك بكثير ايضا. وفي ضوء إقلال الاشتغال بهذا الشأن وتصريحات قيادة الادارة الروسية المتحدية – لن يكون تدمير الصواريخ "هجوما آخر" وفيه قدرة كامنة كبيرة على أن يتطور ليصبح مواجهة بين اسرائيل وروسيا.

ولهذا وبرغم تصريحات جميع الأطراف يجب ان يكون الجهد الاسرائيلي من وراء الستار الاستمرار في حصر العناية في الضغط على روسيا للامتناع بعد كل شيء عن إمداد سوريا بالمنظومة، وهذا ممكن لنفس السبب بالضبط الذي منع من الامداد بهذه المنظومة الى الآن (وإمداد ايران بمنظومة مشابهة دفعت ثمنها ولم تنفذ بعد).

لروسيا الآن مصلحة واضحة في إدخال اصبعها في عين ادارة اوباما ودق وتد في سوريا في محاولة لانشاء هيمنة جديدة في الشرق الاوسط، لكن يجب على اسرائيل في نظرة أوسع ان تستمر في محاولة وقف هذا المسار الخطر وإلا فان المنظومة قد تصل الى سوريا في الفصول التالية من ازمة الصواريخ وتهاجم اسرائيل وقد يُدفع الطرفان الى حرب اقليمية يحتمل ان تتطور لتصبح صلاعا بين الكتلتين.