خبر ثرثرة خطيرة - يديعوت

الساعة 03:09 م|31 مايو 2013

ترجمة خاصة

ثرثرة خطيرة - يديعوت

بقلم: يوسي يهوشع

(المضمون: يدل تراشق الضربات اللفظية هذا كم هو الوضع قابل للتفجر، وبالاساس كم هي الخطوط الحمراء التي وضعتها اسرائيل في السنة الاخيرة تجاه سوريا زائدة وخطيرة. أمر الساعة هو اليد على الفم - المصدر).

اذا استندنا الى جهات اسرائيلية رفيعة المستوى، تستند الى مصادر استخبارية جيدة، فان منظومة الدفاع الجوي اس 300 لم تصل الى سوريا، بعد. ولكن لا يوجد حقا سبب للفرح.

ففي الوقت القريب القادم قد تصل الصواريخ الروسية الى دمشق، في عدة ارساليات مخبأة جيدا.

حسب التقديرات، سيستغرق الجيش السوري ما لا يقل عن نصف سنة كي يجعل المنظومة تنفيذية. واذا قررت اسرائيل العمل فسيتعين عليها ان تفعل ذلك في هذه النافذة الزمنية، التي بين وصول الصواريخ وبين انتشارها التنفيذي.

هل ستهاجم اسرائيل؟ من الاقوال التي اطلقها في الايام الاخيرة وزير الدفاع يعلون ("اسرائيل ستعرف ما تفعله") ومستشار الامن القومي عميدرور ("اسرائيل ستعمل كي تمنع الصواريخ من أن تصبح تنفيذية") – يلوح فقط خيار عمل واحد. فقط شيء واحد لا يأخذونه عندنا بالحسبان: في أن الائتمان لهجوم بلا رد سوري نفد منذ بعد قصف صواريخ "فاتح 110" التي كانت مخصصة لحزب الله، ذاك الهجوم الذي نسب الى اسرائيل.

بعد يوم من تدمير الصواريخ، كان هناك من حذر من ان اسرائيل سارت خطوة واحدة أبعد مما ينبغي، ستقيدها في الهجوم على سلاح استراتيجي أهم من صواريخ "فاتح 110" – مثل منظومات الدفاع الجوي المتطورة التي قد تصل الى سوريا.

النتيجة الاساس للثرثرة الاسرائيلية هي الفخ الذاتي. اذا وصلت صواريخ اس 300 في نهاية المطاف الى سوريا، وقررت القيادات في القدس عدم الهجوم – نكون قد أضرينا بقوة الردع لدينا؛ فالطرف الاخر سيفهم بانه لا ينبغي التعاطي بجدية مع التهديدات من اسرائيل.

اما بالمقابل، اذا وصلت المنظومة الى سوريا وفي القدس قرروا مهاجمتها – فلن نتمكن من ان نلعب لعبة الغموض التي خدمتنا وخدمت الاسد على نحو جيد حتى الان. فالرئيس السوري لا يمكنه أن يروي مرة اخرى لشعبه بان الثوار هم المسؤولون عن التفجيرات. وبسبب التصريحات الاسرائيلية، التي يستمعون اليها في سوريا ايضا، سيكون واضحا للجميع من هو المهاجم. ولن يكون مفر امام الاسد غير الرد، واسرائيل ستجر الى حرب ليست معنية بها.

ان ايقاف ارساليات الصواريخ الروسية الى سوريا هي مصلحة دول اخرى غيرنا. فلماذا ينبغي لاسرائيل أن تكون أول من يتصدر الامر؟ منظومة اس 300 تهدد حرية العمل الجوي لتركيا بقدر لا يقل عن طائرات سلاح الجو الاسرائيلي. ومع ذلك، مع أن قوات الاسد فتحت النار في الماضي نحو طائرات تركية، لم يصدر أي تهديد من أنقرة.

الاسد يستمع جيدا لما يقولونه عندنا: بعد أقل من يوم واحد من تصريحات يعلون وعميدرور، رد الرئيس السوري بتصريح مضاد من جانبه.

يدل تراشق الضربات اللفظية هذا كم هو الوضع قابل للتفجر، وبالاساس كم هي الخطوط الحمراء التي وضعتها اسرائيل في السنة الاخيرة تجاه سوريا زائدة وخطيرة. أمر الساعة هو اليد على الفم.