خبر تجمع الشخصيات المستقلة يرفض مخطط « السلام الاقتصادي » مع الاحتلال

الساعة 06:39 ص|30 مايو 2013

غزة

أكد تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة رفضه الشديد لخطط "السلام الاقتصادي" مع الاحتلال الصهيوني، "ولمساهمات بعض رجال الأعمال لتمريرها على حساب تضحيات الشهداء وصبر الأسرى وتحرير الأقصى إرضاء لطموحات الاحتلال".

ودعا الدكتور محمد ماضي، عضو قيادة التجمع في غزة، إلى "توحيد جهود كل القوى والفصائل الوطنية والإسلامية في مواجهة هذا المخطط الذي سيعزز انقسام الوطن"، مؤكدًا أن "هنالك أطراف عديدة تحاول وضع العصا في دواليب عربة المصالحة, وهو ما يتطلب وقفة وحدوية وطنية لإنهاء الانقسام وتسهيل سير عملية المصالحة".

من جهته؛ أشار خليل عساف عضو قيادة تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية إلى "ضرورة قطع الطريق أمام المحاولات الهادفة لتعزيز الانقسام وتعطيل المصالحة وبذل كل الجهود الممكنة في اتجاه إنهاء الانقسام، ووقف كل مظاهره من اعتقال سياسي وتقييد للحريات وتراشق إعلامي".

من ناحية أخرى دعت اللجنة الشعب الفلسطيني إلى "التصدي لهذه المحاولة الجديدة للتفريط بحقوقنا غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها العودة وتقرير المصير، مقابل مليارات موعودة من الدولارات، سيكون المستفيد الأكبر منها دولة الاحتلال، التي تسيطر على اقتصادنا وتجارتنا وفي المقام الثاني تستفيد منها حفنة صغيرة من الرأسماليين الفلسطينيين الذين يضعون أرباحهم فوق كل اعتبار وطني وأخلاقي ويقبلون بالتبعية للاقتصاد الصهيوني".

وأضافت اللجنة في بيانها، إنه "في الوقت الذي يستجيب العالِم الفذ "ستيفن هوكنغ" لندائنا ويقاطع مؤتمراً صهيونيًا برعاية مجرم الحرب شمعون بيريز (رئيس الكيان الصهيوني)، كان منيب المصري، رئيس مجلس إدارة شركة "باديكو"، من أبرز الأسماء الفلسطينية المشاركة فيه، حسب الموقع الإلكتروني للمؤتمر، وفي الوقت الذي تمتد فيه حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل لتشمل قطاعات واسعة من الطلبة والمثقفين والنقابات العمالية والفنانين والكتاب وحركات اجتماعية مؤثرة، تعي "إسرائيل" ومجموعات اللوبي الصهيوني أن حربهم ضد حركة المقاطعة بدأت تذوي وأن لا حل لعزلة "إسرائيل" الدولية المتفاقمة سوى من خلال استغلال وتوظيف أوراق التوت الفلسطينية والعربية عامة، للتغطية على جرائمها بحق شعوبنا العربية وإعطاء انطباع زائف للعالم وكأن هناك مسيرة "سلام" وإشكاليات بسيطة مع الفلسطينيين لا تستوجب المقاطعة".

وأوضحت إنه "رغم التطبيع الاقتصادي، الذي توّج مؤخراً بهذا التحالف الاقتصادي الإسرائيلي" - الفلسطيني، وهو كـ"تحالف" السيد وعبده، هو من أخطر أشكال التطبيع، إلا إنه ليس الوحيد؛ ففي الأشهر الماضية، وفي تزامن لا يمكن تجاهله مع نمو حركة المقاطعة للكيان الصهيوني دولياً، عادت مشاريع التطبيع الأكاديمي والرياضي والشبابي والبيئي والمهني والنسوي وفي مجال تكنولوجيا المعلومات وغيرها لتطل برأسها من جديد، مع تجدّد سيل التمويل المشبوه والتخريبي. وإن كان التطبيع قد استمر تحت الرادار لفترة طويلة، فها هو يعود إلى العلن في تحدً صارخ للغالبية الساحقة من شعبنا التي ترفض التطبيع وتصر على حقوقنا غير القابلة للتصرف".
وقالت اللجنة في بيانها إن التطبيع ما زال مستمرًّا في الضفة الغربية وبرموز مشهورة، وذكرت عددا من أوجه التطبيع، كالتالي:

التطبيع الجامعي
بعد اتخاذ مجلس جامعة القدس قراراً في بداية 2009 إثر العدوان الصهيوني الإجرامي على قطاع غزة بوقف التطبيع مع الجامعات الصهيونية، استمرت إدارة الجامعة ورموز التطبيع فيها في مشاريع تطبيعية، كان آخرها مشروع علمي تطبيعي مع معهد "تخنيون"، وهو أكثر الجامعات الصهيونية تورطاً في تطوير أسلحة يستخدمها الجيش الصهيوني في ارتكاب جرائم ضد شعبنا وبالتالي أكثرها عرضة للمقاطعة العالمية. 

ويأتي هذا المشروع التطبيعي في الوقت الذي تبنى فيه اتحاد المعلمين في إيرلندا (يضم أساتذة الجامعات ومعلمي الثانويات) المقاطعة الأكاديمية للكيان الصهيوني، كما فعلت جمعية الدراسات الآسيوية الأمريكية، التي أصبحت أول جمعية أكاديمية في الغرب تتبنى المقاطعة.

كما يأتي في الوقت الذي تبنى فيه اتحاد الطلبة الناطقين بالفرنسية في بلجيكا (يمثل مائة ألف من الطلبة) مقاطعة كل الجامعات الصهيونية، وفي الوقت الذي تبنت فيه مجالس طلبة في جامعات كندية وأمريكية عديدة سحب الاستثمارات من الشركات المتورطة في الاحتلال.

تطبيع رياضي
واستمر مسلسل التطبيع الرياضي مع مشروع نادي برشلونة لمباراة كرة قدم "ودية" بين فريق فلسطيني وآخر صهيوني من أجل مد جسور "السلام" و"الحوار"، ومع مباريات في كرة السلة بين فرق فلسطينية وصهيونية.

كما تستمر المؤسسة التطبيعية "One Voice"، تحت مسميات مختلفة، بتوريط شباب فلسطينيين، ومؤخراً في قطاع غزة المحاصر، في مشاريعها التطبيعية، كما تواظب مؤسسة "بذور السلام" على جذب شباب فلسطينيين للمشاركة في مخيماتها التطبيعية. من الجدير بالذكر أن جميع الأطر الطلابية الوطنية والإسلامية الفلسطينية وجميع مجالس الطلبة المنتخبة في الجامعات الفلسطينية كانت قد أصدرت نداءً موحداً أدانت فيه التطبيع الأكاديمي والشبابي  وتبنت تعريف التطبيع المقر في المؤتمر الوطني الأول لمقاطعة الكيان الصهيوني، الذي عقد في مدينة البيرة في 2007.

تطبيع صحي
وأورد البيان أن "وزير" الصحة في السلطة والسفير الفلسطيني في أستراليا يرعيان مشروعاً تطبيعياً صحياً مع مؤسسة "هداسا" (ومشفاها) وهي المنظمة الصهيونية النسائية التي تدعم الصندوق القومي اليهودي وغيره من أخطر المؤسسات الصهيونية التي تشارك في التطهير العرقي التدريجي لشعبنا وفي إدامة نظام الأبارتهايد والاحتلال.

تطبيع تجاري
وفي خطوة متقدمة في التطبيع في مجال المعلوماتية؛ قامت إحدى عشرة شركة فلسطينية مؤخراً بالتحالف مع شركات صهيونية في مؤتمر عقد في "تل أبيب" تحت عنوان: "لا وجود للحواجز التجارية" وكأن الاحتلال وحواجزه وجدرانه غير موجودين.

دعوة للتصدي للتطبيع
وختمت اللجنة الوطنية لمقاطعة الكيان الصهيوني بيانها بدعوة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده وقواه الحية وجميع مؤسساته الوطنية إلى استنهاض الهمم والتصدي - بحزم وبشكل حضاري وسلمي يليق بوعي شعبنا لحل التناقضات الداخلية - لكل أشكال التطبيع والضغط على رموز التطبيع لوقفه فوراً. لنُسقِط مبادرة "كسر الجمود"، الوجه الجديد من مشروعَ نتنياهو للسلام الاقتصادي، ولنعزز حركة المقاطعة العالمية التي باتت "إسرائيل" تنظر إليها كـ"خطر استراتيجي" على كل نظامها الاستعماري والعنصري، من أجل استعادة حقوقنا، كلّ حقوقنا.