خبر أطفالنا في الاجازة.. من المدرسة الى أين؟؟

الساعة 04:39 م|29 مايو 2013

غزة (خاص)

بدأت الإجازة الصيفية،وبدأت معها رحلة التفكير من قبل الأهالي حول الطريق الافضل لابنائهم لاستغلال وقت الاجازة، و يبقى السؤال الذي يطرح نفسه كل عام كيف سيقضي أبناؤنا على اختلاف أعمارهم هذه الفسحة؟

ثلاثة أشهر،أوتزيد هي وقت كافٍ لتعلم كثير من المهارات، واكتشاف عالم جديد وإبراز مواهب كانت أشهر الدراسة عائقاً أمام اظهارها.

و اختلفت نظرة من حاورتهم وكالة فلسطين اليوم الاخبارية حول موضوع الاجازة و الطريق الأمثل لاستغلالها، فرأى البعض بأن الاجازة فرصة لتعلم اشياء جديدة و اللعب و المرح، فيما قال البعض الاخر بأن الظروف الاقتصادية هي التي تحدد كيف سيقضي الابناءهذه الاجازة.

تنمية مهارات

 يدرس محمود بدران في الصف الثامن، و حين يتحدث عن الإجازة الصيفية تستشعر عدم وجود فكرة واضحة عن استثمارها، ولكنه يبحث عن مؤسسة تمكنه من تنمية مهاراته في فن النشيد،حيث انه يتمتع بخامة صوت جيدة،كما يقول.

خالد أبو العمرين في الصف  السادس، اعتاد أن يلتحق بمراكز تحفيظ القرآن الكريم، و لعب كرة القدم مع اصحابه، له أمنية لو توجد نوادي كرة قدم لممارسة هوايته المفضلة.

فرصة للمرح و التعلم

وسام ابو قادوس،في الصف الخامس يرى أن الإجازة هي فرصة رائعة للعب والمرح و زيارة الأقارب، موضحاً أنه يقضي اجازته بين اللعب و المرح و تعلم مهارات في الحاسوب و صيانته في احد المراكز.

و في كل عام يلتحق عبدالله النواس بالمراكز الصيفية لحفظ القرآن وتعلم النورانية، وفي البيت يتعلم الكمبيوتر بجهد ذاتي، يتمنى لو تطرح فكرة على المراكز الصيفية بعمل زيارات إلى المكتبات للمطالعة والثقافة.

خطر وقت الفراغ!

من جهتها تقول الاخصائية النفسية و الاجتماعية ايمان شريف إن أضرار الفراغ على النشء والمجتمع، وما قد يسببه من جنوح وانحراف لهؤلاء الفتية واضحة غير خفية، فالفراغ ينعكس على صورة الفرد عن ذاته؛ إذ يرى نفسه وقد أصبح بلا جدوى وبلا منفعة، أصبح إنساناً بلا هدف، وحياة بلا روح، ولا معنى لوجوده، مما يجعله يبحث عن الهروب والميل إلى الحيل النفسية، بعيداً عن المواجهة وتحمّل المسؤولية، و قد يميل الى طرق غير سليمة و خطيرة، تقوده الى ما لا يحمد عقباه.

وتضيف:" "كثيرة هي المخيمات و المراكز الصيفية التي تنشط في الاجازة،وتنظم دورات تدريبية و فترات تنشيطية، و لكن على كثرتها ينصب اهتمامها في أمر واحد وهو حفظ القرآن الكريم، وليس هذا عيباً البتة، ولكن العيب هو عدم التنوع وعدم مراعاة الفوارق الفردية بين الطلبة،ومراعاة اختلاف  الرغبات بينهم.

و أشارت الى أنه ليس من المنطقي أن يلتحق كل الأطفال بحلقات حفظ القرآن فقط، لأن هناك من يعجز عن الحفظ، وتنتهي اشهر الاجازة وهو لم يستفد شيئاً، ولم يستطع حفظ سورة واحدة، وتتأزم نفسيته حين يجد زملاءه يحفظون بسرعة، هو يحب مثلاً الرسم أو الخط، أو الكمبيوتر أو كرة القدم أو التمثيل، أو تعلم اللغة الانجليزية.

عمالة الأطفال

وتلعب الحالة الاقتصادية للآباء دوراً مهماً في عدم تمكنهم من إلحاق أبنائهم بالنوادي الرياضية أو معاهد تعلم اللغات والكمبيوتر، فلا يجدون سوى المراكز الصيفية كوسيلة متاحة وإن كانت لا تلبي الطموح ولا تستثمر الإجازة.

كما تنتظر الكثير من العائلات حلول الاجازة بفارغ الصبر، حتى تدفع ابنائها للعمل في مهن مختلفة حتى يجلبوا لهم دخلاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة،حيث لم يمر اعات على انتهاء الامتحانات النهائية حتى امتلأت الشوارع بالباعة المتجولين من الاطفال.

أحمد، 14 عاماً وضع على باب منزله "ثلاجة بوظة"، يقول لمراسلتنا: "اشترى لي أبي هذه الثلاجة لكي ابيع البوظة على باب المنزل في حارتنا، حتى استغل الاجازة و اجمع مبلغاً من المال من أجل العيد و العام الدراسي القادم".

و عن شعوره قال: "اتمنى أن أخرج و العب مع اصدقائي أو اذهب لاحد المراكز لاتعلم شيئاً يفيدني في الحياة العملية مستقبلاً أو الحصول على دورات في الفنون بمختلف اشكالها، و لكن الوضع الاقتصادي الذي تعيشه الاسرة يمنعني من ذلك".

أما حسام، 15 عاماً فحمل على كتفه كيساً به مجموعة من الأدوات المنزلية من الملاعق و السكاكين و اغراض المطبخ الخفيفة،وأخذ ينادي في الشوارع بأعلى صوته لكي يجلب المشترين.

وعندما سألته مراسلتنا عن السبب الذي يدفعه للعمل قال:" جمعت مصروفي المدرسي طول العام لكي اكون رأس مال لكي اشتري به هذه البضاعة لابيعها في الاجازة حتى أوفر احتياجات اسرتي المكونة من 8 أفراد".

و يشار الى أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة تفرض في احيان كثيرة على الاطفال خيارات صعبة قد تدفعهم في غالبيتها للتضحية بالاجازة الصيفية التي خصصت اصلا للعب و الراحة بعد عام من الدراسة، و تدفعهم للشوارع بحثاً عن عمل يحصلون منه على المال.