تقرير أعمال السطو في سيناء تثير مخاوف وقلق أهالي غزة

الساعة 09:23 ص|29 مايو 2013

الغد الأردنية

أثار تكرار عمليات السطو والاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها المسافرون من أهالي غزة إلى القاهرة حالة من الاستياء والخوف من تهديد أمن وحياة المسافرين المضطرين للتنقل بين غزة والقاهرة سواء بغرض العلاج أو التجارة أو الدراسة.

وفي أحاديث منفصلة أجرتها "صحيفة الغد الأردنية" مع عدد من مواطني غزة ممن وقعوا ضحية عمليات سطو أثناء رحلة سفرهم من غزة إلى القاهرة عبر معبر رفح كشف المواطن ل. م (56 عاماً) عن تفاصيل عملية السطو التي تعرض لها فور إنهاء معاملة مغادرته وابنه معبر رفح باتجاه القاهرة.

ويقول ل. م الذي فضل عدم الاشارة لاسمه لاعتبارات تتعلق بمعاملاته وارتباطاته التجارية في مصر: "كنت متوجهاً يوم الخميس الماضي برفقة ابني إلى مصر عبر معبر رفح وبعد انتهاء إجراءات السفر خلال فترة زمنية بواسطة شخص عرض علينا تسهيل ختم الجوازات والمغادرة قام هذا الشخص بدعوتنا لتناول الغداء فرفضنا وقدمنا له نظير خدمته مبلغ 100 دولار فرفض قبولها بحجة أنه ليس هو الشخص الذي قام بتسهيل اجراءات المغادرة بل شخص آخر يصر على دعوتنا لمنزله من أجل الترحيب بنا وبحث فرص التعاون التجاري معي حيث يعلم بأنني أعمل تاجراً وبالرغم من اعتذارنا قبول الدعوة.

وأضاف:"أمام إصراره قبلنا دعوته فنقلنا في سيارة سارت بنا مسافة 10 كيلومترات إلى أن وصلنا إلى منطقة تعرف بمنطقة العجرا وهي منطقة مقفرة متباعدة وعند اقترابنا من المنزل لاحظنا أن هناك أربعة أشخاص بانتظارنا على مدخل المنزل فشعرنا بأننا وقعنا في المحظور وأننا ضحية عملية نصب ومحاولة اختطاف وحينها بدأت معاملة هذا الشخص تختلف ويطلب منا بلهجة آمرة النزول من السيارة وبالفعل نزلنا وأدخلونا بشكل عنيف إلى المنزل حيث وجدنا بداخله ثلاثة أشخاص انهالوا علينا بالألفاظ البذيئة والشتائم وطلبوا إخراج ما بحوزتنا من أموال ففعلت ذلك على الفور حيث كل ما بحوزتنا 10 آلاف دولار أخذوهم منا وأجلسونا على الأرض "حوش الدار" وذلك لمدة 12 ساعة لم تخل من الاهانات والألفاظ النابية"

وأشار" ل .م إلى أنه تمكن من إبلاغ أقاربه بخبر اختطافه مبيناً أنهم قاموا بمتابعة ذلك مع جهات مسؤولة لدى الحكومة الفلسطينية في غزة التي تدخلت ولم تتوان في إجراء اتصالاتها وعملوا على متابعة القضية إلى أن تم الإفراج عنا في الساعة الثالثة من فجر اليوم التالي وتم إخلاء سبيلهما ومن ثم عادا أدراجهما إلى غزة.

ولفت ل. م إلى أن زيارته إلى القاهرة كانت بغرض العلاج وإجراء مقابلات مع تجار مصريين تربطه بهم معاملات تجارية معتبراً أن تجاوزه لهذه الأزمة بخسارة مالية بمثابة إنجاز بعدما تناهى إلى مسامعه تعرض العديد من أهالي غزة لعمليات سطو على الطريق الصحراوي في سيناء مؤكدا أن البعض لقي مصرعه في هذه الحوادث وتعرض آخرون لاعتداءات جسدية من قبل مجموعات من اللصوص.

أما المواطن طلال مرتجى فكان عرضة لعملية سطو أثناء عودته من مصنعه في مدينة السادس من أكتوبر حيث قامت مجموعة من اللصوص بسرقة مبلغ 40 ألف دولار كان بحوزته.

ويروي مرتجى تفاصيل عملية السطو بقوله "أثناء مغادرتي للمصنع يوم الاثنين قبل الماضي وأنا أقود سيارتي في طريق عودتي للقاهرة أصيب إطار سيارتي بعطب " بنشر" فنزلت كي أستبدله بإطار آخر وأثناء انشغالي بهذا الأمر توقفت مركبة بجواري ونزل منها ثلاثة أشخاص وعرضوا المساعدة ولكنني أعربت عن امتناني لهم بسبب عدم ارتياحي لمظهرهم وعدت لمتابعة ما بدأته من دون أن يغادروا فتوجست خيفة من تحلقهم حول سيارتي وقبل أن أنهي تركيب إطار السيارة كان أحدهم فتح الباب الخلفي لسيارتي وأخذ سترتي وما بداخلها من أموال وجواز سفر ثم هربوا كلمح البصر قبل أن أتمكن حتى من الاستنجاد بأي شخص مار".

وبين أن عملية السطو وقعت قبالة المجمع التجاري " الهايبر" القائم على مدخل مدينة القاهرة وهو شارع مزدحم لا يخلو من المارة لافتاً الى أنه توجه عقب ذلك الى أقرب مركز شرطة للإبلاغ عن الحادثة وأبلغهم هناك عن عملية السطو التي تعرض لها ولكن أفراد الشرطة اكتفوا بالاستماع إلى أقواله من دون أن يشعر بالاهتمام المرجو من قبلهم معزياً ذلك بقوله " عنصر الأمن غائب في مصر وبالتالي عمليات السطو والتهديد بالأسلحة منتشرة بشكل غير مسبوق فالمواطن الغزي بات يشعر بالخطر على حياته بمجرد مغادرته المعبر وحتى في داخل القاهرة لا تجد أهالي غزة يسهرون حتى ساعة متأخرة من الليل كالسابق فالوضع يستوجب الحذر الشديد ".

وأكد مرتجى أن العديد من أهالي غزة ممن يترددون على القاهرة تعرضوا لعمليات سطو والبعض منهم تعرض لاعتداء مباشر معتبراً أن سرقة ما بحوزته في غفلة منه كان أقل الضرر الذي يمكن أن يتعرض له في حالة وقوع صدام بينه وبين أفراد هذه المجموعة من اللصوص.