خبر جيش الدفاع للرواتب -هآرتس

الساعة 08:53 ص|29 مايو 2013

بقلم: أسرة التحرير

يخوض الجيش الاسرائيلي صراعا عاما ضد التقليص المخطط له في ميزانيته في مركزه تحذيرات من الخطر الامني الذي سيلحق جراء تقليص مصادره. ونشر عاموس هرئيل امس بان التدريبات والتشغيل التنفيذي لوحدات الاحتياط ستتوقف في اغلبيتها الساحقة حتى نهاية السنة الحالية، وهكذا سيتم توفير نحو مليار شيكل. وجراء ذلك ستتضرر الجاهزية والاهلية العملياتية للقوات البرية بل وحتى لسلاح الجو. واضافة الى وقف التدريبات، يحذر الجيش ايضا من ابطاء التسلح ببطاريات "قبة حديدية" للدفاع ضد الصواريخ.

        يعزف الجيش على الذكريات القاسية لدى الجمهور الاسرائيلي في حرب لبنان الثانية، حين كانت الجبهة الداخلية عرضة للصواريخ، ووحدات الاحتياط التي لم تتدرب على مدى سنين، القي بها في المعارك دون جاهزية. والرسالة واضحة: اذا قلصتم لنا الان فسترون جنازات وبيوت مهدومة أكثر في الحرب التالية.

        وتدل خطة وقف التدريبات على سلم اولويات مشوه في هيئة الاركان. في يوم الاحد من هذا الاسبوع كشف موطي باسوك النقاب في "ذي ماركر" عنه أنه في شباط من هذا العام وقع اتفاق سري بين جهاز الامن ووزارة المالية لدفاع علاوات اجور سخية للخادمين في الجيش النظامي ذوي أقدمية 20 سنة خدمة على الاقل. وجاء في الاتفاق بان العلاوة لا تغطي كل مطالب الاجر في الجيش الاسرائيلي، الذي يريد المزيد.

        يثور الجيش الاسرائيلي على النقاش الجماهيري في أجر وتقاعد رجاله، بدعوى ان عليه أن يجتذب الى صفوفه القادة الافضل، وينافس عليهم ارباب عمل مدنيين. والان يتبين بان الجيش يحرص قبل كل شيء على كبار مسؤولية. يرفع الاجر للقدامى، بدلا من ان يطور قادة السرايا، الطيارين وخبراء المتفجرات الشباب الذين يترددون اذا كانوا سيختارون حياة مهنية عسكرية. يتبين أن رئيس الاركان بيني غانتس، تبنى المعايير المتبعة في الشركات العامة والتي يتمتع فيها "القطط السمان" بأجر وشروط تقاعد مبالغ فيها. وزارة المالية، التي يفترض بها أن تحمي الصندوق العام وتروج لفكرة التقليصات في ميزانية الدفاع، خانت مسؤوليتها وتعاونت مع الجيش في التوقع على الاتفاق وأخفته عن الجمهور. في الوقت الذي وافقت المالية فيه على رفع الاجر في الجيش الاسرائيلي أثقلت عبء الضريبة على ما يفرز من الاموال للتقاعد لاصحاب الاجر الاعلى من 15 ألف شيكل، فزادت بذلك الفارق بين الضباط وضباط الصف القدامى الذين يتمتعون بتقاعد من الميزانية، وبين نظرائهم المدنيين.

        على غانتس أن يبدي مظهر القيادة، فيتخلى عن علاوة الاجر التي رتبها لنفسه ولقدامى الجيش الاسرائيلي، وان يعلن بان المال سيوجه الى تدريب الاحتياط، وبالاساس – البحث عن مصادر مالية في الادارات المتضخمة لدى الجيش الاسرائيلي قبل أن يمس باهلية وجاهزية المنظومة القتالية.