تقرير « بحث التخرج » شبح يطارد الطالب الجامعي

الساعة 06:57 م|27 مايو 2013

غزة_خاص

ما أن يجد الطالب نفسه قد اقترب من تسجيل مادة بحث التخرج المكلف بها بعد السنة الثالثة له في الجامعة ،حتى يمر بمرحلة الصعوبات والأزمات وإشغال الفكر والعقل في إجابة أسئلة عديدة دارت في ذهنه حينها.                                                 

كيف سيحصل على البحث جاهزا وبأي ثمن؟ ومن أين ؟ومتى سينتهي كابوس البحث ويحصل على  الدرجة النهائية من المشرف على بحثه؟                                                           

لا ندري هل مادة بحث التخرج هو معضلة معظم الطلبة بمجرد دخولهم في السنة الثالثة؟ أم إن الجامعة هي المقصرة بحق الطلبة لعدم مساندتهم لهم خطوة بخطوة.؟ وهل يلجئون لشراء او سرقة البحث هو قلة حيلة أم لتوفير الوقت والحصول على علامة جيدة ؟ ولماذا تسعى المكتبات الجامعية لبرمجة فكر وعقل الطالب وجعله كآلة لايفكر ولايفهم الا بلغة شراء كل ما هو جاهز.؟                                                                

مراسلتنا تجولت بين المكتبات والطلاب الذين لجئوا لهذه الظاهرة وحصلت على الإجابة لكل هذه الأسئلة  والأسباب الكامنة ورائها وعرضتها في التقرير التالي :

                                                                       
المشرف هو السبب

الطالبة الخريجة "سلوى"  لم تخف لنا عن مصدر حصولها على بحث التخرج ،وقالت أنها أحضرته جاهزا من شبكة الانترنت، ولم تضيف عليه سوى التأكد من المراجع والدراسات السابقة في جامعة أخرى فقط .                                                                              

وتحدثت سلوى قائلة : "إن الذنب يرجع للأستاذ المشرف على مادة البحث فهو يتغيب عن المحاضرات بشكل شبه دائم, وقال لنا إن نتابع تطورات البحث وكل ما هو جديد مع أستاذ آخر  وأضافت بان الأستاذ يراجعه فيما بعد، دون تدقيق للبحث ومراجعته معنا. لنعرف الاخطاء التي ارتكبناها وتصحيحها.

واكدت ان الإهمال والتقصير سببه المشرفون ، وهو الدافع  وراء نسخها البحث جاهزا من شبكة الانترنت .

لا مجال للسرقة

تختلف الطالبة شيماء البحيصي "قسم لغة فرنسية" بعض الشئ عن سلوى فقالت بان عمل بحث التخرج  هو إمتاع وإبداع للطالب حتى يبرز مهاراته فيه خاصة في قسم اللغة الفرنسية , فالطالب مجبر  علي عمل البحث ولا مجال للسرقة عندنا، لان كل سنة تختلف فيها الحالات والعينات عن الاخري .

وأضافت البحيصي " انه يمكنا إن تستفيد من الأبحاث الجاهزة فقط في المعلومات الموجودة فيها والدراسات السابقة لمشروع البحث .

وبينت في حديثها لنا إن أبحاثهم يشرف عليها أجانب و تكون علي قدر كبير من الموضوعية والصدق.

السبب صعوبة المادة

تحدثت الطالبة الخريجة "م ع" قسم لغة عربية عن مدي صعوبة مادة مناهج البحث العلمي المطروحة ضمن المساقات المطروحة  بالجامعة  والتي من المفروض إن يدربنا الأستاذ علي كتابة خطة البحث أولا بأول , فمعظم الطالبات يلجان للمكتبة لشراء خطط جاهزة.

 وأضافت عابد إن لذلك تأثير كبير جدا في زيادة نسبة الطالبات اللاتي يلجان لشراء الأبحاث الجامعية أيضا , بالإضافة إلي عدم متابعة المشرفين معنا منذ البداية. وضيق الوقت لعمل البحث أحيانا .

وتابعت عابد قائلة: "لقد اشتريت بحث التخرج ب 300 شيكل  من مكتبة ما وكانت تسلمني إياه علي مراحل "

وأشار بدوره صاحب مكتبة مقابلة" لجامعة الاقصي" غزة : عن استعداده لبيع أبحاث تخرج للطلبة كل حسب تخصصه وبسعر250 شيكل، وان تسليم البحث للطالب لا يتم دفعة واحدة بل على مراحل حتى لا يعلم الأستاذ المشرف بأنه جاهز أو مسروق، واحيانا يتم اجراء تعديلات بسيطة على البحث ويصبح جاهزا للتسليم.

وعن مصدر حصوله على الأبحاث، قال بأن هذا الأمر لا يهم الطالب، فهو يبحث عن شراء البحث جاهزا وما عليه سوى الدفع.

وأردف حديثه بنصيحة هي :الا يشرف على بحث التخرج أي أستاذ لم يختاره الطالب، لأنه (بحسب خبرته) يعرف الأستاذ المشرف الذي يدقق ويراجع البحث حتى لا ينكشف الأمر.

قتل لعقل الطالب

نزار العامل في مكتبة الصيرفي يختلف في تفكيره وسياسته عن غيره من المكتبات ،يؤكد بأنه يساعد الطلبة الماجستير والبكالوريوس في التحليل الإحصائي فقط ،ويجهز لهم النسب والمعدلات التي تخصهم، والتي هي بالأساس ليست من اختصاصهم وأيضا تنسيق البحث وإخراجه .

وأضاف الصيرفي بأنه يرفض فكرة عمل المكتبات ببيع للطلاب ،لان ذلك بمثابة قتل لعقل الطالب وعدم حثه على الإبداع والتفكير .

قلة معرفة أو حيلة

ومن جانبه أوضح الدكتور زهير عابد أستاذ العلاقات العامة "بجامعة الأقصى" بغزة: بان ظاهرة شراء الأبحاث منتشرة بشكل كبير لدى جميع التخصصات.

وفي معرض رده على سؤالنا حول كيفية مساعدة الطالب  ،أشار بان الحل هو تخفيف المطلوب على الطالب، فبدلا من طلب البحث كاملا نكتفي بجزء منه مؤقتا ثم المتابعة مع المشرف.

وأضاف عابد بان الجزء العملي لا يتم تنفيذه بشكل كامل إنما يقتصر على إعداده أداة الدراسة وتحكيمها من طرف الأساتذة المختصين.

وبين عابد أهمية أن يميز المشرف بين البحث المسروق الجاهز من الآخر، حتى لا يكون هناك ظلم في وضع الدرجات وان ثبت ذلك يتم ترسيبه .

وعن عدم فهم الطلاب لمواد مناهج البحث، شدد على أن هذه المواد هي نظرية و التطبيق العملي يأتي في مادة بحث التخرج ويتابع معه المشرف بعد ذلك.

ونفى عابد الاتهامات الموجهة للأساتذة بعدم فهم الطالب لها فالأستاذ يقوم بدوره على أكمل وجه,  إنما يقع اللوم على الطالب نفسه .

وبسؤاله عن الية عمل البحث قال: ان خطة الطالب تحول لمشرف البحث ثم يتابع بنفسه ويساعده على تفادي الأخطاء والمصاعب .

وفي نهاية حديثه، أكد على أن الجامعة تحاول قدر الإمكان ضبط هذه المشكلة الموجودة بالأساس عند الطالب نفسه .

 واكد انه لا يوجد سبب مقنع لسرقة الأبحاث ، فعلى الطالب أن يقوم بالبحث بنفسه، لا أن يسرقه عن الإنترنت، أو يشتريه من مركز خدمات طلابية، فهو في النهاية طالب عليه أن يلتزم بما يطلب منه من أبحاث وتقارير.