خبر لطمة لأزعر الحي -يديعوت

الساعة 08:29 ص|27 مايو 2013

بقلم: اليكس فيشمان

        (المضمون: كان اطلاق صواريخ الكاتيوشا على الضاحية الجنوبية في بيروت لطمة لحزب الله ستزيد من جرأة الجهات المعادية له في سوريا ولبنان على تحديه وضربه - المصدر).

        كان يصعب الى ما قبل سنة ان نتخيل سيناريو تتجرأ فيه جهة ما – عربية أو لبنانية – على اطلاق صواريخ كاتيوشا على الضاحية التي هي عاصمة حزب الله الادارية في بيروت. لكنه كلما أخذ تدخل حزب الله في الحرب في سوريا يزيد عمقا، زاد عمق ضعف مكانة المنظمة السياسية وقدرتها على الردع العسكري في داخل لبنان وخارجه.

        يمكن ان نُخمن من الذي نفذ العمل المتحرش بحزب الله لكن هذا أقل جوهرية. فالشيء المهم أنه وقع هنا هجوم ناجح أحدث سابقة لكل تلك الجهات المعادية لحزب الله في لبنان وفي سوريا. فقد أخذت الحواجز النفسية تنهار واحدا بعد آخر. ولم يعد حزب الله بالنسبة اليهم رئيس المافيا الوحيد في المنطقة. فاذا كان أزعر الحي يتلقى هو نفسه لطمة فهو قد أصبح أقل إخافة.

        هددت منظمة المتمردين "جيش سوريا الحر" قبل بضعة اشهر بأنه اذا لم يكف حزب الله عن تدخله في سوريا فسيُصاب في لبنان. وقد أطلق ناسه النار من داخل سوريا على قرى شيعية في البقاع اللبناني وبذلك من المنطق ان نفترض أنهم هم الذين أطلقوا قذائف الكاتيوشا. بيد ان هذا الاطلاق يمكن ان تنفذه جهات لبنانية كالمنظمة السلفية التي يرأسها الشيخ الأسير الموجود في صيدا. إن هذا المنظمة تتحرش بحزب الله منذ أكثر من نصف سنة ويشمل ذلك اغلاق شوارع في جنوب لبنان وصدامات عنيفة. بل إنها انشأت مؤخرا عصابة مسلحة أرسلتها الى سوريا لتحارب الى جانب المتمردين ولتحاسب العدو الشيعي الكافر ألا وهو حزب الله. وفي داخل مخيمات اللاجئين في لبنان ايضا سلاح فلسطيني بكميات ضخمة. فمنذ ان تركت المنظمات الفلسطينية دمشق حدث شقاق بينها وبين سوريا ومؤيديها ولا شك في ان هذا السلاح ايضا سيُضاف الى الحفل حينما يحين الوقت.

        إن لبنان موجود على برميل مواد متفجرة بتوترات طائفية أخذت تزداد شدة. والحكومة في شلل، فمنذ أعلن رئيس الوزراء ميقاتي استقالته أصبحت تعمل في بيروت حكومة انتقالية ويمنع حزب الله التوجه الى انتخابات جديدة. ويوشك قادة الجيش واجهزة الامن ان يتركوا مناصبهم ولا يُعين من يحلون محلهم. وأما جيش لبنان وهو الغراء الوحيد الذي يؤلف أشتات المجتمع اللبناني فقد أخذ يفقد مصدر سلطته وأصبح اليوم يشغل نفسه بأعمال شرطة في مناطق التوتر بين السنيين والشيعة لكنه جيش متعدد الطوائف ستنتقض عُراه من تلقاء نفسه اذا لم يوجد مصدر سلطة.

        يجري في مدينة طرابلس منذ زمن قتال بين العلويين والسنيين يجبي عشرات القتلى. وكذلك الحال ايضا في البقاع اللبناني. ويوجد على العموم في مناطق مختلطة فيها شيعة وسنيون توتر راسخ قد تشعله أية شرارة. فاذا لم يكن ذلك كافيا فانه يوجد في لبنان اليوم نحو من نصف مليون لاجيء سوري، من المؤكد أن عددا منهم يُسعدهم الانتقام من حزب الله. وتنحى ناس رئيس الوزراء السابق سعد الحريري ابن رفيق الحريري وناس الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، تنحوا جانبا وهم ينتظرون صدعا في سيطرة حزب الله على بيروت.

        إن ذكرى الحرب الأهلية السابقة لا تشجع الفصائل على العودة الى تلك الايام الدامية. إن ما يتوقع الآن في لبنان نشوب عنف محلي يأخذ في الاتساع. والمهم بالنسبة لاسرائيل هو استمرار ضعف حزب الله. لكن المأساة هي أنه لا توجد اليوم في لبنان أية جهة قادرة على ان تتولى زمام السلطة.