خبر كيري: لنتنياهو وعباس اسبوعان لاتخاذ قرارات صعبة -هآرتس

الساعة 10:55 ص|26 مايو 2013

بقلم:  باراك رابيد

(المضمون: كيري استنفد مقابلاته مع نتنياهو وابو مازن وهو الان ينتظر ردهما الذي اذا جاء ايجابيا فسيسجل انجازا هاما له، واذا كان سلبيا فانه سيكون خيبة أمل قد تجعل أمريكا إما تنسحب من المنطقة أو تطرح مبادرة سياسية خاصة بها – صيغة كيري لاستئناف المفاوضات – المصدر).

في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية الامريكي جون كيري في مطار بن غوريون أول أمس حاول أن يشرح لماذا يوظف معظم ساعاته في الشهرين الاخيرين في محاولة شبه يائسة لاستئناف المسيرة السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين.

وروى انه في كل مكان وصل اليه – الصين، اليابان، اوروبا والخليج الفارسي – او في اللقاءات التي عقدها قبل مجيئه الى المنطقة مع وزيري خارجية البرازيل ونيوزيلندا، كان الموضوع الاول الذي طرح هو النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. وقال ان "هذه مسألة تقلق كل العالم".

وأنهى كيري أول أمس شهرين من المحادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن). وفي هذه الفترة التقى ثنائيا وتحدث هاتفيا مع كل واحد منهما عشر مرات على الاقل. وفكر كيري بالعودة الى القدس ورام الله مرة مرة غدا، ولكنه شعر بانه في هذه اللحظة استنفد اتصالاته مع الزعيمين والان الكرة في يديهما.

وقبل أن يغادر أوضح كيري لنتنياه وابو مازن بانه يتوقع ردا في غضون اسبوع – اسبوعين. "سأنشغل في مواضيع اخرى مسؤول عنها كوزير خارجية. في الوقت الذي سيفكر آخرون (نتنياهو وابو مازن، ب.ر) بالاختيارات الواضحة التي يتعين عليهما أن يتخذاها وبالاقتراحات التي وضعناها امامهما، في موضوع الطريق الى التقدم. توجد اختيارات صعبة ينبغي عليهما أن يتخذاها"، قال كيري. "اعتقد انه يجب السماح لهما باتخاذ قراراتهما في فترة زمنية معقولة في الايام القريبة القادمة".

ومن أقوال كيري يمكن محاولة رسم الصيغة التي عرضها لاستئناف المفاوضات:

        اسرائيل والفلسطينيون يستأنفون المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة. وفي المحادثات يمتنع الطرفان عن تصريحات استفزازية وخطوات استفزازية، "تعيدنا الى الوراء" على حد قوله. بمعنى أن يمتنع الفلسطينيون عن التحريض ضد اسرائيل، وتمتنع اسرائيل عن خطوات كبناء مكثف في المستوطنات، تسويغ بؤر استيطانية او هدم منازل فلسطينية.

        وتجري المفاوضات أولا على حدود الدولة الفلسطينية وترتيبات الامن التي تطلبها اسرائيل. المبدأ الذي يقول ان تجرى مفاوضات على الحدود، على حد قول كيري، يدمج بين مطالب الفلسطينيين ومطالب الاسرائيليين: "حدود 67 مع تبادل للاراضي تأخذ بالحسبان التغييرات التي وقعت على الارض"، اي الكتل الاستيطانية.

        وشدد كيري على أنه غير معني بان يكون موضوع البناء في المستوطنات شرطا مسبقا يمنع استئناف الاتصالات. وقال انه اذا اجرينا مفاوضات على الحدود والامن وحققنا اتفاقا، فهذا سيحل موضوع المستوطنات. الطريق لحل الموضوع هو القرار ماذا يوجد في الدولة الفلسطينية وما هي القواعد هناك، وماذا يوجد في اسرائيل وما هي القواعد هناك".

        وأوضح كيري لنتنياهو بانه يتوقع ان يرى اسرائيل تتخذ "خطوات تبدي استعدادها للتحرك الى الامام". ولا يطلب كيري تجميدا كاملا للبناء في المستوطنات، بما في ذلك البناء الخاص. ولكنه يتوقع من نتنياهو أن يتخذ كبحا للجماح يعبر عن نفسه بوقف العطاءات الحكومية.

        "نحن نؤمن بانه يجب وقف البناء في المستوطنات... مثل هذه الاعمال لا تساعد المسيرة وآمل أن يكون هنا جهد بالحد الادنى"، قال كيري. "يوجد بناء خاص واذون صدرت قبل وقت طويل، ومن ناحية قانونية لا يمكن وقفها. ولكن بطرق اخرى يوجد للحكومة امكانية لاحداث فرق هام في الاشهر القريبة".

        وقد لا يأتي كيري الى المنطقة في الاسبوعين القريبين، ولكنه هو وزملاءه في العالم سيواصلون المكالمات الهاتفية الطويلة مع نتنياهو وابو مازن، والضغط عليهما لاعطاء جواب ايجابي للصيغة التي وضعها وزير الخارجية الامريكي. وفي نهاية الاسبوع قال مسؤولون فلسطينيون ان ضغطا شديدا بدأ يمارس على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة.

        "كل وزراء الخارجية الذين كانوا هنا في الايام الاخيرة حثوا أبو مازن على قبول اقتراح كيري رغم علمهم التام بان نتنياهو لا يوافق على تجميد البناء في المستوطنات أو ادارة المفاوضات على اساس خطوط 67"، قال المسؤول الفلسطيني واضاف: "يوجد تفهم دولي للموقف الفلسطيني ولكن يوجد ايضا تخوف من أن تكون مبادرة كيري هي الفرصة الاخيرة لتحقيق حل الدولتين".

        في القدس وفي رام الله على حد سواء يبذلون كل جهد مستطاع لعرض نهج ايجابي تجاه مساعي كيري. والخوف الكبير لدى نتنياهو وابو مازن أن يكونا الطرف الذي يشير اليه كيري كمذنب في افشال المبادرة. ويفهم الزعيمان بانه اذا فشل كيري فقد يطرح الامريكيون خطة خاصة بهم أو ينصرفوا من المنطقة ويبقوا الاسرائيليين والفلسطينيين لمصيرهم.

في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في الاردن بدا ابو مازن ايجابيا أكثر مما في الاسابيع الاخيرة. فقد امتنع عن مهاجمة اسرائيل بحدة، لم يعرض تجميد البناء في المستوطنات كشرط مسبق لاستئناف الاتصالات وقال ان مساعي كيري لاستئناف المسيرة "تبث أملا وينبغي الامل في أن تحقق نتائج".

أما نتنياهو، فرغم تحفظه على افكار عديدة طرحها كيري فانه يبذل كل جهد مستطاع كي يعانق وزير الخارجية الامريكي ويعرب عن تأييده لمساعيه. وقال موظف اسرائيلي كبير في نهاية الاسبوع ان نتنياهو يشكر كيري على جهوده لاستئناف المحادثات ويرحب باقواله بانه يجب الشروع في محادثات مباشرة بين الطرفين دون شروط مسبقة. وقال الموظف ان "هذا القرار اتخذ في اسرائيل – نحن مستعدون للشروع فورا في محادثات مع الفلسطينيين".

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده كيري قبل اقلاعه كرر أربع مرات الرسالة بان على نتنياهو وابو مازن أن يتخذا "قرارات صعبة" في الايام القريبة القادمة. اذا ردا بالايجاب واستأنفا المفاوضات، فيمكن لكيري ان يسجل لنفسه انتصارا أول على الرفض الشرق اوسطي. واذا ما حصل العكس، فستكون هذه اهانة ومذلة شخصية لوزير الخارجية الامريكي.