خبر المعركة على الظهور بمظهر الضحية- يديعوت

الساعة 08:05 ص|21 مايو 2013

المعركة على الظهور بمظهر الضحية- يديعوت

بقلم: افيعاد كلاينبرغ

        (المضمون: يقول وزير المالية الاسرائيلي يئير لبيد عن الفلسطينيين إنهم يُظهرون أنفسهم بمظهر الضحايا ويتعامى عن الظلم الاسرائيلي الطويل الواقع عليهم - المصدر).

        تناولت المقابلة الصحفية لوزير المالية يئير لبيد مع "نيويوك تايمز" الفلسطينيين واتفاقا محتملا معهم بقدر غير قليل. إن لبيد لا يعتقد مثلا انه يجب على اسرائيل أن تغير سياسة استيطانها كي تجدد محادثات السلام. وهو لا يعتقد انه يجب ان تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وهو ليس على يقين ألبتة من ان الفلسطينيين يريدون دولة. ولا يبدو على نحو عام ان لبيد عنده ما يكفي من القوة للفلسطينيين. فيُخيل إلينا أن كل مسألة حقوقهم تتعبه شيئا ما. وماذا عن منع الحقوق عنهم وعن الاعتقالات والسلب ومصادرة الاراضي – يمكن التفكير في ذلك!.

        يبدو على نحو عام ان الفلسطينيين يتباكون فوق القدر الواجب. بل ان لبيد يعلم من المذنب في ذلك، فهو يقول: "أبو مازن أحد الآباء المؤسسين لتصور الفلسطينيين أنفسهم ضحايا". وسنضطر بسبب الفلسطينيين بعد ذلك الى اخلاء بؤر استيطانية متفرقة وهذا "يكسر قلب" وزير المالية. حسن. نحن نعلم الآن أين المشكلة. ليست المشكلة اذا هي الاحتلال والسلب ومنع الحقوق الدائم بل هي إظهار الفلسطينيين أنفسهم بمظهر الضحية. لماذا يفعل الفلسطينيون بنا ذلك؟ ولماذا نستحق نحن هذا؟ ما الذي فعلناه؟ لأن ما يميز الخطاب الاسرائيلي الفلسطيني هو ان الطرفين يشعران بأنهما ضحيتان.

        لست أعلم من هم الآباء المؤسسون لتصور الشعور بشعور الضحية الاسرائيلي، لكنه ينجح نجاحا حسنا ايضا مثل إبن زنا أبوه غير معروف. ولا يهم كم نستعمل من القوة؛ ولا يهم كم من الأبرياء يدفعون الثمن؛ ولا يهم أننا نُمسك بأوراق اللعب كلها بأيدينا. فنحن آخر الامر ونحن فقط الضحايا.

        تبنى الفلسطينيون الكثير جدا من علامات الاسرائيليين المميزة. ولا شك في أن الظهور بمظهر الضحية أحدها. ليس عندي مزيد عطف على الشعور بشعور الضحية – الاسرائيلي أو الفلسطيني – لكن من المهم ان نتذكر في سباق الظهور بمظهر الضحية أنه يوجد مع كل ذلك مصادِرون ومصادَرون، وسالبون ومسلوبون، وسالبو حقوق ومسلوبو حقوق. وكان يطيب لنا أن نعلم إنكسار قلب لبيد بسبب المآسي الفلسطينية الطويلة التي جزء منها على الأقل ثمرة أعمالنا. لا بسبب الحاجة النظرية الى اجلاء يهود عن البؤر الاستيطانية وقد أُنشيء جزء كبير منها بمخالفة للقانون. إن وعي الذات صفة ممتازة. بل إن العطف عند وزراء المالية كما تبين لريكي كوهين المتفاجئة أهم من ذلك.

        اذا كان الأخ لبيد مشغولا بضرب صدر الجار فان الأخ بينيت مشغول بالترقيع. انطلق اصلاح الخدمات الدينية في اسرائيل كما أُعلن هذا الاسبوع. في المرحلة الاولى ستُفتتح مناطق تسجيل الزواج. ولن يكون مواطنو اسرائيل اليهود أسرى بعد الآن للمجلس الديني الذي يسكنون في نطاق صلاحياته. واذا راكم الحاخام المحلي صعوبات واذا أصرت الحاخامية على التشدد جدا في التطهر بحوض التطهر فاننا نستطيع من الآن الانتقال عن ذلك. وستظهر في الشبكة العنكبوتية قوائم كثيرة لحاخامين لا يهتمون بذلك وسنتدفق جميعا عليهم. وسيضطر المتشددون الى التسهيل من اجل العيش إن لم يكن من اجل السماء. وقد أصبح الحريديون مُزعزعين يقولون صارخين: "هذا اليوم تخفيف تقني وسيكون في الغد خرقا للتقاليد" – وهي التقاليد الحسنة للتنكيل بأطفال علمانيين أُسروا بين الحاخامين.

        والحديث في الحاصل عن تغيير الى أفضل وعن تقوية للمعتدلين. لكن لا يجوز أن ننسى ان هذا التغيير يرمي الى انقاذ جهاز لا يجب اصلاحه بل استبداله. إن وقوع العلمانيين أسرى للمؤسسة الدينية يحتاج الى تخليص لا الى تحسين ظروف الأسر. إن الشيء الضروري الذي نحتاجه هو مصادرة تسجيل الزواج من المؤسسة الدينية. فمن حقي بصفتي انسانا غير مؤمن أن أتزوج بحسب قواعد ايماني أو عدم ايماني. ولست أريد حاخاما مُسهِّلا. أريد أن اخرج من ذلك، أتريدون أن تتزوجوا زواجا دينيا؟ تفضلوا فكل انسان وذوقه. أما لي ولأمثالي فأعطونا زواجا مدنيا من فضلكم.