تقرير بعد اتفاق دخولها القدس.. بعثة (اليونسكو) وتعويل السلطة يُصفع إسرائيلياً

الساعة 06:46 م|20 مايو 2013

غزة

 أكد أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم في فلسطين وعضو  منظمة التحرير اسماعيل التلاوي أن السلطة الفلسطينية تعول بشكل كبير على دخول بعثة (اليونسكو) إلى البلدة القديمة، شرق القدس المحتلة.

وقال التلاوي في تصريحات خاصة لـ"فلسطين اليوم" :"الجانب الفلسطيني ممثل بالسلطة يعول على دخول تلك البعثة (اليونسكو) إلى مدينة القدس المحتلة، وذلك لرصد المتغيرات التي طرأت على المدينة المسجلة على لائحة التراث العالمي من تحريف وتهويد وتغيير لملامحها وابرز الانتهاكات بحقها".

 وكانت اليونسكو قد أدرجت المدينة المقدسة على لائحة التراث العالمي بطلب من الأردن عام 1981 وعلى لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر عام1982.

وأوضح التلاوي أن أهمية دخول البعثة في ذلك الوقت يأتي بعد منع قوات الاحتلال لدخولها المدينة عام 2004م، بالإضافة إلى ما سيترتب على نتائج تلك الزيارة، قائلاً "نتمنى ان تخرج اليونسكو بتقرير محايد يفضح انتهاكات الاحتلال بحق المدينة المقدس وما تعانيه من طمس منهج".

وحول حاجة المدينة لتلك الزيارة قال "انتهاكات الاحتلال بالقدس بحاجة إلى توثيق دولي بثقل منظمة اليونسكو، وبحاجة إلى تدويل قضية القدس في المحافل الدولية، ونحن كفلسطينيين نريد من تلك المنظمات أن تقف إلى جانبنا وجانب الحق".

وكان وزير الخارجية برام الله رياض المالكي قد وصف في وقت سابق زيارة وفد منظمة اليونسكو بـ "الإنجاز التاريخي الحائز على دعم عربي ودولي ومن شأنه أن يلزم اسرائيل بحماية الاماكن المقدسة وعدم المساس بها في مدينة القدس".

يذكر أن "إسرائيل" وافقت لأول مرة منذ العام 2004 على قدوم بعثة اليونيسكو لتقصي الحقائق في البلدة القديمة في القدس الشرقية في ما يتعلق بأعمال الترميم التي تجريها اسرائيل هناك ويعتبرها الجانب الفلسطيني "تهويداً".

وأتت الموافقة الاسرائيلية شريطة تأجيل خمسة مشاريع قرارات ضد اسرائيل في اليونيسكو في مقابل سماح إسرائيل للبعثة بالعمل.

وفي حيثيات إلغاء دخول البعثة في الموعد المحدد لمدينة القدس أوضح التلاوي أن أسباب التأجيل -حسب ما لديه من معلومات- معروفة لدى المنظمة (اليونسكو)، مشيراً إلى سلطات أن الاحتلال تخشى من عمل البعثة والنتائج المترتبة عليها، قائلاً :"قوات الاحتلال دائماً تسعى لعرقلة الجهود الدولية الرامية لتوثيق الانتهاكات وهذا ما تعودنا عليه".

وأكد أن السلطة الفلسطينية ماضية في إطار حشد الجهود الأممية والدولية التي تحمي التراث الفلسطيني خاصة المدينة المقدسة.

وكان سلطات الاحتلال أعلنت اليوم الاثنين، أنها ألغت زيارة مقررة لبعثة من اليونسكو إلى البلدة القديمة في شرق القدس المحتلة، بذريعة قيام الفلسطينيين بإضفاء طابع سياسي على المهمة.

وقالت مسؤولة في وزارة الخارجية الإسرائيلية لوكالة الأنباء الفرنسية: «الفلسطينيون لم يحترموا التفاهمات، كان من المفترض أن تكون الزيارة مهنية، ولكنهم قاموا باتخاذ اجراءات تظهر أنهم يقومون بإضفاء طابع سياسي على الحدث ولن يسمحوا للوفد بالتركيز على الجوانب المهنية منها».

 

جريمة

وكان فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أكد أن منع الاحتلال وفد منظمة اليونسكو من زيارة القدس والتحقيق في الانتهاكات "الإسرائيلية" بحقها يعتبر بمنزلة تعمية حقيقية على الرأي العام، ومحاولة إخفاء لحجم الجرائم والانتهاكات بحق القدس وأهلها.

وقال برهوم في بيان صحفي وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه، إن رفض الاحتلال لزيارة اليونسكو تجرؤ على قرارات المؤسسات الدولية واستخفاف بمسئوليتها ودورها المناط بها تجاه ما يجري.

وطالب من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة العمل الفوري على فرض العقوبات الرادعة على الاحتلال، واستخدام كل أوراق الضغط عليه لردعه، ووقف جرائمه وانتهاكاته، والعمل على إنقاذ القدس وأهلها والشعب الفلسطيني من الاحتلال وسياساته العنصرية الخطيرة المتطرفة.

 

صفعة للسلطة

وكان نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 الشيخ كمال الخطيب قال إن الاحتلال الإسرائيلي وجه صفعة للسلطة الفلسطينية والأردن بمنعه وفداً من "اليونسكو" زيارة القدس.

وتابع: "السلطة والأردن تغنتا بالاتفاقية مع الاحتلال ووصفتاه بالإنجاز، إلا أن الاحتلال ضرب بعرض الحائط هذا الاتفاق، حاله حال جميع المواثيق والاتفاقيات الأخرى".

وطالب الخطيب من وقع القرار(الأردن والسلطة الفلسطينية) باستدراك الموقف واستخلاص العبر وعدم الذهاب بعيداً بالتعويل على الاتفاقيات والمواثيق مع الاحتلال الإسرائيلي، كما حث الطرفين على مراجعة اتفاقياتهما معه رداً على نكثه للعهود والمواثيق.

وأضاف، أن الغدر والخيانة سمة المؤسسة الإسرائيلية، بالرغم أن قبولها للاتفاق كان بثمن غال من قبل السلطة بسحب جميع قرارت الإدانة من الأمم المتحدة".

وتابع: "الاحتلال أمعن بإذلال طرفي الاتفاق باشتراطه عدم زيارة وفد اليونسكو للمسجد الأقصى، إلا أن اسرائيل لم تسمح للوفد بالوصول إلى المدينة المقدسة من أصله، وسارعت بمنعه ضاربة بعرض الحائط هذا الاتفاق".