خبر لا تُشوشوا من فضلكم- يديعوت

الساعة 09:40 ص|20 مايو 2013

لا تُشوشوا من فضلكم- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

        (المضمون: يجب على اسرائيل والاسرائيليين من المسؤولين الكبار ألا يُكثروا الكلام على الشأن السوري لأن كلامهم لا يخدم مصلحة اسرائيل - المصدر).

        هل يبقى الاسد أم لا يبقى على كرسيه؟ ليس هذا هو السؤال، بل السؤال هل يخدم بقاؤه في الحكم المصلحة الاسرائيلية أم لا.

        إن المصلحة الاسرائيلية العليا بازاء الساحة السورية هي الامتناع بكل ثمن عن اشتعال عسكري. فالفوضى في سوريا قد تُحدث وضعا تتحول فيه الحدود مع اسرائيل الى حدود ارهاب تسيطر عليها منظمات متطرفة يحركها حرس الثورة وحزب الله وجهات اخرى – وهو ما قد يجر اسرائيل الى حرب غير مرغوب فيها. والمصلحة الاسرائيلية الثانية في أهميتها هي منع انتقال سلاح تقليدي وكيميائي من الجيش السوري الى حزب الله أو الى منظمات معادية اخرى، والمصلحة الثالثة في سلسلة الأولويات هي كسر محور الشر وإضعاف حزب الله وإبعاد الايرانيين عن الساحة السورية.

        إن بقاء الاسد في منصبه لا يخدم أية واحدة من هذه المصالح الثلاث لأن الاسد فقد شرعية حكم سوريا – في نظر العالم العربي وفي نظر أكثر مواطنيه. فالمستبد المسؤول عن موت عشرات آلاف السوريين وبقاء ملايين آخرين لاجئين بلا سقف لا يمكنه الحصول على شرعية في العالم. ولهذا اذا كانت اسرائيل تبحث عن الاستقرار في سوريا فليس الاسد هو العنوان بل بالعكس. فاستمرار توليه الحكم يقوي العناصر المتطرفة بين المتمردين ويُبعد احتمال التوصل الى تسوية ما داخلية في سوريا.

        ويدرك الروس ايضا – الذين يؤيدون الاسد علنا – أنه آخر حاكم علوي وأن الحكم سينتقل الى الأكثرية السنية. ويُحرك الروس مسار تحادث بين جميع الفصائل برعاية دولية يرمي الى تنحية الاسد وانشاء حكومة انتقالية علمانية. واحتمال ذلك ضئيل. أما الامريكيون فأكثر صراحة وقد قال نائب وزير الخارجية الامريكي وليام بيرنز في الاسبوع الماضي: "اذا أُريد اسقاط الاسد فانه ينبغي فعل ذلك الآن لأن 50 في المائة من البنية التحتية في سوريا أصبح مدمرا". ويبدو ان بيرنز أكثر قلقا من الجانب الاقتصادي وأقل من ذلك من الجانب الانساني لأن إعمار سوريا سيكلف العالم مالا كثيرا جدا – ولا سيما الادارة الامريكية.

        تستطيع اسرائيل ان تشوش فقط فالعمليات العسكرية التي يفترض ان تُعجل سقوط الاسد، أو الاقوال الهاذية في الصحف الاجنبية التي تؤيد بقاءه – وتُنسب الى رجال استخبارات اسرائيليين كبار – لا تخدم أية مصلحة اسرائيلية. وقد كانت الى ما قبل سنة فرصة نظرية للتأثير في استبدال نظام علماني بالنظام في سوريا، بيد أن الوقت عمل في مصلحة المتمردين الاصوليين وأصبح ذلك اليوم متأخرا كثيرا.